بعد تسعة أشهر من الحمل ومرور عدة أشهر مع الرضيع تبدأ المراة في محاولة الحمل الثاني لكنها تجد أن الأمر ليس بهذه السهولة!
ويكون السؤال المنطقي والشائع هو: "لماذا لا يمكنني الحمل وأنا أنجبت طفلًا بالفعل؟"، للأسف ملكتي هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في صعوبة محاولة الحمل الثاني.

لماذا تصعب محاولة الحمل الثاني؟

العقم الثانوي هو عندما لا تتمكنين من الحمل أو إكمال الحمل بعد الولادة الأولى، وللتشخيص بالعقم الثانوي، يجب أن تكون الولادة السابقة قد حدثت دون مساعدة من أدوية الخصوبة أو العلاجات، مثل التلقيح الصناعي، حيث يقوم الأطباء عادةً بتشخيص العقم الثانوي بعد أن يحاول الزوجان الحمل لمدة ستة أشهر إلى عام بدون جدوى.

أعراض العقم الثانوي

العلامة الرئيسية للعقم الثانوي هي عدم القدرة على الحمل بعد إنجاب طفل واحد أو أكثر، وإذا كنتِ أصغر من 35 عامًا، فقد يشك طبيبك في إصابتك بالعقم الثانوي بعد عام واحد من ممارسة الجنس بانتظام دون وقاية، أما إذا كنت أكبر من 35 عامًا، فقد يصنفها طبيبك على أنها عقم ثانوي بعد ستة أشهر من ممارسة الجنس بانتظام دون وقاية.

أسباب العقم الثانوي عند النساء؟

1) مشاكل في كمية أو جودة البويضات

تولد المرأة بإمداد محدود من البويضات ولا يمكنها إنتاج بويضات جديدة بمرور العمر، ومع اقترابها من الأربعينيات من عمرها ينخفض ​​عدد البويضات المتبقية في المبايض، وتكون البويضات المتبقية أكثر عرضة للإصابة بمشاكل كروموسومية.
كما أن الحالات المناعية الذاتية أو الوراثية والجراحات السابقة أو العلاج بالإشعاع هي أسباب أخرى قد تجعل المرأة تعاني من انخفاض عدد البويضات ذات الجودة الجيدة.

2) ندبات الرحم أو الانسدادات

يمكن أن تتسبب العدوى والجراحة في تلف أجزاء من قناتي فالوب أو الرحم، ويمكن أن تؤدي المضاعفات الناجمة عن العدوى مثل الكلاميديا ​​والسيلان ومرض التهاب الحوض إلى انسداد قناتي فالوب.
وبالمثل، يمكن أن تؤثر بعض الحالات على الرحم وتسبب العقم الثانوي، حيث يمكن أن تمنع الندوب الناتجة عن إجراءات معينة حدوث الحمل، وتشمل هذه الإجراءات توسيع وكحت الرحم أو الولادة القيصرية، كما يمكن للأورام الليفية الرحمية أن تسد أجزاء من الرحم، مما يسبب صعوبة محاولة الحمل الثاني.

3) متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

متلازمة تكيس المبايض هي حالة هرمونية تسبب عدم انتظام أو غياب الدورة الشهرية، كما أن معظم النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لا تحدث لديهن الإباضة بانتظام، مما قد يؤثر على قدرتهن على الحمل.

4) انتباذ بطانة الرحم

انتباذ بطانة الرحم هي حالة ينمو فيها النسيج الذي ينمو عادةً داخل الرحم في المبايض أو أجزاء أخرى من الجسم، لكن بالرغم من أن انتباذ بطانة الرحم هي حالة شائعة، إلا أن ليس كل حالات الإصابة بها تسبب صعوبة محاولة الحمل الثاني.

5) زيادة الوزن أو تغييرات أخرى في نمط الحياة

يمكن أن تؤدي زيادة الوزن إلى خلل في المبايض لدى بعض السيدات، كما يمكن أن تتسبب الأدوية أو العلاجات الخاصة ببعض الحالات المرضية أيضًا في العقم. 

ما هي أسباب العقم الثانوي عند الرجال؟

1) انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون

يلعب هرمون التستوستيرون دورًا رئيسيًا في إنتاج الحيوانات المنوية، حيث يمكن أن تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون بسبب الشيخوخة أو إصابة الخصيتين أو بعض الحالات الطبية الأخرى، مثل:

• التهابات الأعضاء التناسلية
• أمراض الغدة الدرقية
• مرض السكري
• السل
• النكاف
• الجدري
• أمراض الدم
• الأورام الحميدة
• الإجهاد العاطفي
• احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية)
• الغيبوبة
• السكتة الدماغية
• فشل الجهاز التنفسي
• قصور القلب الاحتقاني
• الحروق
• تعفن الدم

تظهر بعض الدراسات أن حوالي 2٪ من الرجال لديهم انخفاض في هرمون التستوستيرون، وهو أكثر شيوعًا عندما يكون عمر الرجل أكثر من 40 عامًا.

2) دوالي الخصية

دوالي الخصية هي تضخم الأوردة في كيس الصفن، أو كيس الجلد الذي يغلف الخصيتين، وهذه الحالة هي سبب شائع لانخفاض إنتاج الحيوانات المنوية والعقم عند الرجال.

3) السائل المنوي سيء الجودة

السائل المنوي هو السائل الذي يحمل الحيوانات المنوية، وبعد بلوغ الرجل سن الأربعين، تميل جودة السائل المنوي إلى الانخفاض.

4) انخفاض عدد الحيوانات المنوية

يعتبر الأطباء أنه إذا كان عدد الحيوانات المنوية أقل من 15 مليونًا لكل مليلتر من السائل المنوي فهو عدد منخفض للحيوانات المنوية، وقد يطلقون على هذه الحالة "قلة الحيوانات المنوية".

5) تضخم البروستاتا أو إزالتها

يمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية ويسبب القذف غير الطبيعي، وإذا قام الطبيب بإزالة البروستاتا بسبب السرطان أو حالات أخرى، فقد يتسبب ذلك في تدفق السائل المنوي للخلف.

6) تناول الأدوية التي تؤثر على عدد الحيوانات المنوية وجودتها

تتضمن هذه الأدوية بعض المضادات الحيوية والأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، كما يمكن أن تؤثر العلاجات الخاصة بالحالات التالية على جودة الحيوانات المنوية:

• سرطان البروستاتا
• العدوى الفطرية
• عدوى المسالك البولية
• التهاب القولون التقرحي
• التهاب المفاصل
• النقرس
• السرطان

7) نمط الحياة أو التعرض للمواد الكيميائية

يمكن أن تتسبب بعض عوامل نمط الحياة، بما في ذلك التعرض للمواد الكيميائية التي تضر بالحيوانات المنوية، في صعوبة محاولة الحمل الثاني، وتشمل بعض هذه العوامل:

• استخدام مواد المزلقات السامة للحيوانات المنوية، مثل بعض الزيوت والفازلين.
• يمكن أن يؤثر التعرض للمبيدات الحشرية والرصاص والمواد الكيميائية الصناعية والحرارة المفرطة على خصوبة الرجال.
• اكتساب كمية كبيرة من وزن الجسم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون وزيادة مستويات هرمون الاستروجين.

كيف يمكن علاج العقم الثانوي؟

بغض النظر عما إذا كان العقم أوليًا أم ثانويًا، فإن العلاجات متشابهة بينهما، وتشمل:

• الأدوية مثل الكلوميفين (كلوميد®) والليتروزول، لتحفيز التبويض لدى السيدات اللاتي لا تحدث لديهن الإباضة بانتظام.
• التلقيح داخل الرحم (IUI)، والذي يتضمن وضع الحيوانات المنوية داخل الرحم لزيادة فرصة الإخصاب.
• الإخصاب في المختبر (IVF)، وهي عملية معقدة تتضمن استرجاع البويضات من المبايض ودمجها يدويًا مع الحيوانات المنوية في المختبر للإخصاب.
• الجراحة لإصلاح المضاعفات المرتبطة بالرحم مثل إزالة الأنسجة الندبية والأورام الحميدة والأورام الليفية.
• الجراحة لإصلاح مشكلة دوالي الخصية، وهو السبب الأكثر قابلية للتصحيح جراحيًا للعقم عند الذكور.

ماذا يجب على الزوجين فعله إذا اشتبها في العقم الثانوي؟

إذا كنت تشكين في إصابتكِ أو إصابة زوجك بالعقم الثانوي، فحددي موعدًا للفحص مع طبيبتكِ أو أخصائي الغدد الصماء التناسلية أو أخصائي المسالك البولية، فالتقييم المبكر أمر بالغ الأهمية لضمان أوسع مجموعة متنوعة من خيارات العلاج، وسيقوم الطبيب بما يلي:

• مراجعة تاريخكما الطبي لتحديد ما إذا كان هناك أي شيء قد تغير منذ الحمل السابق.
• مناقشة مواعيد وطبيعة دورتك الشهرية لتحديد ما إذا كانت الإباضة وإنتاج البويضات لديكِ بحالة جيدة.
• تقييم ما إذا كانت بعض الأمراض تؤثر على عدد الحيوانات المنوية لدى زوجك أو جودتها.