بحلول نهاية الثلث الثالث من الحمل، تتوق العديد من الأمهات إلى تحفيز الولادة أو تسريع الولادة لمقابلة طفلهن، فبعد أكثر من تسعة أشهر من الأوجاع والآلام وعدم الراحة، فلا عجب أنكِ مستعدة لـ تحفيز الولادة.
ومع اقتراب موعد الولادة، قد تتساءلين متى سيبدأ المخاض، وما إذا كان هناك أي شيء يمكنكِ القيام به لـ تسريع الولادة بشكل طبيعي، فإذا لم يكن المشي لمسافات طويلة وتناول الأطعمة الحارة فعالاً على ما يبدو، فقد تشعرين أن الوقت قد حان لسحب الأسلحة الكبيرة، وربما اقترح عليكِ طبيبك العودة إلى المنزل وممارسة العلاقة الحميمة مع زوجك.
لذا نطرح اليوم سؤالًا هامًا : ما هو دور السائل المنوي في تحفيز الولادة ؟ استمري في القراءة للحصول على المعلومات الهامة من الخبراء حول ما إذا كان بإمكانك استخدام العلاقة الحميمة لـ تسريع الولادة أم لا، بالإضافة إلى ما تحتاجين إلى معرفته حول هذه الطريقة قبل تجربتها.
قبل محاولة ممارسة الجنس لتسريع الولادة، استشيري طبيبك أولًا، حيث أنه من المهم السماح للحمل بالوصول إلى فترة الحمل الكاملة كلما أمكن ذلك لاكتمال نمو الجنين، يحدد الخبراء "المدة" بأنها من 37 إلى 40 أسبوعًا و"الفترة الكاملة" بأنها من 39 إلى 40 أسبوعًا، حيث يكون الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 39 أكثر عرضة لمشاكل التنفس والإصابة بالعدوى وقضاء الوقت في الحضٌانة.
لكن بمجرد وصولك إلى الأسبوع 39 من الحمل، يكون الوضع آمنًا بشكل عام، وفي هذه المرحلة، طالما حصلت على موافقة الطبيب، يمكنكِ البدء في القيام بأشياء طبيعية لـ تسريع الولادة، فهل يمكن أن يحفز السائل المنوي الولادة؟
إذا كنتِ في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، فربما لاحظتي بالفعل أنكِ تعانين من تصلب الرحم بعد ممارسة الجنس؛ وذلك لأن الانقباضات التي تشعرين بها بعد النشوة الجنسية (أو حتى مجرد زيادة النشاط البدني) قد تؤدي إلى ما يسمى انقباضات براكستون هيكس أو انقباضات المخاض "الزائفة"، والتي عادةً ما تختفي مع الراحة أو شرب الماء أو تغيير الوضعية، لذا فهي ليست المشكلة الحقيقية، ولكن مع اقتراب موعد ولادتك، قد ترغبين في إيلاء اهتمام لهذا الأمر، لأنه في مرحلة ما يمكن أن تتحول هذه التقلصات إلى ولادة حقيقية.
لكن اطمئني ففي الحقيقة أنه وإذا لم يكن جسمك مستعدًا للدخول في المخاض، فإن ممارسة الجنس لن تحفز بداية المخاض، حتى لو كنتِ أكملتي فترة حمل كاملة، ولكن على الرغم من أنه لن يحفز المخاض، إلا أن الجنس يمكن أن يساعد في تحسين الأمور.
طالما تم وصف ممارسة الجنس في أواخر الحمل كوسيلة منزلية لـ تحفيز انقباضات المخاض، وهناك بعض المنطق السليم وراء ذلك، حيث أنه أثناء الجماع، عندما يدخل القذف إلى المهبل، يترسب هرمون البروستاجلاندين-هي مواد شبيهة بالهرمونات توجد في السائل المنوي ويفرزها جسم المرأة أثناء ممارسة الجنس، وهذه البروستاجلاندين تساعد على تليين عنق الرحم وهو ما يجب أن يحدث حتى يبدأ التمدد ويتقدم المخاض- بالقرب من عنق الرحم ويمكن أن تساعد في تليينه استعدادًا للتوسع وقد تؤدي أيضًا إلى تقلص الرحم، والأبعد من ذلك فإن تقلصات الرحم الناتجة عن النشوة الجنسية الأنثوية قد تؤدي أيضًا إلى المخاض، مرة أخرى قد تلاحظين شدًا في أسفل البطن بعد ممارسة الجنس، قد تكون هذه براكستون هيكس، ولكن إذا حصلت على ما يكفي من القوة والإيقاع، فقد تصبح في النهاية ولادة حقيقية.
إذًا فالسائل المنوي يساعد بالفعل في البدء في إعداد عنق الرحم للفتح والتوسع، لكنه لن يؤدي إلى المخاض، إنه قادر على جعل عنق الرحم أكثر استجابة للانقباضات عندما تكونين في المخاض؛ لذا فإن ممارسة الجنس في نهاية الحمل عادة ما تكون أمراً جيداً!
وأثناء النشوة الجنسية (وعندما يتم تحفيز الحلمات)، يفرز جسم المرأة أيضًا الأوكسيتوسين، وهو نفس الهرمون الذي يحرك تقلصات المخاض، وهذا ما يسبب كل تلك المشاعر الرائعة أثناء الذروة؛ ولهذا السبب أيضًا تشعر بعض النساء بالتقلصات بعد ممارسة الجنس، لأن الأوكسيتوسين يتسبب أيضًا في تقلص الرحم، ولكن كما ذكرنا سابقًا ما لم يكن جسمك مستعدًا بالفعل للمخاض، فإن الأوكسيتوسين-هو الشكل الطبيعي للسينتوسينون الذي قد تتلقينه كهرمون اصطناعي عند تحفيز الولادة في المستشفى- الذي يتم إطلاقه أثناء النشوة الجنسية لن يضعك في المخاض، حيث أن هناك العديد من الهرمونات الأخرى المطلوبة لإكمال "كوكتيل المخاض"، وبدونها جميعًا، ستقضين وقتًا ممتعًا فقط مع زوجك.
إذا كنتِ قلقة من أن ممارسة الجنس قد تدفعك إلى الولادة المبكرة، فما لم ينصحك الطبيب بعدم ممارسة الجنس بسبب حالة طبية، فلا داعي للقلق ! حيث لا يوجد دليل يدعم أن ممارسة الجنس أثناء الحمل يسبب المخاض المبكر عند عدم وجود عوامل خطر طبية أخرى للولادة المبكرة، وما لم تكن هناك مضاعفات طبية مثل المشيمة المنزاحة أو ارتفاع خطر الولادة المبكرة، فقد ثبت أن الجنس آمن تمامًا أثناء الحمل، بغض النظر عن عدد أسابيع الحمل.
ربما تلاحظين انقباضات في الرحم بعد ممارسة الجنس بسبب انقباضات براكستون هيكس، لكنها ليست انقباضات مخاض وستختفي بعد فترة، أما إذا كنتِ تعانين من تقلصات الرحم المنتظمة بعد ممارسة الجنس والتي لا تتوقف أو أي نزيف مهبلي أو تسرب للسوائل، فاتصلي بطبيبك فورًا.
وعلى الرغم من أن ممارسة الجنس ليس أمرًا أكيدًا لمساعدتك على الإنجاب مبكرًا، فطالما أنكِ تتمتعين بحمل صحي وتشعرين بالقدرة على ذلك، فلا ضرر من تجربة أوضاع جنسية مختلفة لتحفيز المخاض، لكن الشيء الرئيسي الذي يجب التركيز عليه أثناء ممارسة الجنس في أواخر الحمل هو الراحة، وسيكون هذا مختلفًا بالنسبة لكل امرأة، وهذا يعتمد على اخيارك لأوضاع الجماع في الثلث الثالث من الحمل، فعلى سبيل المثال إذا كنتِ تختارين الجنس المخترق، فغالبًا ما يكون وضع الاستلقاء الجانبي أو وضع اليدين والركبتين، المدعوم بوسادة، أكثر راحة، أما إذا كان هدفك هو وضع الحيوانات المنوية بالقرب من عنق الرحم، فإن الاختراق الأعمق سيكون أكثر فعالية في ذلك، ولكن قبل كل شئ تحدثي مع طبيبتك واتبعي توصياتها فيما يتعلق بحالتك الخاصة.
ورغم كل ما سبق من دور السائل المنوي في تحفيز المخاض، ومع الأبحاث المؤيدة أو المعارضة لهذا الدور إلا أننا كثيرًا ما نحذر المرأة من العلاقة الحميمة في الشهر التاسع بسبب ما يمكن أن تحدثه من عدوى أو التهابات؛ فإذا أردتي معرفة كيفية الوقاية من تلك العدوى أو الالتهابات أثناء ممارسة العلاقة الحميمة بنهاية الحمل، فتابعينا بمقال الغد لنخبركِ بالتفاصيل..
5 أشياء تجنبيها بعد الولادة مباشرة
هناك العديد من الأشياء التي يمكنك أن تتطلعي إلى القيام بها بعد الولادة، مثل النوم على بطنك مرة أخرى أو ممارسة العلاقة الحميمة أو ممارسة رياضات معينة
هل قلة حركة الجنين تدل على قرب الولادة
سيبدأ طفلك في الركل والتحرك بطرق مختلفة بدءًا من الثلث الثاني من الحمل ويستمر لنهاية الحمل، ولكن هل قلة حركة الجنين تدل على قرب الولادة ؟
ولادة اللوتس احذري منها لحماية حياة الجنين
ولادة اللوتس، والمعروفة أيضًا ولادة عدم قطع الحبل السري، هي ممارسة تتمثل في ترك الحبل السري والمشيمة مع الطفل بعد الولادة حتى تنفصل بشكل طبيعي