يمكن أن تسبب التغييرات في توازننا الهرموني الدقيق عددًا من المشكلات بالنسبة لنا، لذلك من المهم أن نفهم لماذا تحتاج النساء إلى توخي الحذر بشكل خاص فيما يتعلق بتقييد السعرات الحرارية وكيفية الصيام بطريقة لا تضر دورتهن الشهرية.

مراحل الدورة الشهرية

قبل أن نتعمق في علاقة الصيام بالدورة الشهرية، دعينا أولًا نتحدث عن مراحل الدورة الشهرية:

• المرحلة الأولى (الحيض): هذا وقت نزيف الدورة الشهرية بالفعل، خلال هذا الوقت، يتخلص جسمك من بطانة الرحم، وعادةً ما تستمر حوالي خمسة إلى ستة أيام، وتكون مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون في أدنى مستوياتها.
• المرحلة الثانية (المرحلة الجرابية أو ما قبل الإباضة): تبدأ هذه المرحلة بانتهاء مرحلة الحيض وتستمر حتى الإباضة والتي بالنسبة لمعظم السيدات تكون في حوالي اليوم السادس إلى اليوم الرابع عشر منذ بدء الدورة الشهرية، وتبدأ بطانة الرحم في التراكم مرة أخرى وترتفع مستويات هرمون الاستروجين.
• المرحلة الثالثة (الإباضة): يحدث هذا عندما تترك البويضة المبيض وتتم الإباضة، يرتفع هرمون الاستروجين ويشير إلى الدماغ لإطلاق الهرمون الملوتن (LH)، ويؤدي الهرمون الملوتن إلى إطلاق البويضة، ثم بعد إطلاق البويضة تبدأ مستويات هرمون الاستروجين في الانخفاض، وتحدث الإباضة عادةً في اليوم 14 تقريبًا، لكن هذا يمكن أن يختلف بشكل كبير اعتمادًا على انتظام دورتك.
• المرحلة الرابعة (المرحلة الأصفرية): تحدث بعد الإباضة وحتى بداية الدورة الشهرية التالية، خلال هذه المرحلة، يرتفع هرمون البروجسترون حتى بدء الدورة الشهرية التالية ثم ينخفض هرمون البروجسترون والإستروجين.

هل يتعارض الصيام مع دورتك الشهرية؟

إن الله -سبحانه وتعالى- لم يفرض علينا شيئًا يضرنا أو يكون فوق طاقة تحملنا؛ ولهذا لا يمكننا تخيل أن صيام رمضان الذي فرضه علينا أو صيام النوافل يمكن أن يضرنا، بل إنه ينفع ويشفي من الأمراض، لكن للأسف يمكن أن يؤدي الصيام المفرط (مثل بعض أساليب الصيام المتقطع) إلى التوتر واختلال التوازن الهرموني، وكلاهما يمكن أن يضر بدورتك الشهرية!

• التوتر

عندما تتعرضي للتوتر يتم تنشيط محور الغدة النخامية والغدة الكظرية (HPA)، يشير التوتر إلى إطلاق هرمون الكورتيوتروبين (CRH) والذي له تأثير سلبي على تنظيم هرمون إفراز الغدد التناسلية (GnRH)، بالإضافة إلى ذلك يؤدي اختلال توازن الهرمون CRH إلى تثبيط الوظيفة الإنجابية أثناء التوتر.

• اختلال التوازن الهرموني

الصيام المتقطع يمكن أن يقلل أيضًا من هرمون الاستروجين، ويحدث هذا بسبب هرمون يسمى كيسبيبتين الذي يحفز إنتاج الهرمون الملوتن والهرمون المنبه للجريب (FSH)، كما يمكن أن يتسبب الصيام في انخفاض مادة كسبيبتين، مما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين لديك بشكل عام.
انخفاض مستويات هرمون الاستروجين يمكن أن يؤثر سلبًا على الدورة الشهرية، حيث ترتبط مستويات هرمون الاستروجين المنخفضة أيضًا بانقطاع الطمث والعقم، بالإضافة إلى ذلك، تبدأ مستويات هرمون الاستروجين أيضًا في الانخفاض في الأسبوع السابق لبدء الدورة الشهرية، ويمكن أن يكون انخفاض هرمون الاستروجين مرهقًا للغاية لجسمك ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول لديك بشكل أكبر!

هل يمكن للصيام أن يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية؟

إن الصيام في حد ذاته لا يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث، إلا أن غياب الدورة الشهرية قد يؤدي إلى نقص الدهون في الجسم، والسعرات الحرارية ضرورية لصحة الدورة الشهرية حيث تتأثر وظيفة هرموناتنا بشكل مباشر بالتغذية والتمثيل الغذائي وتوافر الطاقة، وأي اضطراب فيهم قد يؤدي إلى مشاكل في الدورة الشهرية، لكن إذا كنت تتأكدين أنه ضمن فترة تناول الطعام الخاصة بك من تزويد جسمك بجميع السعرات الحرارية والمواد المغذية الضرورية، فيمكنك تجاوز التأثيرات السلبية ومساعدة جسمك بأكثر من طريقة!