"الولادة القيصرية تبدأ الآمها بعد الولادة في حين أن الولادة الطبيعية تبدأ الآمها وتنتهي أثناء الولادة وبمجرد انتهاءها وولادة الطفل" لطالما سمعنا هذه الجملة التي تتناقلها النساء، وفي الحقيقة لقد مررت بتجربة الولادة القيصرية وفهمت ما يعنيه ذلك ! فحتى في غرفة الولادة لم اتألم بقدر ما شعرت بالدوار بسبب التخدير النصفي لكن ألمي الحقيقي بدأ بعد الولادة، وكانت المعاناة الأولى في التحرك والنوم، فلقد كان الأمر صعبًا وغير مريح؛ لذا تعلمت الحذر بشأن حركتي وطريقة جلوسي ونومي بعد الولادة القيصرية، وسأحدثكِ اليوم عن أفضل أوضاع النوم بعد إجراء عملية قيصرية للمساعدة في شفاء شق الجراحة القيصرية بشكل أفضل.

أهمية النوم مباشرة بعد الولادة القيصرية

إن وضعية النوم الصحيحة تبقيكِ مرتاحة وتقلل من أي ضغط أو إجهاد في مكان الجراحة، كما أن النوم بشكل صحيح سيساعدكِ على النهوض من السرير بشكل مريح، ويقلل الشعور بعدم الراحة، ويتيح التنفس بشكل أفضل، ويقلل من الضغط على عضلات البطن، وبالتالي يقلل من أي خطر على شق العملية القيصرية.

لماذا يصعب النوم جيدًا بعد الولادة القيصرية؟

كشفت العديد من الدراسات أن 67.2% من النساء بعد الولادة يعانين من ضعف في نوعية النوم حيث تؤثر زيادة مستويات الهرمونات وحجم البطن خلال فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة على الشعب الهوائية، مما يسبب حالة تسمى انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA) عند بعض النساء، هذه المشاكل بالإضافة إلى الألم الشديد الناتج عن العملية القيصرية، تجعل من النوم أمرًا صعب المنال.

ما هي أفضل الأوضاع للنوم بعد الولادة القيصرية؟

فيما يلي بعض الطرق المحتملة التي يمكنكِ من خلالها تجربة النوم بعد إجراء عملية قيصرية..

1. على ظهرك

في معظم الحالات، هذا هو الوضع المريح للأيام والأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة القيصرية، حيث لا يوجد ضغط على شق العملية القيصرية عند النوم على ظهرك، يمكنكِ أيضًا وضع وسادة أسفل الركبتين لمزيد من الراحة.

تشمل الجوانب السلبية لهذه الوضعية : صعوبة النهوض من السرير أو الجلوس حيث يمكن أن يضع ذلك بعض الضغط على موقع الشق، كما أنه ليس الوضع الصحيح إذا كنتِ تعاني من ضغط دم غير طبيعي، فأثناء النهوض من هذا الوضع، سيكون من الأفضل لكِ أن تتدحرجي على جانبك ثم تجلسي ثم تقفي إذا لزم الأمر.

2. على جانبك

هذا هو الوضع الأكثر راحة بشكل عام بعد الولادة القيصرية، حيث لا يوجد أي ضغط على موقع الشق، ويكون الألم أقل عند النهوض من السرير، جدير بالذكر أن النوم على الجانب الأيسر يساعد في تدفق الدم الأمثل وتحسين عملية الهضم، كما يمكنكِ استخدام الوسائد لدعم البطن والوركين، وهو أفضل وضع إذا كنتِ تعانين من مشاكل في ضغط الدم.

لكن يوصي بتجنب النوم على بطنك في الأيام والأسابيع الأولى بعد الولادة القيصرية، وينبغي أيضًا تجنب وضعية الاستلقاء الجانبية في فترة التعافي المباشرة، عليكِ أن تجدي وضعًا لا يضغط على بالطنك وشق العملية.

في الأيام القليلة الأولى، من المرجح أن يكون وضع النوم الأكثر أمانًا وراحة هو الاستلقاء على ظهرك، وبمجرد الأ يصبح جرحك مؤلمًا، يمكنكِ الانتقال إلى النوم الجانبي.

3. رفع الجزء العلوي من الجسم

ادعمي الجزء العلوي من جسمك بعدة وسائد بحيث يرتفع الجسم بالكامل، فهذه وضعية تساعد على التنفس بشكل أفضل وتسهل أيضًا النوم، خاصة إذا كنتِ تعاني من انقطاع النفس أثناء النوم، وإذا لم تكوني مرتاحة لرفع الجسم بأكمله، استخدمي الوسائد بين ركبتيك وتحت الوركين.

هل تعلمي

في فترة ما بعد الولادة، يمكن أن يؤدي النوم عند ارتفاع الجزء العلوي من الجسم بمقدار 45 درجة إلى تحسين سلامة الجهاز التنفسي و تحسين مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم عن طريق زيادة مساحة المقطع العرضي للمجرى الهوائي العلوي، كما أن هذا الوضع مفيد أيضًا في تقليل الضغط على الشق.

تجد العديد من النساء الراحة في استخدام الوسائد لدعم الجزء العلوي من أجسادهن في وضع شبه متكئ، بينما تجد أخريات  أنه من المريح رفع أرجلهن باستخدام بطانية أو وسادة ملفوفة، فقط تأكدي من عدم رفع الجزء العلوي من جسمك أعلى من اللازم لتجنب الضغط على جرحك.

4. في وضع مستقيم

إذا لم تنجح أي من الأوضاع المذكورة أعلاه، يمكنكِ تجربة النوم أثناء الجلوس على أريكة أو كرسي مع عدة وسائد للحصول على الدعم، وهذه وضعية نوم مؤقتة، ولكنها تجعل عملك أسهل عند الرضاعة الطبيعية أو عند الاستيقاظ من النوم، يمكن أن توفر الكراسي المريحة راحة جيدة خلال الأسبوعين الأولين.

نصائح وحيل إضافية للحصول على نوم جيد ليلاً

قد يكون الحصول على قسط جيد من الراحة أثناء الليل أمرًا صعبًا بالنسبة للعديد من الأشخاص، وليس فقط للأمهات الجدد، لكن مع زيادة الضغط الناتج عن رعاية طفل حديث الولادة أثناء الشفاء أيضًا من عملية جراحية كبرى يمكن أن يكون الحصول على قسط كافٍ من النوم هدفًا بعيد المنال، ومع ذلك هناك بعض النصائح التي يمكن أن تجعل النوم أسهل ليلا بإذن الله.

• اطلبي العون من زوجك بلطف

يمكن أن تكون الأمومة في الأيام الأولى وكأنكِ بطلة تجري في ماراثون لكنه لا ينتهي ! حسنًا لا بأس أن يتولى زوجك - أو أحد أقاربك - بعض المهام حتى تتمكني من الراحة؛ لذا اطلبي العون من زوجك وبالتأكيد هو لن يمانع.

إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فاطلبي منه تغيير الطفل وإحضاره للرضاعة، كما يمكنكِ أيضًا طلب المساعدة في الاستلقاء على جانبك أو النهوض لاستخدام الحمام.

وإذا كنتِ لا ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فاطلبي منه إدارة عملية الرضاعة الليلية حتى تتمكني من النوم، هذا أمر مهم بشكل خاص في الأيام الأولى عندما تكوني في مرحلة التعافي.

• تجنبي وقت الشاشة قبل النوم

هذه قاعدة يجب على الجميع اتباعها، وليس فقط الأمهات الجدد.

لماذا ؟

ينبعث من الشاشات الموجودة على أجهزتك الإلكترونية مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية ما يُعرف بـ الضوء الأزرق، ويمكن لهذا الضوء أن يخدع عقلك لـ تقليل إنتاج الميلاتونين، ويبقيكِ مستيقظة نتيجة لذلك.

• هيئي بيئة نوم مريحة

قد يكون قول هذا أسهل من فعله لكن الهدف هو إنشاء غرفة تشعركِ بالاسترخاء وتشجعكِ على الراحة؛ لذا من الناحية المثالية، تأكدي من أن الجو ليس حارًا جدًا في غرفتك، وأنه مظلم بدرجة كافية لتشجيعك على النوم.

• استثمري في الوسائد الداعمة

إذا كنتِ تستخدمي وسادة الحمل، فهذا هو الوقت المناسب للاستمرار في الاستفادة من أموالك حيث يمكن أن تساعد الوسادة الداعمة في تخفيف نقاط الضغط وتسهل عليكِ الحصول على الراحة دون التعامل مع الآلام والأوجاع غير الضرورية.

• ممنوعات في وقت متأخر من الليل

هذه نصيحة أخرى تنطبق على الجميع، وليس فقط أولئك الذين هم في مرحلة التعافي بعد الولادة.

إن تناول وجبات خفيفة أو وجبات ثقيلة في وقت لاحق من المساء، أو شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، يمكن أن تبقيكِ مستيقظة عندما تكوني في وضع الاستعداد للنوم؛ لذا تجنبي الوجبات الثقيلة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل ساعتين على الأقل من التخطيط للنوم.

• تحدثي مع طبيبك

لا تخافي من التحدث مع طبيبك إذا كان ألم الشق الجراحي يبقيكِ مستيقظة أثناء الليل.

فإذا كان الألم أكثر شدة من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، فيمكن لطبيبك أن يصف دواءً آمنًا لتخفيف الألم حتى لو كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية.

ما يجب تجنبه

يتطلب التعافي من العملية القيصرية أن تمنحي نفسك المساحة والوقت اللازمين للشفاء بشكل صحيح، وهذا يعني أيضًا أنه قد يلزم تجنب بعض الأنشطة والسلوكيات أو تعديلها حتى مرور 6 أسابيع على الأقل بعد الولادة، أو حتى ينعم الله عليكِ بالشفاء الكامل، أو يؤكد طبيبك أنه لا بأس من القيام بذلك.

يجب تجنب:

• النوم على المعدة
• رفع أي شيء أثقل من طفلك
• استخدام السدادات القطنية أو الدوش المهبلي حتى يسمح لكِ الطبيب بذلك
• الاستحمام حتى يلتئم الشق ويتوقف نزيف ما بعد الولادة
• ممارسة العلاقة الحميمة حتى يأذن الطبيب
• النقع في حمامات السباحة العامة أو أحواض المياه الساخنة
• الانخراط في تدريبات صارمة أو تمارين العضلات الأساسية حتى يوافق عليها الطبيب
• استخدام السلالم بشكل متكرر

خاتمة

وفقًا لـ تجربتي بعد الولادة القيصرية فإن الألم قد هدأ بعد مرور أسبوع من الولادة، استطعت المشي بسلاسة والوقوف دون الشعور بألم شديد، كما تحسن النوم وكل شئ تقريبًا والحمد لله.. لذا أبشري ولا تقلقي فالأمر هين بإذن الله..