إن صلاة قيام الليل من أعظمِ الطّاعات عند الله -سبحانه وتعالى-، فهي كنزٌ عظيمٌ لمن داوم عليها ولم يُفرط فيها، كيف وهي تملأ الصدر بالراحة والطمأنينة والرضا، غير أنها تعود علينا بالثواب والفضل والخير الكثير، فهي صلاة تشهدها الملائكة ويتنزل الله -عز وجل- إلى السماء الدنيا في وقتها ليعطي كل سائلًا ما يريد ويغفر لكل من يطلب المغفرة بإذنه إن شاء، وبالرغم من أن هذه الفوائد العظيمة كافية لنتمسك بهذه العبادة العظيمة، إلا أن الله قد جعل لها فوائد صحية تعود على أجسامنا أيضًا، أي أنه إذا داومتِ عليها كسبتِ في الدنيا والآخرة!

دراسة: الفوائد الصحية للصلاة

كشفت الدراسات أن الفوائد الجسدية للصلاة متعددة على أقل تقدير! حيث أنه خلال الصلاة يتم تمرين معظم عضلات الجسم والمفاصل، وفي السجود يتم تمرين عضلات الظهر والعجان أيضًا بشكل متكرر، كما يتم تقوية عضلات الرقبة، على وجه الخصوص، بحيث أنه من غير المألوف أن تجدي شخصًا يصلي بانتظام ويسجد 42 مرة على الأقل يوميًا يعاني من داء الفقار العنقي أو أي ألم عضلي؛ فالسجود هو الوضع الوحيد الذي يكون فيه الرأس في وضع أقل من القلب، وبالتالي يتلقى زيادة في تدفق الدم، وهذه الزيادة في تدفق الدم لها تأثير إيجابي على الذاكرة والتركيز والنفسية والقدرات المعرفية الأخرى.
أثناء السجدة، يتم تبديد الطاقة الكهرومغناطيسية المتراكمة من الغلاف الجوي على فترات منتظمة مما يؤدي إلى الشعور بالهدوء، وقد أفادت دراسة حديثة تبحث في نشاط دماغ ألفا أنه أثناء الصلاة تكون هناك زيادة في الاسترخاء والراحة النفسية.
الخشوع هو الحالة الذهنية في الصلاة عندما نقف أمام الله -عز وجل- ونوجه عقولنا وقلوبنا نحوه بالكامل، نحن نعلم أن حالتنا الذهنية، بشكل مباشر أو غير مباشر، تؤثر تقريبًا على كل ما نقوم به في الحياة، وإذا كنا في حالة ذهنية جيدة سنشعر بمزيد من الحيوية والإنتاجية، وستبدو الحياة بشكل عام أكثر راحة واستقرارًا، ولهذا أمرنا الله بالصلاة! 

مقارنة علمية بين الصلاة واليوجا

تم إجراء عدد من الدراسات لفهم العلاقة بين الصلاة واليوجا؛ اشتهرت اليوجا بأساسها العلمي كممارسة لأسلوب حياة صحي منذ آلاف السنين، لكن اليوم، أصبحت اليوجا واحدة من ممارسات اللياقة البدنية الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، لكن على الرغم من ذلك فإن العديد من الأوضاع الجسدية لليوجا لا يمكن ممارستها في غياب الإشراف المهني، إلا أن المسلمين حصلوا على نعمة الصلاة التي أصبحت منذ أربعة عشر قرنًا جزءًا لا يتجزأ من حياتهم، ووجدت الدراسة أن الصلاة ذات فوائد جسدية ونفسية وروحية عظيمة ولا تحتاج لإشارف طبي أو مهني لممارسة حركاتها كما هو الحال مع اليوجا، لذلك اقترح مؤلفو الدراسة الجمع بين الصلاة واليوجا والذي يمكن أن يضاعف المزايا في تعزيز الصحة العقلية والجسدية للإنسان.

الفوائد الصحية لصلاة قيام الليل

إذا نام الإنسان طويلًا تقل نبضات قلبِه، فيجري الدم ببطء شديد، فإذا قطع نومه لأداء صلاة قيام الليل وصلاة الفجر في وقتها، وقى نفسه من أمراض القلب وتصلُّب الشرايين؛ فقد أكَّد خبراء وأطباء القلب أن أداء صلاة قيام الليل والفجر في موعدهما يوميًا هي خير وسيلة للوقاية والعلاج من أمراض القلب مثل احتشاء عضلة القلب المسببة للجلطة القلبية، وتصلُّب الشرايين المسببة للسكتة الدماغية.
وأكَّدت الأبحاث العلمية والطبية أن مرض احتشاء القلب هو أخطر الأمراض، وكذلك مرض تصلُّب الشرايين وانسداد الشريان التاجي، وسببها الرئيسي هو النوم الطويل لعدة ساعات سواء في النهار أو الليل، وقد وأظهرت نتائج الدراسة أنَّ الإنسان إذا نام طويلًا قلَّت نبضات قلبه إلى درجة قليلة جدًّا لا تتجاوز (50 نبضة) في الدقيقة، وحينما تقلُّ نبضات القلب يجري الدم في الأوعية الدموية والشرايين ببطء شديد مما يؤدِّي إلى ترسب الأملاح والدهنيات على جدران الأوردة والشرايين، وخاصةً الشريان التاجي مما يؤدِّي إلى انسداده!

صلاة قيام الليل تطرد المرض!

1. تؤدي صلاة قيامُ الليل إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزون (هرمون التوتر) وهو هرمون طبيعي يفرزه الجسد خصوصًا قبل الاستيقاظ بعدة ساعات، وهو ما يوافق وقت السَّحَر (الثلث الأخير من الليل)؛ ممَّا يقي من الزيادة المفاجئة في مستوى سكر الدم ويقلِّل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم الذي يؤدِّي إلى السكتة الدماغية والأزمات القلبيَّة.
2. تقلل صلاة قيام الليل من مخاطر تخثُّر الدم في وريد العين الشبكيِّ الذي يحدث نتيجةً لبُطءِ سريان الدم أثناء النوم وزيادة لزوجةِ الدم، بسبب قلَّة تناول السوائل أو بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس.
3. تَحسُّن صلاة قيام الليل من ليونة العمودِ الفقريِّ ومفاصل الجسد، نتيجةَ الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء.
4. صلاة قيام الليل تُخلِّص الجسم من الجليسيرات الثلاثية (نوع من الدهون) التي تتراكم في الدم، خصوصًا بعد تناول العشاء المحتوي على نسبةٍ عالية من الدهون والتي تزيد مِن مخاطرِ الإصابة بأمراض شرايين القلب.
5. يقلِّل قيام الليل من مخاطر الموت المفاجئ، بسبب اضطراب ضربات القلب، لأننا نستنشق هواء نقيٍّ خالٍ من ملوثات النهار مثل عوادم السيارات ومسببات الحساسية.
6. قيام الليل ينشِّط الذاكرة وينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة، لما فيه من قراءة وتدبُّر للقرآن وذكر، وبالتالي يقي من أمراض الزهايمر والشيخوخة والاكتئاب.
7. تقلل صلاة قيام الليل من شدَّة حدوث مرض طنين الأذن لأسباب غير معروفة.