كل امرأة تختلف عن الأخرى وكذلك تختلف تجاربهن في الحمل، فمثلًا قد لا تحدث علامات الحمل لجميع السيدات وقد لا تحدث حتى لنفس المرأة في الحمل الثاني أو الثالث!
ونظرًا لأن علامات الحمل المبكرة غالبًا ما تحاكي الأعراض التي قد تكون لديك قبل الدورة الشهرية وأثناءها، فقد لا تدركين أنك حامل! لذلك ملكتي سنذكر لكِ في هذا المقال وصف لبعض أعراض الحمل المبكرة الأكثر شيوعًا، لكن قد تكون هذه الأعراض ناجمة عن أشياء أخرى إلى جانب الحمل، لذلك فإن ملاحظتك لبعضها لا تعني بالضرورة أنك حامل، والطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك بالتأكيد هي إجراء اختبار الحمل!

هل التبقيع قبل الدورة الشهرية يدل على الحمل؟

إن التبقيع هو أي نزيف من المهبل خارج فترة الدورة الشهرية، وهذا النزيف الخفيف في بداية الدورة الشهرية أو نهايتها قد يكون بسبب بعض العوامل، مثل: 

• نزيف الانغراس

بعد أن يقوم الحيوان المنوي بتخصيب البويضة، تلتصق البويضة المخصبة بجدار الرحم، وهذا يمكن أن يسبب واحدة من أولى علامات الحمل؛ وهي نزول بقع الدم، وفي بعض الأحيان، قد تشعرين أيضًا ببعض التقلصات، وهو ما يسمى بنزيف الانغراس، ويحدث ذلك في أي وقت ما بين 6 إلى 12 يومًا بعد تخصيب البويضة، وتُشبه هذه التقلصات تقلصات الدورة الشهرية، لذا قد تخطئ بعض السيدات بينها وبين الحيض على أنها بداية الدورة الشهرية، لذلك أفضل حل هو اجراء اختبار الحمل.

• إفرازات الحمل المبكرة

بالإضافة إلى النزيف، قد تلاحظين إفرازات مهبلية بيضاء، ويرتبط ذلك بسماكة جدران المهبل، والتي تبدأ تقريبًا بعد تخصيب الحيوانات المنوية للبويضة، ويؤدي النمو المتزايد للخلايا المبطنة للمهبل إلى ظهور الإفرازات، عادةً ما تكون هذه الإفرازات غير ضارة ولا تتطلب العلاج وقد تستمر طوال فترة الحمل، ولكن إذا كان هناك أيضًا رائحة كريهة أو إحساس بالحرقان والحكة، فأخبري طبيبتك حتى تتمكن من معرفة ما إذا كنت مصابة بعدوى الخميرة أو العدوى البكتيرية أو الأمراض المنقولة جنسيًا (STD) وتعطيكِ العلاج المناسب.

هل النزيف في بداية الحمل من أعراض الإجهاض؟

عادةً لا يكون النزيف الخفيف أمرًا يدعو للقلق؛ فقد أظهرت الأبحاث أن السيدات الللائي يلاحظن بقع دم لسن أكثر عرضة للإجهاض من السيدات اللائي لا يلاحظن بقع دم، لكن قد يكون النزيف الشديد أكثر إثارة للقلق، لذلك إذا كنتِ تعرفين أنكِ حاملًا وتنزفين، فاستشيري بطبيبتك فورًا للاطمئنان.

هل نزول الدم في بداية الحمل هو نفس نزيف الانغراس؟

في حين أن العديد من المصادر تُسمي نزول الدم في بداية الحمل بـ"نزيف الانغراس"، إلا أنه لا يوجد دليل قوي على أن هذا النزيف يرتبط بانغراس البويضة في الرحم، فقد يكون النزيف في بداية الحمل مرتبطًا في الواقع بالتغيرات الهرمونية، حيث يتحول إنتاج البروجسترون من المبيض إلى المشيمة التي تتكون.

هل نزول الدم من أعراض الحمل خارج الرحم؟

يمكن أن يكون التبقيع أحد أعراض الحمل خارج الرحم (وهو الحمل الذي ينمو في مكان آخر غير الرحم، وعادةً ما يكون قناة فالوب) قد يكون لنزيف الحمل خارج الرحم أعراض أخرى مثل آلام البطن على جانب واحد، وألم الكتف والدوخة، لذلك إذا كنتِ تعانين من التبقيع وتشتبهين في احتمال إصابتك بالحمل خارج الرحم، فاطلبي المساعدة الطبية الفورية!

علامات الحمل الأخرى

• غياب الدورة

إذا كنتِ في سنوات الإنجاب ومضى أسبوع أو أكثر دون بدء الدورة الشهرية المتوقعة، فقد تكونين حاملًا! لكن يمكن أن يكون هذا العرض مضللًا إذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة.

• آلام وانتفاخ الثديين

في بداية الحمل، قد تؤدي التغيرات الهرمونية إلى جعل ثدييك أكثر حساسية وإيلامًا، لكن من المرجح أن يقل الانزعاج بعد بضعة أسابيع حيث يتكيف جسمك مع التغيرات الهرمونية.

• الغثيان مع أو بدون القيء

غالبًا ما يبدأ الغثيان الصباحي، الذي يمكن أن يحدث في أي وقت من النهار أو الليل، بعد شهر أو شهرين من حدوث الحمل، لكن بعض النساء يشعرن بالغثيان في وقت مبكر والبعض الآخر لا يشعرن به أبدًا، وفي حين أن سبب الغثيان أثناء الحمل غير واضح، إلا أنه من المحتمل أن هرمونات الحمل هي السبب الرئيسي.

• كثرة التبول

قد تجدين نفسك تتبولين أكثر من المعتاد، حيث تزداد كمية الدم في جسمك أثناء الحمل، مما يتسبب في قيام كليتيك بمعالجة السوائل الزائدة التي تنتهي بدورها في المثانة.

• الإرهاق

يحتل الإرهاق أيضًا مرتبة عالية من بين علامات الحمل المبكرة، ولا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي يسبب النعاس والإرهاق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لكن الارتفاع السريع في مستويات هرمون البروجسترون في بداية الحمل قد يساهم في شعورك بالإرهاق.

• الانتفاخ

يمكن للتغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل المبكرة أن تسبب لك الشعور بالانتفاخ، مثلما قد تشعرين به في بداية الدورة الشهرية.

• التقلصات 

تعاني بعض النساء من تقلصات رحمية خفيفة في بداية الحمل.

• الإمساك

تؤدي التغيرات الهرمونية إلى إبطاء عمل الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى الإمساك.

• النفور من بعض الأطعمة

عندما تكونين حاملًا، قد تصبحين أكثر حساسية لبعض الروائح وقد تتغير حاسة الشم التذوق لديك، ومثل معظم أعراض الحمل الأخرى، يمكن إرجاع هذه التفضيلات الغذائية إلى التغيرات الهرمونية.

• إحتقان الأنف

يمكن أن تؤدي زيادة مستويات الهرمونات وإنتاج الدم إلى تورم الأغشية المخاطية في أنفك وجفافها ونزيفها بسهولة، وقد يتسبب ذلك في إصابتك بانسداد أو سيلان في الأنف.

هل أنا حامل حقًا؟

العديد من هذه العلامات والأعراض لا تقتصر على الحمل فقط؛ فيمكن أن يشير بعضها إلى أنك مريضة أو أن دورتك الشهرية على وشك البدء، وكذلك من الممكن أن تكوني حاملًا دون أن تعاني من العديد من هذه الأعراض أو منها كلها!
لذلك إذا فاتتك الدورة الشهرية ولاحظت بعض العلامات أو الأعراض المذكورة أعلاه، فقومي بإجراء اختبار الحمل المنزلي، وإذا كانت نتيجة اختبار الحمل إيجابية، فحددي موعدًا مع طبيبتك للتأكد، فكلما تم تأكيد حملك مبكرًا، كلما تمكنتِ من البدء في رعاية جنينك بشكل أسرع.
إذا كنت تخططين للحمل أو علمتِ للتو أنك حامل، فابدئي بتناول فيتامينات ما قبل الولادة يوميًا، حيث تحتوي هذه المكملات عادةً على فيتامينات ومعادن مهمة، مثل حمض الفوليك والحديد، لدعم نمو طفلك وتطوره، وهذا بالطبع بعد استشارة طبيبتك.