كثيرًا ما تسأل الحامل :- هل الكركم للحامل في الشهور الأولى مضر ؟ وفي الحقيقة فإن استهلاك الكركم أثناء الحمل هو موضوع مثير للجدل، فما رأي الخبراء حول ذلك، وهل هناك خطر من تناوله كمكمل ؟ وإليكِ ما تحتاجين إلى معرفته حول استهلاك (أو عدم استهلاك) هذه التوابل المثيرة للاهتمام أثناء الحمل.

الفوائد الصحية للكركم

الكركم، الذي يُطلق عليه أيضًا "التوابل الذهبية" بسبب لونه الأصفر النابض بالحياة له تاريخ طويل يعود إلى 4000 عام في الثقافة الهندية، وعلى مدى قرون سافر الكركم حول العالم لأسباب وجيهة، وربما تكونين قد سمعتِ عن وصف الكركم كمكمل غذائي يمكن أن يوفر تأثيرات قوية مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، ومضادة للسرطان، وحتى مضادة للميكروبات، حيث ثبت أنه يمنع إشارات الجسم التي تعزز الالتهابات، وذلك من بين تأثيرات وقائية وعلاجية أخرى، وبطبيعة الحال، قد تتساءلين عما إذا كان الكركم يمكن أن يجلب هذه الفوائد الصحية لكِ ولطفلك.

الفوائد المحتملة للكركم أثناء الحمل

يتغير جسمك كثيرًا أثناء الحمل، وبعض الأشياء مثل نتوء البطن الرائع موضع ترحيب، لكن أشياء مثل حرقة المعدة وغثيان الصباح بالطبع ليست موضع ترحيب !

• تخفيف حرقة المعدة

إذا كنتِ تعانين من حرقة المعدة أثناء الحمل، فمن المحتمل أن تبحثي عن أي شيء يريحك، وقد تم استخدام الكركم في الطب الصيني التقليدي، كعلاج بديل لحرقة المعدة وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى.

وفي حين لا توجد دراسات بشرية لإظهار فعالية الكركم في الحد من حرقة المعدة، لكن بفضل آثاره المضادة للالتهابات المثبتة، من الممكن أن يساعد الكركم في تخفيف ارتجاع المريء، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات حول سلامة وفعالية الكركم أثناء الحمل.

• تهدئة نزيف اللثة

نزيف اللثة ربما يكون بسبب هرمون البروجسترون المزعج، حيث يصل إلى ذروته بين الشهر الثاني والشهر الثامن من الحمل، ويمكن أن يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللثة، فهل يمكن لغسول الفم الذي يحتوي على الكركم أن يوقفه؟

الجواب هو نعم، فغسول الفم بالكركم فعالاً بنفس القدر مثل مضادات الميكروبات القياسية في الوقاية من البلاك والتهاب اللثة، وفي حين أن تناول وجبات تحتوي على الكركمين قد يقلل الالتهاب، فمن الممكن أيضًا استخدام المركب موضعيًا لوقف التهاب اللثة وتورمها.

ومع ذلك، يجب على النساء الحوامل اللاتي يرغبن في استخدام غسول الفم بالكركم أن يفعلن ذلك بحذر، وأن يتأكدن دائمًا من أن المنتج يحتوي على نسبة منخفضة من الكركم، ويجب استشارة الطبيب أولا.

• منع تسمم الحمل

تسمم الحمل هو حالة تحدث عادةً بعد الأسبوع العشرين، حيث تعاني المصابات بتسمم الحمل من ارتفاع شديد في ضغط الدم وقد يكون لديهن كميات كبيرة من البروتين في البول، كما يمكن أن يضعف وظائف أعضاء الجسم الأخرى مثل الكلى والكبد والرئتين.

ويؤثر تسمم الحمل على ما يصل إلى 8 بالمائة فقط من حالات الحمل، لكن الخبر السار أن معظم النساء المصابات بتسمم الحمل يلدون أطفالًا أصحاء ويتعافون تمامًا.

وفي الحقيقة إن الأسباب التي تؤدي إلى إصابة النساء الحوامل بتسمم الحمل ليست معروفة تمامًا، ولكن يُعتقد أن الالتهاب يلعب دورًا، حيث تشير إحدى الدراسات المعملية التي تقارن بلازما النساء المصابات بتسمم الحمل إلى أولئك اللاتي لا يعانين من ذلك إلى أن الكركمين - المركب الرئيسي في الكركم - قد يقلل من علامات الالتهاب لدى النساء الحوامل ويساعد على منع تسمم الحمل.

• تعزيز نمو دماغ الطفل

هل تريدين طفلًا عبقريًا ؟! تأكلين التوت الأزرق كل يوم، وتحصلين على أوميجا 3، وتتحدثين مع طفلك منذ اليوم الأول، رائع !

تشير الأبحاث إلى شيء آخر قد يؤثر على دماغ طفلك ونموه العصبي: مستوى الالتهاب في جسمك، حيث أظهرت الدراسات أن أطفال الأمهات المصابات بمستويات عالية من الالتهاب أثناء الحمل يكونون عرضة لخطر الإصابة باضطرابات النمو العصبي، مثل اضطراب طيف التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

وقد يؤثر الالتهاب على التطور العصبي للجنين، حيث تشير دراسة أجريت عام 2018 إلى أن ارتفاع مستويات الالتهاب أثناء الحمل يرتبط بانخفاض درجات الذاكرة الوظيفية لدى الرضع في سن الثانية.

قد تظنين أن تناول الكركم يمكن أن يقلل الالتهاب أثناء الحمل وبالتالي يعزز قوة دماغ الطفل، ولكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت التأثيرات المضادة للالتهابات للكركم يمكن أن تترجم بالفعل إلى تحسين نمو دماغ الطفل.

هل الكركم آمن أثناء الحمل؟

ربما يكون من الآمن تناول كميات معتدلة من الكركم أثناء الحمل، على أن يكون الكركم طازجًا أو مجففًا بكميات صغيرة، على سبيل المثال، الكميات الموجودة عادة في وجبات الطعام، مثل الكاري والأطباق الأخرى.

لكن احذري فتناول كميات كبيرة من الكركمين أثناء الحمل قد يغير مستويات هرمون الاستروجين في الجسم، مما قد يسبب تقلصات الرحم أو النزيف، وقد تكون هذه التأثيرات كافية لتحفيز الولادة المبكرة.

أفضل طريقة لتناول الكركم 

يمكن للنساء الحوامل إضافة الكركم إلى وجباتهن ومشروباتهن لإضافة اللون والنكهة، فمن الآمن استخدام مسحوق التوابل أو جذر الكركم الطازج بالكميات الموصى بها.

جربي

• رش الكركم فوق البيض المطبوخ أو الحبوب أو الخضار.
• مزج الكركم في العصائر.
• تحضير شاي الكركم، وذلك باستخدام ملعقة صغيرة من الكركم وعصرة ليمون في كوب ماء مغلي وتحليته بالعسل.
• تحريك الكركم - مع قليل من الفلفل الأسود والهيل والقرفة والزنجبيل - في الحليب الدافئ لإنتاج الحليب الذهبي.
• إضافة جذر الكركم المبشور إلى الوعاء عند تحضير حساء الخضار.

المخاطر المحتملة للكركم أثناء الحمل 

لا توجد دراسات تظهر أن الكركم ضار بحالات الحمل البشرية، لكن في دراسة أجريت على الحيوانات عام 2007، كان التأثير السلبي الوحيد الذي لوحظ هو انخفاض طفيف في وزن الجسم لدى نسل أمهات الحيوانات اللاتي تناولن الكركمين أثناء الحمل.

هل الكركم للحامل في الشهور الأولى مضر ؟

في الحقيقة يقلق الخبراء بشأن بعض مخاطر الكركم المشتبه بها أثناء الحمل، خاصة إذا تم تناولها بجرعات كبيرة كمكمل غذائي، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على البشر - وليس النساء الحوامل - أن الكركم أو الكركمين قد يؤثر على الجهاز التناسلي للمرأة بعدة طرق.

في إحدى الدراسات، نجح الكركمين في تقليل تكاثر خلايا بطانة الرحم في التهاب بطانة الرحم عن طريق تقليل إنتاج الاستراديول (الاستروجين).

وأظهرت هذه الدراسة التي أجريت على الحيوانات عام 2016 أيضًا أن الكركمين يمكن أن يكون علاجًا محتملًا لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) عن طريق تقليل كيسات المبيض.

وفي حين أن الكركمين قد يحمل فوائد صحية للنساء غير الحوامل، فإن أي تغيير في مستويات الهرمون ووظيفة خلايا الرحم قد يكون ضارًا أثناء الحمل ! حيث وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن مريضتين كانتا تستخدمان مكملات الكركمين قد انخفضت سماكة بطانة الرحم، مما أدى إلى تعطيل عملية نقل الأجنة، وبما أن هذه الدراسة شملت مريضين فقط، هناك حاجة إلى مزيد من البحث؛ لذا تأكدي من مناقشة مكملات الكركم مع طبيبك.

هل يمكن أن يسبب الكركم الإجهاض؟

لا توجد علاقة سببية مثبتة، لكن معظم الأطباء يوصون بعدم تناول مكملات الكركم والكركمين لتجنب أي مخاطر محتملة (وغير معروفة) على الأمهات والأطفال.

إذن هل الكركم للحامل في الشهور الأولى مضر؟

سواءًا كانت الإجابة بنعم أم لا، نريد أن نفعل كل ما هو ممكن للحفاظ على سلامتك أنتِ وطفلك؛ لذا ننصح باتباع توصيات العديد من الخبراء: تجنبي تناول الكركم والكركمين كمكملات غذائية، وتجنبي أيضًا استهلاكها بكميات أعلى مما يمكن العثور عليه في بعض الأطباق أو المشروبات أو الشاي.

ليس عليكِ الاستغناء عن الكركم، لكن استمتعي بطبق الكاري الهندي أو التايلاندي المفضل لديكِ بين الحين والآخر، فاستخدامه كمكون للطهي يعد آمناً !

وكإجراء آمن، تحدثي مع طبيب أمراض النساء والتوليد حول الكركم واحصلي على رأي الخبراء حول ما إذا كان آمنًا بالنسبة لكِ.

بدائل الكركم الآمنة على الحمل

جربي بدائل الكركم هذه باعتدال للحفاظ على التوابل بأمان في حياتك وطوال فترة الحمل، فمن الأفضل استخدام هذه التوابل في طبخك ومشروباتك اليومية بدلاً من تناول المكملات الغذائية.

• مسحوق الكاري
• مسحوق الزنجبيل
• بذور الكمون
• بذور الخردل الصفراء

لكن غالبًا ما تحتوي المكملات الغذائية على جرعات مركزة عالية جدًا من التوابل، والتي قد لا تكون آمنة أثناء الحمل؛ لذا تحدثي مع طبيبك قبل تناول المكملات العشبية.

خاتمة

من المحتمل أن يكون الكركم آمنًا أثناء الحمل عندما يستهلكه الأشخاص بكميات موجودة عادة في الأطعمة والمشروبات، وقد لا تزال كميات الكركم المستخدمة في الطهي توفر العديد من الفوائد المتعلقة بمضادات الالتهاب للنساء الحوامل، خاصة عندما يستهلكن التوابل كجزء من نظام غذائي متوازن.

لكن يتفق معظم الخبراء على أنه يجب على النساء الحوامل تجنب تناول الكميات الطبية من الكركمين التي تحتوي عليها المكملات الغذائية، وعلى الرغم من أن الباحثين لا يستطيعون تأكيد المخاطر الفعلية لاستهلاك النساء الحوامل لكميات كبيرة من الكركمين، إلا أن هناك احتمال أن يؤدي ذلك إلى الولادة المبكرة أو الإجهاض.

وإذا كنتِ لا تزالين تتسائلين : هل الكركم للحامل في الشهور الأولى مضر ؟ فيجب عليكِ مناقشة الطبيب حول ذلك !

والآن أخبرينا ملكتي هل شغل بالك من قبل، أو راودتك مخاوف حول تناول الكركم ؟!