يمكن أن تتسبب المرحلة المبكرة من الحمل في حدوث العديد من التغييرات في الجسم، فقد تعاني النساء من مجموعة من الأعراض، بعضها قد يكون خفيفًا والبعض الآخر قد يكون صعبًا للغاية، ومن الأعراض الشائعة التي قد تعاني منها النساء خلال الأسابيع الأولى من الحمل هو جفاف المهبل، في الواقع، تشعر العديد من النساء اللاتي يحاولن الحمل أو الحوامل في المراحل المبكرة بالقلق عندما يلاحظن جفاف المهبل بعد التبويض، ويتساءلن عما إذا كان ذلك علامة على الحمل المبكر أم أنه مجرد حدث طبيعي، لذلك ملكتي في هذه المقالة، سنناقش كل ما تحتاجين معرفته حول جفاف المهبل في بداية الحمل وأفضل طريقة للتعامل معه.

هل جفاف المهبل بعد التبويض من علامات الحمل؟

يحدث جفاف المهبل بعد التبويض في بداية الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، فمع ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون والإستروجين، يمكن أن تؤثر على مستويات الرطوبة الطبيعية في الجسم، بما في ذلك المهبل، وعادةً يتم الحفاظ على رطوبة المهبل بشكل طبيعي من مخاط عنق الرحم الذي ينتجه الجسم، لكن خلال المراحل المبكرة من الحمل، يمكن للتغيرات الهرمونية أن تعطل هذا الإنتاج، مما يسبب الجفاف وقلة التزليق.
وبالإضافة إلى التغيرات الهرمونية، هناك عوامل أخرى يمكن أن تساهم في جفاف المهبل خلال فترة الحمل المبكرة، مثل التوتر والقلق وتناول بعض الأدوية، حيث يمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى إنتاج الجسم لكمية أقل من التشحيم الطبيعي، في حين أن بعض الأدوية، مثل مضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب، يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير تجفيف على الجسم.
من المهم ملاحظة أن جفاف المهبل خلال الفترة المبكرة من الحمل هو أحد الأعراض الشائعة وعادةً لا يكون مدعاةً للقلق، لكن إذا كان الجفاف مصحوبًا بحكة أو حرقان أو إفرازات غير عادية، فقد يكون ذلك علامة على وجود عدوى ويجب طلب الرعاية الطبية فورًا.
من المهم أيضًا ملاحظة أن جفاف المهبل قد يكون أيضًا ناجمًا عن عوامل أخرى مثل التوتر وانقطاع الطمث، فإذا لم تكوني حاملًا وتعانين من جفاف المهبل، فمن المستحسن التحدث مع طبيبتك لتحديد السبب الكامن وراء هذه المشكلة وخيارات العلاج المناسبة، وبالطبع لا تنسي أن استخدام المزلقات أثناء النشاط الجنسي يمكن أن يساعد في تخفيف الانزعاج الناجم عن جفاف المهبل.

كيفية علاج جفاف المهبل أثناء الحمل

إذا كنتِ تعانين من جفاف المهبل بعد التبويض وأثناء المرحلة المبكرة من الحمل، فيجب عليك إخبار طبيبتك بذلك، لأنه من المهم استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى الأكثر خطورة للجفاف وتكون قادرة على التوصية بالعلاج المناسب لك، ومع ذلك، هناك بعض العلاجات البسيطة التي يمكن اجراءها في المنزل لتقليل التأثير أو منع حدوث الجفاف، مثل:

• البقاء رطبة: إن شرب ستة إلى ثمانية أكواب من الماء يوميًا سيساعد في الحفاظ على ترطيب جميع الأنسجة، بما في ذلك أنسجة المهبل، حيث يتكون المخاط من 90% من الماء، لذا فهو يساعد على بقاء المهبل رطبًا.
• مواد التزليق: يمكن استخدام مواد التشحيم المائية قصيرة المفعول للتغلب على مشكلة الجفاف أثناء ممارسة الجنس، حيث تلجأ العديد من النساء إلى استخدام المزلقات الشخصية للمساعدة في تقليل الألم الذي يحدث أثناء ممارسة الجنس، والمشكلة هي أن المزلقات لا توفر حلًا طويل الأمد، ولا يختفي جفاف المهبل بطريقة سحرية عندما لا تمارسين الجنس، بل إن الشعور بالحرقة والتورم والحكة يمكن أن تزعجك طوال اليوم، لذلك، في حين أن المزلقات قد تكون كافية للممارسة الجنسية الحالية، إلا أنك لن تشعرين بالراحة حتى تجدي حلًا يساعد في تخفيف الجفاف المزمن لديك.
• استخدام المرطبات: بالنسبة للعديد من النساء، يمثل جفاف المهبل مشكلة طوال الوقت، وليس فقط أثناء ممارسة الجنس، ويمكن للكثيرات الحصول على راحة فورية ببساطة عن طريق استخدام مرطب مهبلي، فالمرطبات مصممة للاستخدام المنتظم لترطيب أنسجة المهبل ويمكن استخدامها كل يوم أو مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وفيها ميزة كبيرة وهي أنهم أنها تحتوي على مواد التشحيم وتساعد في توفير ترطيب طويل الأمد وتخفيف الجفاف وليس فقط أثناء ممارسة الجنس.
• فيتامين هـ: فيتامين هـ هو أحد مضادات الأكسدة الطبيعية وله فوائد مثبتة في منع شيخوخة الأنسجة المهبلية وتقليل الالتهاب، ويمكنك استخدام زيت فيتامين هـ (أو E) أو شراء مرطب مهبلي عالي الجودة يحتوي عليه.
• النظافة: يجب الحفاظ على نظافة المهبل عن طريق غسلها بالصابون المعتدل الذي تنصحكِ به طبيبتك، ثم تجفيفها بالكامل بالمنشفة لأن جفاف المهبل يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وتجنبي تمامًا استخدام الصابون المعطر وحمامات الفقاعات والدش المهبلي والمستحضرات المعطرة لتنظيف منطقة المهبل لأن ذلك قد يزيد من تهيج منطقة المهبل.
• الملابس الداخلية: ارتدي ملابس داخلية قطنية فضفاضة وناعمة وذات قدرة على الامتصاص، وتجنبي الأقمشة الاصطناعية والملابس الداخلية الضيقة، حيث يؤدي ذلك إلى تفاقم الحالة وزيادة الحكة وجعل المنطقة مؤلمة، ويفضل استخدام الملابس الداخلية المصنوعة من القطن.
• تمارين الحوض: يمكن أن تكون تمارين الحوض (المعروفة أيضًا باسم تمارين كيجل) فعالة جدًا في تعزيز زيادة تدفق الدم إلى المهبل، وهي لا تشكل أي خطر على الحمل، لكن في كل الأحوال استشيري طبيبتك أولًا.

متى تذهبي للطبيبة

• قد يكون جفاف المهبل أحد الآثار الجانبية الشائعة للحمل، ولكن يمكن لطبيبتكِ نصيحتكِ أو وصف العلاج المناسب للحصول على الراحة.
• بالنسبة للنوبات قصيرة المدى، قد تجدين أنه من المفيد استخدام مرطب مهبلي، ولكن إذا استمر الجفاف لأكثر من أسبوع، فحددي موعدًا مع الطبيبة.

يجب عليك أيضًا تحديد موعد عاجل إذا كنت تعانين من:

• حكة مهبلية شديدة
• تورم المهبل المستمر
• الألم أثناء ممارسة الجنس
• نزيف بعد ممارسة الجنس