سنتطرق اليوم بتطبيق الملكة إلى موضوع يمس حياة الكثير منا، وهو كيفية حدوث الاختلاط بشكل يومي بين أزواجنا وزميلاتهم في العمل، إنه سيناريو يمكن أن يثير جميع أنواع المشاعر، من الشعور بالغيرة إلى انعدام الأمان إلى الفضول !
منذ وقت ليس ببعيد، تواصلت معي امرأة في أوائل الثلاثينيات من عمرها، ومتزوجة منذ خمس سنوات، كانت تنعم بحياة زوجية سعيدة قوية ومليئة بالضحك والأحلام المشتركة والخطط للمستقبل، ولكن قبل بضعة أشهر، بدأت تلاحظ تحولًا في ديناميكيتهما، حيث بدأ الزوج يتحدث عن زميلة جديدة في العمل بشكل متزايد، كان يروي مغامراتهما في العمل، والنكات الداخلية، وحتى أنه ذكر كيف كان يذهب أحيانًا لتناول الغداء معها، بدأت الزوجة تشعر وكأن هناك شخص ثالث في علاقتهما ! وتساءلت: "هل من الطبيعي أن يتحدث زوجي عن زميلته في العمل كثيرًا؟ هل أبالغ في رد فعلي؟"
وقريبًا من هذه المشكلة، أرسلت صديقة تطبيق الملكة قائلة : " عمري 27 عامًا، وزوجي 34 عامًا، ونحن متزوجان منذ 7 سنوات، حصل زوجي مؤخرًا على ترقية في شركته وانتقل إلى قسم مختلف، وفي هذا القسم، بدأ مؤخرًا في التفاعل مع زميلة له، أنا حقًا أكرهها منذ البداية، حيث تعمدت منذ البداية بمناداته بأفضل زميل في العمل، أو تقوم بأشياء مثل إعداد الطعام له أو شراء هدية !
وتحكي : "ذات مرة، استيقظت كالعادة في الصباح لإعداد وجبة زوجي المفضلة ليأخذها معه إلى العمل، ولكن عندما عاد إلى المنزل، أعاد الطعام إليّ وأوضح لي أن زميلته الشابة في العمل قد أحضرت له شيئًا ليأكله، وكانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير ! لم أعد اتحمل، ماذا افعل ؟!
إذا وجدتِ نفسك في موقف مشابه لما سبق، حيث يبدو زوجك قريبًا بشكل غير عادي من زميلته في العمل، فلا داعي للذعر، إنها مشكلة شائعة، وهناك طرق للتعامل معها دون اللجوء إلى تدابير متطرفة.
ربما، إن الإفراط في الود قد يشكل خطرًا على زواجك، وهنا تكمن المشكلة حقًا.
لأن معظم الناس يستبعدون هذا الاحتمال ويعتقدون أنهم لن يتجاوزوا الخط أبدًا، وما يزيد من تعقيد هذا التفكير الخاطئ هو أن معظمهم لا يعرفون حقًا متى يقع الخطأ حقًا.
ففي أغلب الأحيان قبل أن يصبح الأمر جسديًا، يصبح عاطفيًا، حيث يمكن أن يتطور الارتباط العاطفي بسهولة شديدة، وخاصة في بيئة العمل، ويمكن إخفاؤه وتفسيره بشكل خاطئ على أنه "ودود" وليس ارتباط حميمي، وهو ما يحدث غالبًا؛ لذا نعم، إن كون الزوج ودودًا للغاية مع زميلته في العمل يشكل خطرًا ومشكلة لزواجك.
بالتأكيد هو لديه المشكلة، ولكن لا تتجاهلي حقيقة أن الزوجة تلعب دورًا أيضًا !
تقول خديجة : " لقد تزوجنا منذ 23 عامًا، أصبح زوجي ودودًا للغاية وقريبًا من امرأة في مكتبه، وبينما استغرق الأمر بعض الوقت حتى أجعله يتخلى عن الإنكار والتقليل من شأن الأمور، وأخيرًا يعترف بأن الود قد تجاوز الحدود وخطأ، فقد اعترف أخيرًا الآن."
أحد العوامل التي اكتشفناها في استشارتنا هو أن خديجة شديدة الانتقاد لزوجها، ونتيجة لذلك فهو لا يحب التحدث معها، وخمنوا مع من أصبح يتحدث أكثر فأكثر؟
لإصلاح المشكلة ومنع حدوثها مرة أخرى (وهو ما يحدث غالبًا)، تحتاج كل من خديجة وزوجها إلى إجراء بعض التغييرات الصحيحة والضرورية، كما يحتاجان إلى الاعتراف بأن المشكلة أكبر من مجرد كونه ودودًا للغاية مع زميلته في العمل.
لذا، إذا كنتِ تعتقدين أن زوجك ودود للغاية مع زميلة في العمل، فسوف يتقبل ردك بشكل أفضل إذا كنتِ على استعداد للنظر إلى الأمر باعتباره مشكلة "نحن" وليس مجرد مشكلة "هو".
لقد أحدث هذا فرقًا كبيرًا بالنسبة لزوج خديجة، لقد انفتح وأصبح أكثر صدقًا وشفافية منذ أن اعترفت خديجة بكيفية تأثير سلوكها عليه.
عدم الخلوة بامرأة ( إذا لم يكن محرمًا لها): كائنًا من كان، ولا يغتر مهما كان صلاحه، ومهما كان صلاحها.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا».
ويعظم الخطب إذا كان الداخل على المرأة قريب من أهل البيت من غير محارمها، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: «الحَمْوُ المَوْتُ»، والحمو: أقارب الزوج من غير المحارم، كالأخ والعم والخال وأبنائهم.
يعد التواصل بين الزوجين أحد أهم جوانب العلاقة الصحية، فعندما تواجهين موقفًا يكون فيه لزوجك صديقة مقربة في العمل ويتحدث عنها كثيرًا، فمن الضروري التعبير عن مشاعرك بصراحة، شاركي رفضك للأمر واعلميه بمخاوفك، وتأكدي من أن زوجك يفهم ما يزعجك.
في هذه المحادثات، لا تنشغلي باللوم أو الاتهام، لكن اهتمي بفتح قناة للتفاهم والتعاطف؛ لذا اجلسي وقولي شيئًا مثل، "لاحظت أنك كنت تناقش زميلتك في العمل كثيرًا، وهذا يجعلني أشعر بعدم الارتياح بعض الشيء، أنا أثق بك، لكنني سأكون ممتنة إذا تحدثنا عن هذا الأمر".
نصيحة اليوم من الضروري اختيار اللحظة المناسبة لهذه المناقشة، مع التأكد من أنكما هادئان ومتقبلان، حيث يمكن أن تكون مثل هذه المحادثات مشحونة عاطفياً، لكنها أيضًا ذات قيمة لا تصدق في حل أي سوء تفاهم.
بمجرد بدء المحادثة، فقد حان الوقت لاستكشاف طبيعة العلاقة التي تربط زوجك بزميلته في العمل، تتعلق هذه الخطوة باكتساب فهم أفضل للديناميكيات التي تلعب دورًا، ومن المهم عدم استخلاص استنتاجات أو افتراضات بناءً على معلومات جزئية.
وتذكري أن المحادثات الوثيقة غالبًا ما تتطور في مكان العمل بسبب الاهتمامات المشتركة أو الأهداف المشتركة أو حس الفكاهة المشترك، ولا يعني هذا بالضرورة اهتمامًا رومانسيًا أو أي تهديد لعلاقتك؛ لذا أثناء محادثتك، اسألي زوجك عن علاقته بزميلته، ولماذا يتشارك قصصًا عنها في العمل، يمكن أن يساعدك فهم هذا في وضع الأمور في نصابها الصحيح وتحديد ما إذا كان هناك أي سبب للقلق، وفي أغلب الأحيان، ستجدين أن هذه العلاقات بريئة تمامًا ولا تهدف إلى استبدال أو التقليل من أهمية علاقتك.
بعد مناقشة مشاعركما وفهم طبيعة العلاقة، فإن الخطوة التالية هي العمل معًا لتحديد حدود الاختلاط صحية، وهذا جانب حاسم للحفاظ على الثقة والأمان في علاقتكما.
المفتاح هنا هو التعاون، لا ينبغي فرض حدود الاختلاط من جانب واحد، ولكن ناقشا ما تشعران بالراحة تجاهه فيما يتعلق بالعلاقة مع زميلات العمل، حيث يجب أن تعكس حدود الاختلاط، فهمكما المتبادل واحترامكما لمشاعر بعضكما البعض.
على سبيل المثال، قد تقرران حدودًا لكمية الوقت الذي تقضيانه مع زميلات العمل، وما هي الموضوعات المحظورة في المحادثات، أو كيف ستتواصلان عندما يشعر أي منكما بعدم الارتياح تجاه موقف معين، يتعلق الأمر بإيجاد التوازن الذي يجعلكما تشعران بالأمان والاحترام في العلاقة.
بينما من الطبيعي أن تشعري بالقلق بشأن علاقة زوجك مع زميلة في العمل، فلا تدعي ذلك يطغى على الرابطة التي تتقاسمينها مع زوجك، لكن تذكري أن أساس علاقتك يجب أن يكون قويًا ومبنيًا على الثقة والحب والتفاهم؛ لذا استمري في الاستثمار في علاقتكما.
خططي لأمسيات رومانسية مثيرة، وأجري محادثات هادفة، وأظهري التقدير له، يجب أن تظل علاقتكما دائمًا أولوية، ومن خلال الحفاظ على اتصال قوي، فإنكِ لا تقوي رابطتكما فحسب، بل تخلقين أيضًا شعورًا بالأمان والراحة داخل زواجكما، وتذكري كلما شعرتِ بالأمان في علاقتك، قل احتمال تعرضك للتهديد من العلاقات الخارجية، بغض النظر عن مدى قربها.
الثقة بين الزوجين هي حجر الزاوية لأي علاقة ناجحة، ما لم تكن هناك علامات واضحة على خيانة ثقتك، يجب أن تثقي في التزام زوجك بعلاقتك، وإذا لم يعطكِ أي سبب للشك في إخلاصه، فثقي في أفعاله وكلماته.
فالتساؤل المستمر أو الشك يمكن أن يضر بعلاقتك، امنحي زوجك المساحة دون الشعور بأنه يمشي على قشر البيض، فالثقة، جنبًا إلى جنب مع التواصل المفتوح، سيساعدك على التعامل مع هذه المواقف بسلاسة أكبر.
من الضروري أن تثقي في نفسك وقيمتك في العلاقة، ذكّري نفسك أن زوجك اختار أن يكون معك لسبب ما، فالثقة جذابة، وعندما تشعرين بالأمان داخل نفسك، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على علاقتك.
إذا وجدتِ نفسك تشككين في ولاء زوجك أو تشعرين بالنقص بسبب علاقته الوثيقة مع زميلة في العمل، فتراجعي خطوة إلى الوراء وذكّري نفسك بنقاط قوتك والصفات الفريدة التي تجعلك زوجة وشريكة لا مثيل لها.
الأمر لا يتعلق بالتنافس مع أي امرأة أخرى؛ بل يتعلق بتقدير ما تقدميه للعلاقة والاعتراف بأنكِ جزء هام ومقدر من الشراكة؛ فالثقة في قيمتك الذاتية يمكن أن تساعدك على مواجهة التحديات بلباقة ومرونة.
يمكن أن تكون الغيرة عاطفة خبيثة، تنبع غالبًا من انعدام الأمان أو التجارب الماضية، خذي بعض الوقت للتفكير في سبب شعورك بهذه الطريقة، هل يرجع ذلك إلى شيء محدد حدث في الماضي، أم أنه خوف عام من فقدان اهتمام زوجك أو عاطفته؟ يمكن أن يساعدك تحديد مصدر غيرتك في التغلب عليها ومنعها من التأثير سلبًا على علاقتك.
أهل زوجي يسيئون معاملتي.. فما الحل
كم من استشارات تصلني على شكل تساؤلات، كيف اخلي اهل زوجي يحسبون لي الف حساب ؟ أو نفسيتي تعبانه من اهل زوجي أو أهل زوجي يدخلون بيتي بدون استئذان
كيف اتعامل مع الزوج العصبي .. إنه يخيفني !
كيف اتعامل مع الزوج العصبي ؟ لذا قررنا اليوم بتطبيق الملكة أن نخبركِ ماذا عليكِ أن تفعلي حتى لا تشعري بالخوف من الزوج، فكم هي مشاعر مؤذية
اكتشفي سر التخلص من الفتور والصمت بين الزوجين
لا شك أن الفتور والصمت بين الزوجين تجربة مزعجة تجعلكِ تتساءلين عما فعلتهِ خطأً أو ما الذي تغير، فإذا كان هذا يتردد صداه معك، فاعلمي أنكِ لست وحدك في الشعور بالحيرة