لا شك أنه عند رؤية الدماء فإن الطمأنينة تتحول قلقًا، ولا سيما إذا كانت المرأة حاملًا ! ولكن ملكتي إذا كنتِ في بداية الحمل وبدأتي تلاحظين بعض الدماء أو التبقيع، فامنحي نفسك لحظة لتأخذي نفسًا عميقًا ولا تقلقي؛ لأنه على الرغم من أن النزيف قد يكون مدعاة للقلق، إلا أنه ليس بالضرورة علامة على الإجهاض، خاصة إذا كان خفيفًا ومتقطعًا، وفيما يلي نظرة على سبب حدوث التبقيع أو نزول الدماء خلال الثلث الأول من الحمل، وننصحكِ دائمًا بالاتصال بطبيبك لمناقشة مخاوفك.

الأسباب المحتملة لنزول الدماء بداية الحمل

يعد نزول الدماء خلال الأشهر الثلاثة الأولى أكثر شيوعًا مما يفترضه الكثير من الناس، حيث يشير بعض الخبراء إلى حدوث ذلك لدى 15% إلى 25% من الحوامل، فيما يذكر آخرون أن هذا الرقم يصل إلى 40%.

وعلى الرغم من احتمال حدوث إجهاض وشيك، فمن الأفضل عدم القفز إلى الاستنتاجات قبل مناقشة الأعراض مع طبيبك، فبالنسبة لبعض النساء الحوامل، لن يسبب نزول الدماء خلال الأشهر الثلاثة الأولى مشكلة، وبالنسبة للآخرين، ربما سيؤدي إلى فقدان الحمل.

حوالي 50% من النساء اللاتي يعانين من نزول الدماء خلال الأشهر الثلاثة الأولى سوف يتعرضن للإجهاض، و50% لن يحدث لهن ذلك.

ما هي الأسباب المحتملة للنزيف

بالإضافة إلى الإجهاض، تشمل الأسباب المحتملة لنزول الدماء خلال الأشهر الثلاثة الأولى ما يلي:

• حساسية عنق الرحم: قد يؤدي فحص الحوض أو الجماع إلى جعل عنق الرحم مؤلمًا وملتهبًا، مما يؤدي إلى ظهور بقع بنية خفيفة يجب أن تختفي خلال يوم أو نحو ذلك.
• انغراس البويضة : تعاني بعض النساء من نزيف الزرع بسبب تكيف بطانة الرحم مع البويضة المزروعة حديثًا.
• العدوى: يمكن أن تسبب عدوى المسالك البولية أو عنق الرحم أو الحوض نزيفًا مهبليًا.
• الحمل العنقودي: الحمل العنقودي هو شكل نادر من مرض ورم الأرومة الغاذية الحملي، حيث تتطور مجموعة من الأنسجة غير الطبيعية في الرحم بدلاً من الجنين، وعادةً ما يكون ذلك بسبب مشاكل الكروموسومات أثناء الحمل، ونظرًا لأن الحمل العنقودي يرفع مستويات هرمون الحمل، فإن اختبارات الحمل تظل إيجابية.

• النزف تحت المشيمة: عندما يتراكم الدم بين جدار الرحم والكيس السلوي، يمكن أن يسبب النزف تحت المشيمة أو الورم الدموي نزيفًا مبكرًا في الحمل، يحدث النزف تحت المشيمي في حوالي 1% من حالات الحمل.
• قد تكون الأورام الحميدة في عنق الرحم والتمارين الرياضية الثقيلة مسؤولة أيضًا عن التبقيع أثناء الحمل المبكر.

ما هي علامات الإجهاض

أعلى خطر للإجهاض هو خلال الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل، حيث من المرجح أن يشير النزيف المهبلي ذو اللون الأحمر الفاتح والذي يصبح أثقل بمرور الوقت (بدلاً من أن يكون أخف) إلى الإجهاض.

قد تشمل العلامات الأخرى للإجهاض ما يلي:

• التقلصات: تقلص أسفل البطن أسوأ من الدورة الشهرية المعتادة
• الإفرازات: أنسجة أو جلطات أو كتل في الدم
• الدوخة: الشعور بالدوار أو الإغماء

 يعد الحمل خارج الرحم أقل شيوعًا من حالات الإجهاض، يمكن أن يؤدي الحمل خارج الرحم أيضًا إلى حدوث نزيف مهبلي، حيث أنه في الحمل خارج الرحم، تنغرس البويضة المخصبة في مكان آخر غير الرحم، وغالبًا ما تكون في إحدى قناتي فالوب.. ويكون نهايته أيضًا وللأسف نهاية الحمل بشكل حتمي !

يمكن أن تكون أعراض الحمل خارج الرحم مشابهة للإجهاض (بما في ذلك النزيف والتشنج)، وقد تلاحظين ألمًا حادًا أو طعنًا في بطنك.

ما الفرق بين النزيف والتبقيع؟

يمكن أن يحدث نزول دم خفيف أو التبقيع في أي وقت، من وقت الحمل إلى ما قبل الولادة مباشرة، يحدث ذلك عندما يكون لديكِ بضع قطرات من الدم على ملابسك الداخلية، وهو خفيف جدًا لدرجة أن الدم لا يغطي بطانة اللباس الداخلي.

أما النزيف فهو عندما يكون تدفق الدم أثقل، وهو ما يكفي للحاجة إلى بطانة أو وسادة داخلية لمنع الدم من تبليل ملابسك الداخلية وملابسك.

ماذا يجب أن تفعلي إذا كان لديكِ نزيف أو تبقبع أثناء الحمل؟

اتصلي بالطبيب إذا كان لديك أي نوع من النزيف أثناء الحمل وقومي بهذه الأشياء:

• راقبي مدى شدة نزيفك، وما إذا كان أثقل أو أخف، وعدد الفوط الصحية التي تستخدمينها.
• التحقق من لون الدم، حيث قد يرغب الطبيب في معرفة ذلك، ويمكن أن يكون بألوان مختلفة، مثل البني أو الأحمر الداكن أو الساطع.
• لا تستخدمي السدادة القطنية أو الدوش أو تمارسي الجنس عند حدوث نزيف.

اتصلي بالطبيب على الفور في أي وقت أثناء الحمل أو اذهبي إلى غرفة الطوارئ إذا كان لديكِ:

• نزيف شديد
• التقلصات
• الدوخة والنزيف
• ألم في البطن أو الحوض

كيف يتم علاج نزول الدم والتبقيع؟

يعتمد علاجك على سبب نزول الدم، فقد تحتاجين إلى فحص طبي واختبارات، وفي معظم الأحيان، يكون علاج النزيف أو التبقيع هو الراحة.

قد يقترح الطبيب أيضًا علاجات مثل:

• أخذ إجازة من العمل وإراحة قدميك لبعض الوقت
• قد تحتاجين إلى دواء للمساعدة في حماية طفلك من عامل  Rh، يحدث ذلك عندما يكون دمك ودم طفلك غير متوافقين (لا يمكن أن يكونا معًا)، يمكن أن يسبب هذا مشاكل خطيرة – حتى الموت – لطفلك.

وأخيرًا لا تمارسي الجنس أو تستخدمي السدادات القطنية، وإذا كنتِ تعانين من نزيف حاد، فقد تحتاجين إلى الإقامة في المستشفى أو إجراء عملية جراحية.