تُعتبر آلام الرحم من المشاكل الشائعة التي تواجهها النساء، وخاصةً عند تأخر الدورة الشهرية، وغالبًا ما ترتبط هذه الآلام بحدوث الحمل، ولكن هل هي دليل قاطع على ذلك؟
في هذا المقال ملكتي سنتناول بالتفصيل العلاقة بين آلام الرحم وحدوث الحمل، ونستعرض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى هذه الآلام، ونقدم إجابات شافية على تساؤلاتك بإذن الله. 

ما هو دور الرحم؟

يلعب الرحم دورًا رئيسيًا في صحتك ووظيفتكِ الإنجابية، والوظائف الثلاثة الرئيسية للرحم هي:

• الدورة الشهرية: بطانة الرحم هي المكان الذي يأتي منه الدم والأنسجة أثناء الحيض.
• الخصوبة: الرحم هو المكان الذي تنغرس فيه البويضة المخصبة أثناء الحمل وهو المكان الذي ينمو فيه طفلك.
• الحمل: يتمدد الرحم لينمو طفلك أثناء الحمل، ويمكنه أيضًا الانقباض للمساعدة في إخراج طفلك من المهبل في حالة الولادة الطبيعية.

ما هو حجم الرحم الطبيعي؟

يبلغ حجم الرحم الطبيعي حوالي 3 بوصات من الأعلى إلى الأسفل، ويبلغ عرضه 2 بوصة في الجزء الأوسع، كما يبلغ سمكه حوالي 1 بوصة ويزن حوالي 1 أونصة.

كيف يتغير حجم الرحم في بداية الحمل؟ وهل سأشعر به

يكبر الرحم من حجمه الطبيعي الشبيه بحجم الليمونة إلى ما يُشبه حجم الجريب فروت في بداية الحمل، ولا يزال حجم الرحم في هذه المرحلة يتسع في الحوض، أما في حالة الحمل بتوأم، فإن حجم الرحم يبدأ بالازدياد بشكل أسرع! 
قد تشعري بارتفاع طفيف في حرارة جسمك، وإرهاق عام، والقليل من الخمول، وتستمر هذه الأعراض لمدة من 3 أيام إلى 7 أيام، كما قد تتعرضي للانتفاخات بسبب التقلبات الهرمونية وتقلب الحالة المزاجية.

هل آلام الرحم دليل على الحمل

إذا كان الألم خفيفًا ويختفي من تلقاء نفسه، فمن غير المحتمل أن يكون هناك ما يدعو للقلق، ولكن يجب إبلاغ طبيبك بأي ألم مصحوب ببقع دماء أو نزيف حاد، واطلبي الرعاية الطبية إذا كنت تعانين من ألم حاد أو مزمن مصحوبًا بالإغماء أو الغثيان أو ارتفاع في درجة الحرارة أو قشعريرة أو دوخة، ومن أسباب آلام الرحم بسبب الحمل ما يلي:

1. تمدد الرحم

إذا حدث الحمل الحمل، فمن المحتمل أنك لن تلاحظي نمو الرحم أو توسعه، ولكن بحلول الأسبوع الثاني عشر، يتمدد الرحم وينمو ليصل إلى حجم ثمرة الجريب فروت تقريبًا، وإذا كنت حاملًا بتوأم فقد تشعرين بتمدد الرحم بشكل أسرع، وقد تشمل أعراض تمدد الرحم الوخز أو الألم أو الانزعاج الخفيف في الرحم أو منطقة أسفل البطن، ويعد هذا جزءًا طبيعيًا من علامات الحمل الطبيعية وعلى أن كل شيء يسير بشكل طبيعي، لكن انتبهي للبقع أو التشنجات المؤلمة وأبلغي طبيبك عن هذه الأعراض فورًا.

2. الغازات أو الإمساك

الغازات والإمساك شائعان في بداية الحمل، حيث ترتفع مستويات الهرمونات في الجسم أثناء الحمل، مما قد يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم واسترخاء العضلات في الأمعاء، وقد تشعرين بضغط إضافي في الرحم نتيجةً لذلك.
كما تعاني بعض النساء أيضًا من الانتفاخ أو الغازات في بداية الحمل، ويعتبر هذا جزءًا طبيعيًا من الحمل، وفي هذه الحالة ينصح بشرب ما لا يقل عن 10 أكواب من الماء يوميًا للمساعدة في تخفيف آلام الغازات والانتفاخ، ولعلاج الإمساك، تناولي الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف، ويمكنك أيضًا التحدث مع طبيبك حول تناول ملين البراز الآمن أثناء الحمل.

التغيرات الشائعة في بداية الحمل 

• وجع البطن

قد تشعري بآلام حادة أو مجرد إحساس بسحب خفيف في بطنك، يحدث هذا غالبًا عند السعال، أو العطس، أو الوقوف، أو الجلوس، أو التدحرج، أو أثناء ممارسة الجنس، أخبري طبيبك إذا كان لديك ألم في الجزء العلوي من البطن، أو إذا كنت تعانين من نزيف مهبلي، إذا لم يختفي الألم مع الراحة أو استمر لفترة أطول من ساعة، أو إذا كان لديك ألم حاد في جانب واحد فقط من البطن يستمر لمدة أكثر من بضع دقائق.

• آلام الظهر

آلام الظهر شائعة وعادةً ما تنتج عن الضغط الواقع على ظهرك نتيجة تمدد الرحم لاستيعاب الجنين المتنامي، وقد يكون الألم في أسفل ظهرك وينزل إلى ساقيك، إذا كنت تعانين من آلام الظهر، فتجنبي الوقوف على قدميك لفترات طويلة من الوقت وقومي بتغيير وضعيتك كثيرًا، وارتدي الأحذية ذات الكعب المنخفض، وتجنبي رفع الأشياء الثقيلة أو الأطفال، كما يمكنك استخدام الحرارة أو البرودة أو الضغط على ظهرك، لكن قبل أي شيء اسألي طبيبك عن التمارين التي يمكنك القيام بها.

• النزيف

أحيانًا يكون من الطبيعي حدوث بعض النزيف المهبلي أو البقع في بداية الحمل بسبب انغراس البويضة، ويمكن أن يكون أمرًا طبيعيًا أو علامة على وجود مشكلة مثل الإجهاض -لا قدر الله-، في هذه الحالة لا تضعي أي شيء في مهبلك مثل السدادة وتجنبي ممارسة الجنس أو ممارسة الرياضة أو ممارسة النشاط المجهد.

​كيفية علاج آلام الرحم في بداية الحمل 

هناك طرق مختلفة للتحكم في آلام الرحم في بداية الحمل، واعتمادًا على سبب الألم، سيقترح طبيبك طرق العلاج الصحيحة، أما إذا كان الألم ناتجًا عن الحمل خارج الرحم أو غيره من الحالات غير الطبيعية، فقد يقوم طبيبك بإجراء عملية جراحية لعلاجه.
في حالات أخرى، بعض العلاجات المنزلية التي يمكنك تجربتها (بعد استشارة الطبيب) هي:

• تحريك الركبتين بالقرب من صدرك لتقليل الضغط على الرحم
• تغيير وضعيتك بشكل متكرر
• تدليك منطقة الألم بلطف
• تناول المزيد من الألياف والبقاء رطبة
• الحصول على قسط وافر من الراحة لتقليل إرهاق العضلات
• ممارسة تمارين التمدد الخفيفة وتقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل

متى تطلبي المساعدة الطبية؟

اطلبي المساعدة الطبية فورًا إذا كنتِ تعانين من آلام حادة أو مزمنة في الرحم بالإضافة إلى أعراض أخرى، مثل:

• نزيف مهبلي
• دوخة
• ارتفاع درجة الحرارة
• قشعريرة

إذا اختفى الألم من تلقاء نفسه، فمن المحتمل ألا يكون ذلك سببًا للقلق، ولكن لا يزال يتعين عليك إخبار طبيبك، وأخبريه أيضًا إذا كنتِ تعانين من آلام الرحم مع وجود بقع دم أو نزيف، فقد تكون هذه أعراض الإجهاض -لا قدر الله- وفي هذه الحالة يمكن لطبيبك تقييم الأعراض وتحديد الخطوات التالية للعلاج.