منذ بداية الحمل، تمر المرأة بتغيرات جسدية ونفسية عديدة، ومن أبرز هذه التغيرات الشعور المتزايد بالجوع، ولذلك تطرح العديد من النساء سؤالًا مهمًا، وهو: "هل الجوع من علامات الحمل؟"

في هذا المقال ملكتي، سنستعرض بالتفصيل العلاقة بين الجوع والحمل، مستندين إلى مصادر طبية موثوقة، لنقدم لكِ دليلًا شاملًا يساعدكِ على فهم هذا العرض ومتى يحدث وكيفية التعامل معه.​

هل الجوع من علامات الحمل؟

نعم، الجوع المتزايد يمكن أن يكون من علامات الحمل، خاصةً في المراحل المبكرة من الحمل، حيث تؤدي التغيرات الهرمونية، مثل ارتفاع مستويات الإستروجين والبروجسترون، إلى زيادة الشهية.

كما أن الجسم يبدأ في العمل بجهد إضافي لدعم نمو الجنين، مما يزيد من احتياجاته للطاقة والسعرات الحرارية، لذلك، إذا كنتِ تشعرين بجوع غير معتاد، فقد يكون ذلك من علامات الحمل.​

وبالرغم من أن الجوع يمكن أن يكون من العلامات المبكرة للحمل لدى بعض النساء، إلا أنه ليس علامة قاطعة أو تحدث لدى الجميع، حيث أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشهية، والحمل هو أحد هذه العوامل المحتملة.

لكن في المراحل المبكرة من الحمل، تحدث تغيرات هرمونية كبيرة في جسم المرأة، وتلعب هذه الهرمونات أدوارًا متعددة في دعم الحمل وتطوره، وأحد الآثار الجانبية المحتملة لهذه التغيرات هو التأثير على الشهية.

كيف يؤدي الحمل إلى زيادة الجوع؟

1. زيادة الحاجة إلى السعرات الحرارية: يبدأ جسم المرأة في العمل بجد لدعم نمو الجنين وتطوره منذ اللحظات الأولى للحمل، وهذه العملية تتطلب طاقة إضافية، وبالتالي قد تشعر المرأة بحاجة متزايدة لتناول الطعام لتعويض هذا الاستهلاك المتزايد للسعرات الحرارية.
2. تأثير الهرمونات: يمكن أن يؤثر ارتفاع هرمون البروجسترون بشكل خاص على الشهية، حيث يرتبط بزيادة الرغبة في تناول الطعام لدى بعض النساء، وقد يؤدي هذا الهرمون أيضًا إلى تباطؤ عملية الهضم، مما قد يجعل المرأة تشعر بالجوع بشكل أسرع بعد تناول الوجبات.
3. الغثيان والقيء (غثيان الصباح): على الرغم من أن غثيان الصباح قد يجعل بعض النساء يفقدن شهيتهن أو يجدن صعوبة في تناول الطعام، إلا أن البعض الآخر قد يشعرن بالجوع بشكل متكرر، ربما كمحاولة لتهدئة المعدة أو لتجنب الشعور بالغثيان على معدة فارغة.
4. التغيرات في حاسة الشم والتذوق: يمكن أن يؤدي الحمل في بدايته إلى تغيرات في حاسة الشم والتذوق، مما قد يجعل بعض الأطعمة أكثر جاذبية أو يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول أنواع معينة من الطعام، وهذه الرغبة الشديدة قد تساهم في زيادة تناول الطعام والشعور بالجوع بشكل عام.
5. الاحتياجات الغذائية المتزايدة: يحتاج جسم المرأة الحامل إلى المزيد من العناصر الغذائية لدعم نمو الجنين، مثل البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن، وقد يُترجم هذا الاحتياج المتزايد إلى شعور بالجوع بشكل أكبر.

متى يبدأ الشعور بالجوع أثناء الحمل؟

يختلف توقيت الشعور بالجوع من امرأة لأخرى، فمثلًا بعض النساء يلاحظن زيادة في الشهية منذ الأسابيع الأولى من الحمل، بينما يشعر البعض الآخر بذلك في الثلث الثاني، عندما تبدأ أعراض الغثيان في التلاشي، وفي بعض الحالات، قد يستمر الشعور بالجوع حتى نهاية الحمل، بينما قد يقل في الثلث الأخير بسبب ضغط الرحم على المعدة.​

كيف يمكن التعامل مع الجوع أثناء الحمل؟

1. تناول وجبات صغيرة ومتكررة: بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة، حاولي تناول خمس إلى ست وجبات صغيرة على مدار اليوم للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.​
2. اختيار الأطعمة المغذية: ركزي على تناول البروتينات (مثل اللحوم الخالية من الدهون، البيض، البقوليات)، والألياف (مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضروات)، والدهون الصحية (مثل الأفوكادو، المكسرات، زيت الزيتون).​
3. شرب كميات كافية من الماء: أحيانًا يُخطئ الجسم بين الشعور بالعطش والجوع، لذا تأكدي من شرب 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا.
4. الاستماع إلى جسدكِ: إذا شعرتِ بالجوع، لا تتجاهلي هذا الشعور، ولكن حاولي اختيار وجبات خفيفة صحية مثل الزبادي مع الفواكه أو الخضروات والفواكه المقطعة.

هل الجوع وحده يكفي لتأكيد حدوث الحمل؟

الإجابة على هذا السؤال هي لا، فبالرغم من أن زيادة الجوع يمكن أن تكون علامة مبكرة للحمل لدى بعض النساء، إلا أنها ليست علامة قاطعة، فهناك العديد من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشهية، مثل:

• التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية: قد تشعر بعض النساء بزيادة في الشهية قبل أو أثناء الدورة الشهرية.
• التوتر والقلق: يمكن أن يؤدي التوتر إلى الأكل العاطفي وزيادة الشهية.
• التغيرات في نمط الحياة أو النظام الغذائي: بدء نظام غذائي جديد أو زيادة النشاط البدني يمكن أن يؤثر على الشهية.
• بعض الحالات الطبية: بعض الحالات الطبية والأدوية يمكن أن تزيد من الشهية.

لذلك، لا يمكن الاعتماد على زيادة الجوع وحدها كدليل قاطع على الحمل، والعلامة الأكثر تأكيدًا لحدوث الحمل هي الحصول على نتيجة إيجابية في اختبار الحمل!

ما هي علامات الحمل المبكرة الأخرى؟

من المهم أن تتذكر المرأة التي تحاول الحمل أن زيادة الجوع ليست العلامة الوحيدة للحمل، فهناك العديد من العلامات والأعراض الأخرى التي قد تدل على حدوث الحمل، والتي يمكن أن تساعد في تكوين صورة أوضح، مثل:

• تأخر الدورة الشهرية: تعتبر هذه من أوائل وأكثر العلامات وضوحًا لحدوث الحمل.
• نزيف الانغراس: هو نزيف خفيف يحدث لدى بعض النساء عندما تنغرس البويضة المخصبة في بطانة الرحم.
• تغيرات في الثديين: قد تشعر المرأة بانتفاخ، حساسية، أو ألم في الثديين، وقد يصبح لون المنطقة المحيطة بالحلمة أغمق.
• الغثيان والقيء: شعور بالغثيان، مع أو بدون قيء، يمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم أو الليل.
• الإرهاق والتعب: شعور غير معتاد بالتعب والإرهاق، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
• زيادة التبول: الحاجة المتكررة للتبول أكثر من المعتاد.
• تغيرات في الحالة المزاجية: تقلبات مزاجية غير معتادة.
• الصداع: الشعور بصداع خفيف أو متوسط.
• آلام أسفل الظهر: ألم خفيف في منطقة أسفل الظهر.

متى يجب إجراء اختبار الحمل؟

إذا كنتِ تشعرين بزيادة في الجوع مصحوبةً بعلامات أخرى محتملة للحمل، أو إذا تأخرت دورتك الشهرية، فمن المستحسن إجراء اختبار الحمل، وللحصول على أدق النتائج، انتظري حتى انتهاء اليوم الأول المتوقع من الدورة الشهرية أو بعده.

الملخص

هل الجوع من علامات الحمل؟ نعم، يمكن أن يكون الجوع وزيادة الشهية من الأعراض المبكرة للحمل لدى بعض النساء بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة الحاجة إلى السعرات الحرارية.

ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد على الجوع وحده كعلامة مؤكدة للحمل، حيث أن هناك العديد من الأسباب الأخرى لزيادة الشهية، والعلامة الأكثر دقة لتأكيد الحمل هي الحصول على نتيجة إيجابية في اختبار الحمل.

إذا كنتِ تشكين في حدوث الحمل، فاستمعي إلى جسدكِ وراقبي الأعراض الأخرى، والأهم من ذلك، قومي بإجراء اختبار الحمل للتأكد.

وأيضًا عند الإجابة على سؤال "هل الجوع من علامات الحمل؟"، فالإجابة هي نعم، ولكن يجب النظر إليه ضمن سياق مجموعة من الأعراض الأخرى، فإذا كنتِ تشعرين بجوع غير معتاد مع الشعور بأعراض الحمل الأخرى التي ذكرناها وتشكين في أنكِ حامل، فيُفضل إجراء اختبار حمل ومراجعة الطبيب للتأكد!

جربي أدوات تطبيق الملكة عند محاولة الحمل، فقط قومي بإضافة بيانات دورتكِ الشهرية لتعرفي موعد التبويض ونافذة الخصوبة، وتابعي مقالات البحث عن حمل، وإذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعينا على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!