نحن ننتظر رمضان بكل شوق كل عام، لنحصد فيه الهدايا الربانية التي يمنحها الله لنا من سكينةً وطمأنينةً ورحمةً ومغفرةً للذنوب، لكن ماذا لواستمرت دورتك لأكثر من سبعة أيام ومنعتكِ عن الصيام!

يجب أن تعلمي ملكتي أولًا أن الله يعلم السر وأخفى وأنه -سبحانه وتعالى- يقدر كل شيء بمقدار، لذلك إذا حُرمتِ ثواب صيام هذه الأيام المباركة هذا العام فلا يفوتنكِ إذًا ثواب الدعاء والذكر وتلاوة القرآن.

أما بالنسبة لمشكلة طول الدورة الشهرية فقد تكون هذه علامة على وجود حالة صحية تحتاج إلى علاج، لكن متى  تكون الدورة طويلة جدًا؟

عادةً ما تستمر الدورة ما بين ثلاثة إلى سبعة أيام، وتعتبر الدورة الشهرية التي تدوم أكثر من سبعة أيام دورة طويلة، بينما قد يشير طبيبك إلى الدورة التي تدوم لأكثر من أسبوع باسم غزارة الطمث، حيث قد يتم أيضًا تشخيص إصابتك بغزارة الطمث إذا كنتِ تعانين من نزيف حاد بشكل غير عادي يستمر لأقل من أسبوع، وقد تكون الدورة الطويلة علامة على وجود حالة صحية أساسية، مثل:

• المشاكل الهرمونية
• تشوهات الرحم
• السرطان

من المهم أن تستشيري طبيبك إذا كنت تعانين من دورة طويلة أو غزيرة الدماء حتى يتمكن من تحديد السبب الأساسي أو استبعاد الأسباب المحتملة الأكثر خطورة.

يمكن أن تسبب غزارة الطمث الشعور عدم الراحة أثناء الدورة الشهرية كما أنها تعطل روتينك المعتاد، قد تجدي أيضًا أن النزيف يؤثر على أنشطتك أو نومك، وقد تعانين أيضًا من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد إذا كنتِ تعانين من أيام حيض طويلة بانتظام خاصةً إذا كانت غزيرة الدماء.

ما الذي يسبب طول الدورة الشهرية؟

يمكن أن تطول مدة الدورة الشهرية بسبب مجموعة واسعة من الأسباب، مثل: 

1. تغييرات الهرمونات أو التبويض 

• قد تلاحظين تغيرات هرمونية عندما تأتي دورتك الشهرية لأول مرة خلال فترة البلوغ أو في فترة ما قبل انقطاع الطمث.
• قد تعانين أيضًا من اختلال التوازن الهرموني من حالات صحية مختلفة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو متلازمة تكيس المبايض.
• إذا لم تكن هرموناتك في المستوى الطبيعي أو إذا لم تتم الإباضة في جسمك أثناء الدورة الشهرية، فقد تصبح بطانة الرحم سميكة جدًا، وعندما يتخلص جسمك أخيرًا من البطانة قد تكون الدورة أطول من المعتاد.

2. الأدوية

قد تكون دورتك طويلة بسبب الأدوية التي تتناوليها، ويمكن أن تشمل هذه الأدوية ما يلي:

• موانع الحمل، مثل اللولب الرحمي وحبوب منع الحمل 
• الأسبرين ومخففات الدم الأخرى
• مضادات الالتهاب

3. الحمل

• قد يكون النزيف المهبلي الممتد علامة على حمل غير آمن أو غير قابل للحياة، مثل الحمل خارج الرحم أو الإجهاض.
• قد يكون لديك أيضًا نزيف ممتد أثناء الحمل إذا كانت لديك حالة طبية مثل المشيمة المنزاحة.
• إذا كانت نتيجة اختبار الحمل إيجابية وكنت تعانين من نزيف مهبلي فاستشيري طبيبك.

4. الأورام الليفية الرحمية أو الاورام الحميدة

• يمكن أن تؤدي الأورام الليفية والأورام الحميدة الرحمية إلى نزيف ممتد وغزير في بعض الأحيان.
• تحدث الأورام الليفية عندما تبدأ الأنسجة العضلية بالنمو في جدار الرحم.
• الزوائد اللحمية هي أيضًا نتيجة لنمو الأنسجة غير المنتظم في الرحم وتسبب نمو الأورام الصغيرة.
• بشكل عام، لا تعتبر الأورام الليفية أو الأورام الحميدة سرطانية.

5. العضال الغدي

العضال الغدي هو نوع آخر من تراكم الأنسجة؛ تحدث الحالة عندما تندمج بطانة الرحم في عضلات الرحم، مما يؤدي إلى طول أو غزارة دماء الدورة الشهرية.

6. الغدة الدرقية

• قد تكون دورتك طويلة إذا كان أداء الغدة الدرقية لديك ضعيف، وتُعرف هذه الحالة باسم قصور الغدة الدرقية.
• النزيف قد يكون مصابًا بحالة تؤثر على قدرة جسمك على تجلط الدم، مما يتسبب في دورات طويلة.

7. زيادة الوزن 

الوزن الزائد قد يسبب طول الدورة الشهرية، وذلك لأن الأنسجة الدهنية يمكن أن تجعل جسمك ينتج المزيد من الإستروجين، ويمكن أن يؤدي هذا الاستروجين الزائد إلى تغيير في دورتك الشهرية.

8. مرض التهاب الحوض

• يحدث مرض التهاب الحوض عندما تصيب البكتيريا الأعضاء التناسلية.
• بالإضافة إلى التغييرات في الدورة الشهرية يمكن أن يؤدي مرض التهاب الحوض أيضًا إلى إفرازات مهبلية غير طبيعية من بين أعراض أخرى.

9. السرطان

• قد تكون الدورة الطويلة علامة على وجود سرطان في الرحم أو عنق الرحم.
• بالنسبة لبعض النساء، قد تكون الدورة الطويلة غزيرة الدماء أحد الأعراض المبكرة لأي من هذه السرطانات.

10. اضطرابات الدم

• على الرغم من أنه غير شائع إلا أنه من الممكن أن تكون الدورة الطويلة بسبب اضطراب في الدم.
• يعد مرض "فون ويلبراند" من أكثر أنواع اضطرابات الدم شيوعًا عند الإناث.
• يمكن أن تتسبب اضطرابات الدم في حدوث نزيف حاد يستمر لمدة تزيد عن 7 أيام.
• تشمل الأعراض الأخرى لاضطراب الدم ما يلي:

1. فقر الدم
2. نزيف حاد بعد الجراحة والولادة
3. نزيف الأنف لأكثر من 10 دقائق
4. نزيف لمدة تزيد عن 5 دقائق بعد الجرح
5. كدمات بسيطة ومتكررة

11. مرحلة انقطاع الطمث

• على الرغم من أن انقطاع الطمث يحدث غالبًا عندما تقترب المرأة من سن الخمسين إلا أنه يمكن أن تبدأ مستويات هرمون الجسم في التغير قبل عدة سنوات.
• هذه المرحلة تسمى فترة ما قبل انقطاع الطمث، وخلالها يمكن أن تكون الدورات الشهرية أقل أو أكثر تكرارًا وكذلك أقصر أو أطول من المعتاد.

12.فيروس الورم الحليمي البشري

• هذا هو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، فيروس الورم الحليمي البشري شائع جدًا وتصاب به كثير من السيدات دون علم أو بدون ظهور أي أعراض.
• فقط أنواع قليلة من فيروس الورم الحليمي البشري تؤدي إلى سرطان عنق الرحم.
• تتشابه معظم أعراض سرطان عنق الرحم مع أعراض الحالات الأكثر شيوعًا، مثل متلازمة تكيس المبايض أو التهاب بطانة الرحم.
• من المهم إجراء فحوصات عنق الرحم بانتظام، والتي يمكن أن تساعد الطبيب في تشخيص فيروس الورم الحليمي البشري أو سرطان عنق الرحم.
• تشمل خيارات علاج السرطان الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.

العلاجات المنزلية لطول الدورة الشهرية

تجد بعض السيدات أن بعض العلاجات المنزلية تساعد في تخفيف أعراض الدورة الشهرية بشكل أسرع، مثل:

• شرب الكثير من الماء أو السوائل المرطبة
• ممارسة الرياضة بانتظام
• تناول نظام غذائي صحي ومتوازن

لكن لا توجد أدلة علمية كافية حتى الآن لدعم هذه الادعاءات.

العلاجات الطبية لطول الدورة الشهرية

قد يشمل العلاج الطبي لطول الدورة وغزارة الطمث ما يلي:

1. الأدوية المضادة للالتهابات (المسكنات)

تساعد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ، مثل الأيبوبروفين أو نابروكسين الصوديوم، في تقليل فقدان الدم أثناء الدورة الشهرية.

مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لها فائدة إضافية تتمثل في تخفيف تقلصات الدورة الشهرية المؤلمة (عسر الطمث).

2. حمض الترانيكساميك

يساعد حمض الترانيكساميك على تقليل فقدان دم الحيض ويجب تناوله فقط في وقت النزيف.

3. موانع الحمل الفموية

يمكن أن تساعد موانع الحمل الفموية في تنظيم الدورات وتقليل نوبات نزيف الحيض المفرط أو المطول.

4. البروجسترون عن طريق الفم

يمكن أن يساعد هرمون البروجسترون في تصحيح اختلال التوازن الهرموني وتقليل غزارة الطمث.

5. اللولب الهرموني

يطلق هذا الجهاز الرحمي نوعًا من البروجستين يسمى الليفونورجيستريل، الذي يجعل بطانة الرحم رقيقة ويقلل من تدفق الدم وتقلصات الدورة الشهرية.

متى تطلبي المساعدة الطبية؟

1. من المهم أن تستشيري طبيبتك لمناقشة سبب معاناتك من هذه الأعراض.
2. قد يؤدي تأخير التشخيص والعلاج إلى تفاقم الحالة الأساسية المسؤولة عن النزيف المستمر. 
3. يجب الحصول على رعاية فورية لفترة طويلة إذا كنت تعانين من ارتفاع في درجة الحرارة أو إذا فقدت كمية كبيرة من الدم بشكل غير طبيعي أو عانيتِ من نزول كتل دموية كبيرة.
4. أهم علامة على أنك تفقدين الكثير من الدم هي إذا كنت بحاجة إلى تغيير الفوطة الصحية أو السدادة القطنية مرة أو مرتين في الساعة لعدة ساعات يوميًا.
5. قد تبدأي أيضًا في الشعور بالدوار إذا كنت تفقدين الكثير من الدم.