لا تعد الدوخة عادةً من أولى علامات الحمل، ولكنها قد تكون من أعراض الحمل المبكرة إذا كنتِ تعانين من انخفاض سكر الدم بسبب غثيان الصباح.

وقد تشعرين بالدوار كعلامة على الحمل حتى قبل غياب الدورة الشهرية إذا كنتِ لا تأكلين كثيرًا بسبب شعوركِ بالغثيان، والذي قد يحدث أحيانًا (ولكن ليس دائمًا) خلال أيام من الحمل.

كما قد تعاني العديد من النساء من الدوخة بدءًا من الأسبوع الثاني عشر من الحمل وحتى الأسابيع القليلة الأولى من الثلث الثاني من الحمل.

ما أسباب الدوخة للحامل ؟

السبب الرئيسي لحدوث الدوخة للحامل هو ارتفاع الهرمونات التي تُسبب استرخاء الأوعية الدموية واتساعها، يُساعد هذا على زيادة تدفق الدم إلى طفلك، ولكنه يُبطئ عودة الدم عبر الأوردة إليكِ.. كما يؤدي هذا إلى انخفاض ضغط الدم لديكِ عن المعتاد، مما قد يُقلل من تدفق الدم إلى دماغكِ، مما يُسبب الدوخة مؤقتًا.

تحدث الدوخة أيضًا بسبب :

• انخفاض مستويات السكر في الدم الذي قد يحدث أثناء تكيف جسمكِ مع التغيرات في عملية الأيض.
• قد تكون النساء المصابات بدوالي الأوردة أكثر عرضة للدوخة من غيرهن.
• كما أنه خلال الثلث الثاني من الحمل، قد تحدث الدوخة للحامل بسبب ضغط الرحم المتزايد على الأوعية الدموية.
• قد تحدث الدوخة أيضًا في وقت لاحق من الحمل إذا استلقيتِ على ظهركِ، مما يسمح لوزن الجنين بالضغط على الوريد الأجوف (وريد كبير ينقل الدم من الجزء السفلي من الجسم إلى القلب).
• جسمكِ يُنتج الكثير من الحرارة في هذه اللحظة، مما يعني أن قضاء الكثير من الوقت في غرفة حارة أو خانقة يمكن أن يُسهم في الشعور بالدوار.
• إذا أُصبتِ بالجفاف، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بنوبة دوار.

3 أسباب عليكِ الحذر منها طوال فترة الحمل

• الحمل خارج الرحم

في الثلث الأول من الحمل، قد يُسبب الحمل خارج الرحم الدوخة للحامل، يحدث هذا عندما تُزرع البويضة المُلقحة في الجهاز التناسلي خارج الرحم، وفي كثير من الأحيان، تُزرع في قناتي فالوب.

عند حدوث هذه الحالة، لا يكون الحمل قابلاً للحياة؛ لذا قد تشعر المرأة بدوار، بالإضافة إلى ألم في البطن ونزيف مهبلي، سيُضطر الطبيب حينها إلى إجراء عملية جراحية أو وصف دواء لإزالة البويضة المُلقحة.

• سكري الحمل

انتبهي في الثلث الثاني من الحمل، قد تحدث الدوخة للحامل عند الإصابة بـ سكري الحمل إذا انخفض مستوى السكر في الدم بشكل كبير، وهو يحدث عندما تؤثر هرموناتك على طريقة إنتاج جسمك للأنسولين.

من المرجح أن يوصي طبيبك بإجراء فحص سكري الحمل بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل، فإذا تم تشخيص إصابتك بهذه الحالة، فسيتعين عليكِ مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام، والالتزام بنظام غذائي صارم وبرنامج تمارين رياضية.

قد يشير الدوار، إلى جانب أعراض أخرى مثل التعرق والارتعاش والصداع، إلى انخفاض مستوى السكر في الدم؛ ولتحسينه، ستحتاجين إلى تناول وجبة خفيفة مثل قطعة فاكهة أو بضع قطع من الحلوى الصلبة، ثم تحققي من مستوى السكر بعد عدة دقائق للتأكد من أنه ضمن المعدل الطبيعي.

• فقر الدم

قد تعانين من انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء السليمة أثناء الحمل، مما يُسبب فقر الدم، يحدث هذا عندما لا يحتوي جسمكِ على ما يكفي من الحديد وحمض الفوليك.

وبالإضافة إلى الدوار، قد يُسبب فقر الدم شعورًا بالتعب، أو الشحوب، أو ضيقًا في التنفس، وللأسف قد تُصابين بفقر الدم في أي وقت أثناء الحمل.

في هذه الحالة، يُمكن لطبيبكِ إجراء فحوصات دم طوال فترة الحمل لقياس مستويات الحديد لديكِ ومراقبة حالتكِ، وقد يُوصي بتناول مُكملات الحديد أو حمض الفوليك.

كيف يُمكنني الوقاية من الدوخة أثناء الحمل؟

للوقاية من الدوخة، هناك عدد من النصائح التي يُمكنكِ اتباعها لتقليل تكرار الدوخة للحامل..

• تجنبي الوقوف لفترات طويلة، وإذا اضطررتِ للوقوف، فتأكدي من تحريك قدميكِ باستمرار للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية.
• انهضي ببطء من وضعية الجلوس أو الاستلقاء (هذا مهم بشكل خاص عند الخروج من الحمام).
• تناولي الطعام بانتظام، وتجنبي وجود فترات طويلة بين الوجبات؛ من الأفضل تناول وجبات خفيفة طوال اليوم.
• استمتعي بتناول الطعام بأقصى قدر ممكن، وتأكدي من اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن أثناء الحمل، مع مزيج من البروتين والكربوهيدرات المعقدة (مثل خبز الحبوب الكاملة أو المعكرونة) في كل وجبة للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
• تجنبي الاستحمام بماء ساخن.
  
• لا تستلقي على ظهركِ في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، ويُفضل تجنب النوم على ظهركِ، لأن رحمكِ المتنامي قد يضغط على الوريد الأجوف (الوريد الرئيسي الذي ينقل الدم إلى القلب من الجزء السفلي من الجسم)، حيث قد يؤثر ذلك على الدورة الدموية ويسبب شعورًا بالدوار.
• ارتدي ملابس فضفاضة ومريحة لتجنب إعاقة الدورة الدموية.
• تأكدي من شرب كمية كافية من الماء، لأن الدوخة قد تكون علامة على الجفاف أيضًا؛ لذا احرصي على شرب حوالي 12 إلى 13 كوبًا من السوائل يوميًا، وأكثر إذا كان الجو حارًا أو كنتِ تمارسين الرياضة.

ماذا تفعلين إذا شعرتِ بالإغماء أثناء الحمل؟

هناك بعض الخطوات التي يمكنكِ اتباعها للمساعدة في تخفيف الشعور بالإغماء، رغم أنه من الشائع حدوث الإغماء أثناء الحمل، لكن كوني حذرة.

تجنبي النهوض بسرعة من وضعية الجلوس أو الاستلقاء، فهذا سبب شائع للدوخة والدوار والإغماء. إذا شعرتِ بالإغماء، فجربي ما يلي:

1. اجلسي أو استلقي واخفضي رأسكِ.
2. خذي نفسًا عميقًا.
3. فكّي أي ملابس ضيقة.
4. افتحي النوافذ واتجهي نحو الهواء الطلق.
5. تناولي أطعمة غنية بالحديد.

متى يجب عليكِ الاتصال بالطبيب ؟

أخبري طبيب النساء والتوليد دائمًا بأي دوار تشعرين به أثناء الحمل، بهذه الطريقة، يمكن لطبيبك اتخاذ الخطوات اللازمة لتشخيص أي حالة تُسبب هذه الأعراض.

فإذا كان الدوار مفاجئًا أو شديدًا، أو إذا كنتِ تعانين من أعراض أخرى مصاحبة للدوار، فاطلبي المساعدة الطبية فورًا.

تشمل الأعراض التي توجب الاتصال بالطبيب ما يلي:

• نزيف مهبلي
• ألم في المعدة
• تورم شديد
• خفقان القلب
• ألم في الصدر
• إغماء
• صعوبة في التنفس
• صداع شديد
• مشاكل في الرؤية

خاتمة

الدوخة للحامل من الأعراض الشائعة، ويمكن أن تُسببه عوامل مختلفة عديدة؛ لذا أخبري طبيبك إذا كنتِ تعانين من الدوار، حيث يُمكنه إجراء أي فحوصات ضرورية ومراقبتكِ للتأكد من صحتكِ وصحة طفلكِ.

كما يمكن للطبيب أيضًا مساعدتكِ في إيجاد طرق لتخفيف الأعراض، اعتمادًا على السبب الكامن، وبشكل عام قد يساعدك تجنب الوقوف أو الاستلقاء على جانبكِ لفترات طويلة، والحفاظ على تغذية جسمكِ بالأطعمة الصحية وشرب الكثير من الماء، على تقليل فترات الدوار.

جربي أدوات تطبيق الملكة لحمل صحي، بما في ذلك جدول الحمل بالأسابيع، وتفاصيل تغذية الأم الحامل، وإذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter  لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !