من أكثر الطلبات التي أسمعها من الأزواج، "ساعدينا على تعلّم كيفية النقاش وتجنب أخطاء الحوار بين الزوجين، وربما تسألني إحداهن بخجل، كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش" .. سأجيبكم عن كل هذه الأسئلة وأكثر بإذن الله !
المؤسف في الأمر أن كثيرًا من هؤلاء الأزواج مضى على زواجهم سنوات طويلة! وخلال هذه السنوات، تشكّلت بينهم أنماط سلبية في التواصل، يصعب أحيانًا التخلص منها.
في هذا المقال، سنتناول أكثر أخطاء الحوار بين الزوجين شيوعًا، حتى تتجنبوها منذ بداية الزواج، أو تعملوا على تصحيحها إن كانت قد تسلّلت إلى زواجكم.
هناك افتراضان شائعان بين الأزواج يؤديان إلى تدهور التواصل سريعًا:
الافتراض الأول يقوم على فكرة: "إذا كان يحبني حقًا، فسوف يشعر بي ويعرف ما أحتاج إليه دون أن أتكلم."
وهذا خطأ شائع؛ فالحب لا يعني القدرة على قراءة الأفكار أو المشاعر دومًا، والواقع أن الزوج – مهما كان محبًّا ومهتمًّا – لن يكون منتبهًا لكِ على مدار الساعة.
أما الافتراض الثاني، وهو "أنا أعلم ما يفكر به زوجي"، فهو لا يقل خطورة عن سابقه ! لأن التصرف بناءً على افتراضات دون التحقق منها يؤدي إلى الكثير من سوء الفهم، وقد يتطور إلى خلافات لا أساس لها من الصحة.
مقاطعة الطرف الآخر أثناء حديثه تُعدّ تصرفًا غير لائق، وتشير إلى عدم الاحترام، وإن كان بعض الأزواج يفعلون ذلك بحسن نية، إلا أن تأثيره يبقى سلبيًا، ومن أسباب المقاطعة:
مهما كان السبب، فإن المقاطعة تعكس رغبة في أن يُسمع صوتك أكثر من سماع زوجك، وهو أمر يترك أثرًا سلبيًا في العلاقة.
عندما تسوء الأمور بين الزوجين، قد يندفع أحدهما إلى الحديث بلغة قاسية أو مؤذية، خاصة في لحظات الغضب، لكن الحوار الانفعالي الذي يغلب عليه الصراخ والردود السريعة، غالبًا ما يؤدي إلى تفاقم الخلاف.
في كل بيت، هناك "مقعد ساخن" غير مرئي، وعادة ما يجلس عليه من ارتكب خطأً ما، لكن الحقيقة أن كلا الزوجين يخطئ من وقت لآخر، فلا أحد كامل.
ومع ذلك، يلجأ البعض إلى إلقاء اللوم الدائم على الطرف الآخر، وهو تصرّف يُضعف العلاقة ويزيد التوتر.
الزواج ليس ميدانًا للمنافسة، ولا علاقة صحية تقوم على فرض الرأي والانتصار في كل حوار.
فإذا اعتاد أحد الزوجين فرض رأيه دائمًا، فقد يستسلم الطرف الآخر في الظاهر، لكنه يشعر بالضيق والرفض داخليًا، وقد يعبّر عن استيائه بأساليب سلبية غير مباشرة.
فمثلًا، بدلاً من أن تفترضي أن زوجك يعلم أنكِ مرهقة وتحتاجين إلى الدعم، قولي له: "لقد كان يومي في العمل مرهقًا، وهناك الكثير من الأعمال المنزلية تنتظرني... هل تعلم ما الذي أحتاجه الآن؟" فإذا لم يُحسن التقدير، أخبريه مباشرة: "أحتاج إلى حضن دافئ، وبعض المساعدة في المطبخ."
التعبير الصريح عن الاحتياجات ليس ضعفًا، بل هو نضج وتقدير للعلاقة، في الزواج، نحن تلاميذ دائمون لبعضنا البعض، نتعلم شيئًا جديدًا كل يوم، ونُصبح أفضل مع الوقت.
حين يتحدث زوجك، توقفي عن استخدام الهاتف أو أي شيء يشغلك، وانظري إليه مباشرة، قد لا يعجبك ما يقوله، وقد ترغبين في الرد بسرعة، لكن تذكّري: لكِ دورك في الحديث، فقط انتظريه بصبر؛ فالاستماع الجيد يُسهم في حل المشكلات ويعزز الثقة بينكما.
فكّري جيدًا قبل أن تتحدثي: ما الذي أريد أن أقوله؟ وكيف أقوله بأسلوب لائق؟
الفرق بين الشكوى والنقد القاسي يكمن في نبرة الصوت.
إليكِ بعض النصائح:
الاعتراف بالخطأ لا يُضعفك، بل يُظهر نضجك ويزيد ثقة زوجك بك، وعندما تجدين نفسك في موضع المساءلة، فكّري في كيفية إصلاح الضرر، بدلًا من تبريره أو إنكاره.
في كل نقاش، حاولي الاستماع جيدًا لرأي زوجك، ثم عبّري عن رأيك بهدوء، امنحي وزنًا حقيقيًا لوجهة نظره، حتى لو لم تتفقا تمامًا؛ فالتواصل الفعّال يعني الوصول إلى قرارات ترضيكما معًا، لا تغلب أحدكما على الآخر.
تسأل بعض النساء -اللاتي يبكين أثناء النقاش- خاصة عند الاستفزاز، كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش ؟
لذا، إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك على منع تدفق الدموع أو التحكم فيها، عندما تشعرين أن الوقت أو المكان ليسا مناسبين للتعبير عنها.
لا يكتب الناس فقط للتعبير عمّا يشعرون به، بل أحيانًا ليكتشفوا ما يشعرون به حقًا، وبالنسبة للكثيرين، يُعدّ التدوين الخاص عن الأحداث المشحونة عاطفيًا وسيلة فعالة لمعالجة المشاعر المعقدة واستعادة منظور متوازن للأمور.
إنّ التدوين المنتظم يمنحك مساحة شخصية للفضفضة، والمراجعة، والتفكير فيما تريدين أو تحتاجين إليه، وقد أشار بعض الأطباء إلى أنهم وصفوا الكتابة لمرضاهم كأداة تساعدهم في استعادة الشعور بالسيطرة على حياتهم، وفهم أعمق لمشاعرهم، فإذا بدأتِ بتكوين هذه العادة الآن، ستكونين على دراية لاحقًا بوجود مساحة آمنة خاصة بك تلجئين إليها عند وقوع أي صراع.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يكون من الصعب التعبير بوضوح وجرأة عن المخاوف أو الاحتياجات؛ لذا يمكن لتدريب بسيط على مهارات التواصل الحازم ضمن مجموعات صغيرة أن يساعدك على تعلّم قول "نعم"، و"لا"، وتحديد الحدود، والتعامل بفاعلية في المواقف التي يسودها التوتر.
إذا شعرتِ أن مشاعرك بدأت تتصاعد، حاولي تغيير وضعية جسدك كوسيلة لإعادة الاتصال بالواقع وتحويل تركيزك، قفي، واجلسي، ثم التقطي قلماً واكتبي ملاحظة، أو اخرجي من الغرفة للحظة حتى تجمعي أفكارك.
جرّبي شيئًا بسيطًا مثل شد عضلة ثم إرخائها — فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2011 أن هذه الحركة البسيطة يمكن أن تعيد إليكِ شعورك بالتحكّم، وفي أثناء ذلك، تذكّري أن تتحركي ببطء، فأنتِ تذكرين نفسك بأن لديكِ سيطرة على جسدك، وبإمكانك أيضًا تهدئة مشاعرك بنفس الطريقة، إنك تُبطئين وتيرة التفاعل، حتى تتمكني من التفكير بوعي، لا برد فعل غريزي يدفعك للقتال أو الهروب أو التجمد.
حتى الجفاف البسيط قد يؤثر على مزاجك وقدرتك على التفكير، فإذا كنتِ تمرين بلحظة مشحونة عاطفيًا، توقفي واشربي كوبًا من الماء البارد.
وقد أظهرت أبحاث من عام 2011 أن شرب الماء يمكن أن يخفض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، ويقلل من معدل ضربات القلب، كما يزيد من درجة الانتباه والتركيز.
في المواقف المتوترة، يمكن للتركيز على التنفس أن يساعدك على تنظيم مشاعرك القوية وإعادة توازنك الذاتي، حيث يؤكد خبراء الصحة النفسية أن الانتباه لتدفق الهواء داخل الجسم وخارجه قد يساعد على استعادة اليقظة، وخفض درجة حرارة الجسم، وتخفيف توتر العضلات، وتنظيم الجهاز العصبي اللاإرادي.
التواصل الناجح لا يحدث بالصدفة، بل هو مهارة تُكتسب وتُنمّى، والزواج القوي هو ذلك الذي يبنيه طرفان يعرفان كيف يحترمان بعضهما البعض، ويتكلمان بودّ، ويصغيان بصدق، تذكّري دائمًا: الزواج شراكة، لا منافسة، ونجاح العلاقة يعتمد على قدرتكما على الإنصات، والتعبير، والاحترام المتبادل.
كيف اتعامل مع زوجي البخيل
كيف اتعامل مع زوجي البخيل ؟ لعل هذا السؤال يكون من أصعب الأسئلة التي تطرحها النساء؛ إذ أن البخل صفة سيئة ومحبطة للغاية، فهي لا تقتصر على البخل المادي فقط !
احذري التقارب بين زوجك وصديقتك
الخيانة المزدوجة تحدث حين تتداخل حدود الثقة بين علاقاتكِ المختلفة، وعندما يختار اثنان من أقرب الناس إليكِ – زوجكِ وصديقتكِ – خذلانكِ بطريقة تمسّ قلبكِ
7 معلومات لا تشاركيها مع زوجك مهما كان يحبك
تعتقد العديد من النساء أن عليهن إخبار أزواجهن بكل شيء، يقلن أن زوجي يحبني ونحن كالروح الواحدة ويجب إخباره بكل شئ، وغالبًا ما يكون هذا شائعًا في سنة أولى زواج