المرأة بطبيعتها مخلوق رقيق المشاعر، يتأثر بالأحداث ويرق قلبه لها، وأما على الصعيد العاطفي وما يحدث بسبب تغيرات الحمل الهرمونية، فحدث ولا حرج ! واليوم نريد إعلامك بحقيقة هامة، الأ وهي أن حزن الحامل يؤثر على الجنين، فحين تحزن الحامل ربما يتطور الأمر إلى سكري الحمل، وإذا توترت بشكل مستمر يرتفع هرمون الكورتيزول، وقد ذهب البعض إلى أن حزن الحامل والأم المرضعة يمكن أن يسبب تأخر تطور الجنين بل وأعراض توحد !

هل حزن الحامل يحدث بسبب الهرمونات ؟

لا شك أن التحولات الهرمونية تعد سمة مميزة للحمل، ففي بعض الأحيان تعمل كسبب للأعراض الجسدية كالثدي المؤلم، كما هو من المنطقي أن هذه الهرمونات يمكن أن تسبب تغييرات في المواد الكيميائية في الدماغ التي تنظم الحالة المزاجية.

تختبر بعض النساء مجموعة من المشاعر من السعادة إلى الحزن؛ لذا إذا كنتِ تعانين من نوبات البكاء أو الحزن بسبب أدنى مشكلة، فلا تقلقي ما تمرين به أمر طبيعي تمامًا، لكننا لا نريد أن يؤثر فيكِ داخليًا بشدة ويحزنك.

تغيرات الحمل وكيف تؤثر على مشاعرك

• الثلث الأول من الحمل

تختلف كل امرأة عن غيرها، لذا قد تعاني بعض النساء من نوبات البكاء طوال فترة الحمل، بينما تبكي أخريات فقط خلال الثلث الأول من الحمل، وهو الوقت الذي يحدث فيه تغيير في إفراز الهرمونات، ويبدو أن المستويات المرتفعة من كل من هرمون الاستروجين والبروجسترون خلال الثلث الأول من الحمل مسؤولة عن بعض التقلبات المزاجية، التي تتميز بالتهيج والحزن.

• الثلث الثاني والثالث من الحمل

يمكن أن تستمر التحولات الهرمونية في الثلث الثاني من الحمل وكذلك الثلث الثالث من الحمل، لذا قد يستمر حزن الحامل ونوبات البكاء خلال هذه الفترة أيضًا.

في الثلث الثاني من الحمل يتغير جسمك بسرعة، مما قد يزيد أيضًا من مستويات القلق، وقد تشعر بعض النساء بمزيد من التوتر؛ لذا قد تؤثر فيكِ الضغوط والإحباطات اليومية العادية أيضًا.

وعندما تقتربين من خط النهاية، ربما يكون هناك الكثير في ذهنك، من تجهيز أموالك، وحقيقة المخاض والولادة ما يجعلكِ تشعرين بالذعر قليلاً، فأنتِ على وشك تحمل مسؤولية إضافية، سواء كان طفلك الأول أو فرد جديد إلى عائلتك.

متى يكون حزن الحامل مشكلة خطيرة؟

في حين أن التغيير في المشاعر ونوبات البكاء جزء طبيعي من الحمل، إلا أن استمرار حزن الحامل قد يصل بها إلى الاكتئاب، وقد يصاحبه ظهور أعراض أخرى، على سبيل المثال :

• صعوبة التركيز
• فقدان الشهية
• فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة
• الشعور بعدم القيمة
• الشعور بالذنب
• النوم كثيرًا أو قليلًا

في بعض الأحيان، يكون الاكتئاب أثناء الحمل عابرًا ويختفي من تلقاء نفسه، ولكن إذا استمرت الأعراض لمدة أسبوعين أو أكثر، فتحدثي إلى طبيبك.

هل يمكن أن يؤثر حزن الحامل يؤثر على الجنين؟

أشارت دراسة أجريت عام 2016 إلى أن مشاكل الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب أثناء الحمل قد تزيد من احتمالية الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة، ووجدت مراجعة أخرى للدراسات أجريت عام 2015 ارتباطًا مماثلًا بين الحزن والولادة المبكرة.

إذا كنتِ تعانين من الحزن الشديد، فقد لا تعتنين بنفسك أثناء الحمل كما تفعلين عادةً، فإذا كنتِ لا تأكلين ما يكفي أو لا تحصلين على ما يكفي من العناصر الغذائية، أو تتخطين مواعيد ما قبل الولادة، أو لا تتحركين، فقد لا يحصل طفلك على الرعاية الكافية.

نحن نعلم أنكِ لن تلحقي الضرر بحملك عمدًا؛ لذا لابد من الذهاب إلى طبيبك حتى لا يتطور الحزن إلى اكتئاب ما بعد الولادة .

كيف يؤثر التوتر على الحمل ؟

قد تتسبب مستويات التوتر العالية أثناء الحمل في ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من احتمالية الولادة المبكرة أو إنجاب طفل بوزن منخفض عند الولادة، كما يمكن أن يؤدي التوتر أيضًا إلى تفاقم مشاكل المشيمة، مثل تسمم الحمل، وتقييد نمو الجنين.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2019، تشير الأبحاث إلى أن زيادة مستويات الكورتيزول أثناء الحمل قد تزيد من مستويات الكورتيزول في الجنين، مما يزيد من خطر حدوث مشاكل النمو.

وبشكل عام قد يؤثر التوتر العاطفي أثناء الحمل على التطور المعرفي وقد يؤدي إلى صعوبات الانتباه، أو مشاكل سلوكية، أو زيادة المشاعر السلبية لدى الطفل.

فقد وجد الباحثون أيضًا أن التوتر أو القلق قبل الولادة يمكن أن يؤثر على النمو من الطفولة إلى المراهقة، حيث قد تزيد اضطرابات القلق الأمومية من خطر إصابة الطفل باضطراب القلق.

كيف تقي نفسك من الحزن أثناء الحمل؟

لسوء الحظ، لا يمكنك التحكم في التحولات الهرمونية أثناء الحمل، ولكن يمكنكِ اتخاذ خطوات للمساعدة في تخفيف آثار هذه التحولات، والتي قد تخفف - أو على الأقل تقلل - نوبات الحزن والبكاء.

1. احصلي على قسط كافٍ من النوم، حيث يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى زيادة مستويات التوتر لديك، مما يجعلكِ أكثر انفعالًا، لذا استهدفي ما لا يقل عن 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة.
2. كوني نشطة جسديًا، اسألي طبيبك عن التمارين اللطيفة أثناء الحمل لتعزيز طاقتك وتحسين صحتك العقلية، اذهبي للمشي أو السباحة أو خذي درسًا في التمارين الرياضية منخفضة التأثير.
3. تحدثي إلى أمهات أخريات أو نساء حوامل، فقد يخفف الحصول على الدعم من بعض الخوف والقلق المرتبطين بالحمل.
4. لا ترهقي نفسك، نعم، قد يكون الاستعداد لطفل جديد مرهقًا ومجهدًا، لكن لا تشعري أنه يتعين عليكِ القيام بكل شيء بنفسك، أو أنه يتعين عليكِ القيام بكل شيء قبل وصول الطفل، حيث قد يؤدي هذا النوع من الضغط إلى الإحباط والشعور بالذنب ونوبات البكاء.

كيف تقي نفسك من التوتر ؟

يمكن أن تساعد الخطوات التالية في إدارة التوتر أثناء الحمل:

1. تناولي الأطعمة الصحية، ومارسي التمارين الرياضية بانتظام، واحصلي على قسط كافٍ من النوم.
2. اتخذي خطوات لتقليل الانزعاج، تحدثي مع الطبيب حول تقليل الانزعاج أثناء الحمل، مثل غثيان الصباح.
3. الحد من المهام حيثما أمكن: اطلبي من الزوج أو أحد أفراد الأسرة المساعدة في الأعمال المنزلية وتفويض مهام العمل حيثما أمكن.
4. التخطيط مسبقًا: إذا كانت الحامل تعمل، فيمكنها إعداد نفسها وصاحب العمل لإجازة الأمومة في الوقت المناسب، فقد يساعد كتابة قوائم المهام.
5. جدولة الأنشطة المريحة: استخدمي أي وقت فراغ للاسترخاء، خططي لأنشطة لتقليل التوتر، مثل اليوجا أو التأمل قبل الولادة.
6. إذا كان لديكِ مشاكل تتعلق بالظروف، مثل الصعوبات المالية، فتحدثي مع زوجك لإيجاد حلولًا وأفكارًا تطمئنك !
7. عالجي الاكتئاب والقلق: يمكن أن يؤدي الحزن والقلق إلى التوتر، ويمكن للطبيب أن يقترح طرقًا لعلاج هذه الحالات، بما في ذلك تناول الأدوية.

خاتمة

قد يكون بعض الحزن والتوتر أمرًا طبيعيًا أثناء الحمل، ولكن المستويات المرتفعة منه قد تؤثر على الولادة والنمو، والخبر السار أنه يمكن للحوامل إدارة التوتر من خلال تعلم تقنيات الاسترخاء، وطلب الدعم من الأصدقاء والعائلة، والحصول على قسط كبير من النوم، أما إذا كنتِ تعانين من توتر شديد أثناء الحمل، فتحدثي مع أخصائي الرعاية الصحية.