لم يكن هناك وقت أكثر أمانًا من أن تكوني أمًا حاملًا "في سن كبيرة"، فالنساء في أواخر الثلاثينيات والأربعينيات من العمر ينجبن أطفالًا بمعدلات أعلى من أي وقت مضى هذه الأيام، والغالبية العظمى لديهم حالات حمل وأطفال أصحاء، ولكن نظرًا لأن مخاطر الحمل في سن 48 تكون أكبر، فمن الحكمة توخي مزيد من الحذر وبعض الاحتياطات الإضافية لضمان أفضل نتيجة ممكنة.

هل يمكنكِ الحمل في سن 48؟

نعم، من الممكن أن تحملي على الرغم من أن الحمل بشكل طبيعي أمر غير محتمل، إذ أن وقت خصوبة المرأة هو بين أواخر سن المراهقة والعشرينيات، ثم بمجرد بلوغك منتصف الثلاثينيات من العمر تبدأ قدرتك على الحمل في التدهور، ثم من منتصف وأواخر الثلاثينيات فصاعدًا، وخاصة من سن 40 وما بعده يميل هذا الانخفاض في الخصوبة إلى الحدوث بسرعة أكبر قليلاً.

لماذا تنخفض خصوبة المرأة بعد الثلاثينات ؟!

لأن المرأة تولد بعدد ثابت من البويضات في مبيضها، ومع تقدمها في العمر يبدأ عدد البويضات في الانخفاض.

علاوة على ذلك، من المرجح أن تكون تلك البويضات المتبقية لديها تشوهات صبغي، مما يجعل الحمل الصحي أكثر صعوبة واحتمالية الإجهاض أعلى، كما من المرجح أيضًا أن تعاني النساء الأكبر سنًا من مشاكل أمراض النساء التي تؤثر على الخصوبة (الأورام الليفية الرحمية، أو الانتباذ البطاني الرحمي).

كل هذا يعني أنه من الصعب على العديد من النساء الحمل بشكل طبيعي في سن 48، لكن هذا ليس مستحيلًا، بفضل الله أولًا ثم بفضل تقنيات الإنجاب المساعدة كـ الإخصاب في المختبر.

أعراض الحمل في سن 48

ستكون الأعراض التي ستعانيها إذا كنتِ حاملاً في سن 48 هي نفس الأعراض التي ستعاني منها إذا كنتِ حاملاً في أي عمر، تشمل أعراض الحمل هذه:

• الغثيان والقيء (المعروف أيضًا باسم غثيان الصباح)
• تعب
• الرغبة الشديدة في تناول الطعام، والنفور منه أحيانًا
• إمساك وانتفاخ
• حرقة في المعدة
• ألم في الصدر
• الأوجاع والآلام في الحوض / آلام الظهر
• تورم القدمين والكاحلين 
• كثرة التبول

نظرًا لأنه كلما تقدمتي في العمر زادت الأوجاع والآلام والظروف الصحية الأخرى التي قد تكون لديكِ بشكل عام، قد تلاحظي أعراض الحمل هذه بشكل أكثر حدة ممن هم في عمرال 25  سنة، لكن هذا ليس أمرًا عامًا، بالطبع قد تكوني لائقة وصحية مثل امرأة في العشرينات من عمرها ولا تعاني من أي أعراض حمل أسوأ أو أكثر وضوحًا مما لو كنتِ أصغر سناً.

ما هي اختبارات ما قبل الولادة التي ستحتاجين إليها إذا كنت حاملاً في سن 48؟

من المحتمل أن تتعرضي للضغط أكثر من نظيراتك الأصغر سناً، ولكن قد تجدي الاختبارات الإضافية والاهتمام الإضافي مطمئنين لنفسك.

ستتم جدولة اختبارات ما قبل الولادة الروتينية، بما في ذلك اختبار الجلوكوز لـ مرض سكري الحمل (وهو أكثر شيوعًا عند الأمهات الأكبر سنًا).

ستتم أيضًا مراقبتك عن كثب وقياس ارتفاع ضغط الدم ومقدمات الارتعاج "تسمم الحمل"، والتي تظهر أيضًا في كثير من الأحيان في حالات الحمل الأكبر سنًا، وقد يكون لديكِ المزيد من الموجات فوق الصوتية لمراقبة نمو الطفل، لأن الوزن المنخفض عند الولادة هو أحد مضاعفات الحمل الأخرى التي تكون أكثر شيوعًا عند الأمهات الحوامل الأكبر سنًا.

قراءة ذات صلة :- كيف احمي الجنين من تسمم الحمل ومن التسمم الغذائي

هل يمكن أن يكون لديك حمل طبيعي وصحي في سن 48؟

نعم ! بافتراض أن لديكِ رعاية ما قبل الولادة على أعلى مستوى خلال فترة الحمل، وأنكِ تأكلي جيدًا وتتمتعي بنمط حياة صحي، وتعتني بنفسك خلال الأشهر التسعة، وإذا كان حملك يمر بشكل عام بصحة جيدة قدر الإمكان، يمكن أن يكون حملكِ خاليًا من المشاكل، ومع ذلك فإن مخاطر الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم ومضاعفات الحمل الأخرى تزداد مع تقدم العمر.

ما الفرق بين أعراض الحمل في سن 48 وبين أعراض سن اليأس -انقطاع الطمث- ؟

السؤال عما إذا كانت أعراضك قد تعني انقطاع الطمث أو أنها تعني الحمل أصبح سؤالًا أكثر شيوعًا، حيث تمر بعض النساء بانقطاع الطمث مبكرًا في الحياة بينما تحمل أخريات في وقت متأخر عما كان عليه الحال من قبل.

كيف يتم تشخيص كلتا الحالتين؟

هناك العديد من الطرق التي يمكن للمرأة أن تحدد ما إذا كانت حاملاً أو تمر بانقطاع الطمث.

تشخيص الحمل

يعد إجراء اختبار الدم وتصوير الموجات فوق الصوتية هي الطريقة الأكثر موثوقية للتأكد من الحمل، حيث تقوم اختبارات الدم بقياس المستويات المرتفعة للهرمونات المرتبطة بالحمل، مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية والبروجسترون.

تشخيص سن اليأس

قد يصعب على الأطباء تشخيص انقطاع الطمث في بعض الأحيان حيث يمكن للأطباء اختبار وجود الهرمونات، مثل الإستروجين والبروجسترون والتي تنخفض عادةً عندما تمر المرأة بانقطاع الطمث، ومع ذلك فإن هذه الهرمونات تتغير بشكل طبيعي على مدار كل شهر؛ لذا فإن نتيجة الاختبار التي تظهر مستويات منخفضة أو عالية من الهرمونات لا تعني دائمًا أن المرأة تعاني من انقطاع الطمث.

للتأكد من أن المرأة في سن اليأس، من المحتمل أن يأخذ الطبيب في الاعتبار جميع الأعراض التي كانت تعاني منها، بما في ذلك التغيرات في دوراتها الشهرية، كما قد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء فحوصات الدم لتحديد مستويات الهرمون، وقد لا يكون الطبيب قادرًا على التنبؤ بموعد توقف الدورة الشهرية للمرأة تمامًا.