مبارك لكِ .. أنتِ حامل ! في الحقيقة قبل أن يبارك لكِ أحد، فأنتِ ستكتشفين بنفسك بداية من التغيرات النفسية التي ستشعري بها، فرح ثم حزن ثم سعادة ثم قلق، لأصدق توصيف ستكوني كمن تركب الأفعوانية إلا أنها أفعوانية مشاعر الحمل، وتلك يا ملكتي الحبيبة ما يمكننا أن نطلق عليه اسم : نفسية الحامل !

فبالإضافة إلى علامات الحمل المبكرة مثل عدم حدوث الدورة الشهرية، والحساسية تجاه الروائح وبعض الأطعمة، والتعب، وغثيان الصباح يمكن أن يصاحبك تقلبات مزاجية وبداية اكتئاب؛ لذا دعينا نخبرك اليوم بما يمكنكِ توقعه، وكيف تتعاملين معه لتحافظي على صحتك العاطفية والعقلية جنبًا إلى جنب مع صحتك الجسدية !

ستجدي في هذا المقال :

• لماذا علي أن اهتم بـ نفسية الحامل وتقلبات المزاج ؟!
• كيفية التعامل مع نفسية الحامل وتقلبات فترة الحمل
• كيف تؤثر الرغبة في الكمال على النساء الحوامل؟
• كيف يغير الحمل دماغ المرأة
• ما هي المشاعر التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على نفسية الحامل ؟
• كيف يمكنني الحصول على المساعدة؟
• كيف يمكن للنساء حماية صحتهن العقلية خلال فترة الحمل؟

لماذا علي أن اهتم بـ نفسية الحامل وتقلبات المزاج ؟!

لأن الصحة العقلية للأم أثناء الحمل يمكن أن تكون لها تأثير عميق على الصحة البدنية لكل منها ولطفلها، فعلى سبيل المثال العواطف السلبية، وخصوصاً الإجهاد والقلق والاكتئاب، يمكن أن تقلل من دافع المرأة لتناول طعام صحي، والنوم بشكل جيد، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول المكملات الغذائية الصحيحة.

والنساء الحوامل قد يعانين بصمت بدلاً من أن يبحثن عن الدعم الذي يحتجنه ويستحقنه، لكن كلما علمت المرأة المزيد عن العلاقة بين الحمل والصحة العقلية، كلما كانت أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات النفسية التي تواجهها خلال فترة الحمل.

كيفية التعامل مع نفسية الحامل وتقلبات فترة الحمل

قد تواجه النساء الحوامل ضغوطًا اجتماعية وداخلية قد لا يكونون يرغبون فيها أو يحتاجون إليها، حيث تتعرض الأمهات للعديد من المعلومات حول ما يجب أن يتناولوه، وكيفية التعامل مع الغثيان الصباحي، وأفضل طريقة للولادة، وما إلى ذلك، كما يمكن أن تتلقى النساء تعليقات غير مرغوبة أو مزعجة حول سلوكهن أو مظهرهن أثناء الحمل.

وفي الحقيقة فإن فهم أنواع الضغوط التي تواجه النساء الحوامل يمكن أن يساعد النساء، وأولئك الذين حولهم، في التنبه إلى هذه العوامل المؤثرة وتجنبها خلال فترة الحمل، ولا شك يمكن أن تنبع بعض هذه الضغوط جزئيًا من الداخل: فقد يثير الحمل رغبات جديدة للتصرف بطريقة معينة، أو البحث عن مظهر معين، أو التحضير للولادة بمعايير عالية جدًا.

يجب أيضًا على أولئك الذين يقفون بجوار النساء الحوامل أن يكونوا على علم بالتأثير السلبي المحتمل للضغوط التي يمكن أن يمارسوها على النساء بأنفسهن، بما في ذلك، على سبيل المثال، التعليقات حول حجم الحامل، حيث وجد الباحثون ارتباطات بين تجارب التمييز بسبب الوزن أثناء الحمل وتقارير التوتر والاكتئاب.

كيف تؤثر الرغبة في الكمال على النساء الحوامل؟

الرغبة في الكمال ومشاعر فترة الحمل قد يشكلا تركيبة خطيرة على نفسية الحامل، حيث أن الحمل مليء بعوامل تثير قلق محبات الكمال، التي قد تقلق بشأن مظهرها وعلاقتها وتجربتها العامة خلال الحمل مقارنة بالنساء الأخريات، كما تتلقى النساء الحوامل أيضًا نصائح ومحاضرات لا تنقطع حول ما يجب أن يفعلنه، مما يمكن أن يؤثر على صحتهن العقلية، والنساء محبات الكمال أكثر عرضة للقلق والاكتئاب أثناء الحمل، وهن في خطر أكبر لتطور اضطراب الاكتئاب ما بعد الولادة؛ ولهذا السبب من المهم جدًا بالنسبة للنساء الحوامل أن يكن لطيفات مع أنفسهن ويتقبلن الأحداث بمرونة.

وعلى سبيل المثال قد يحدث لبعض النساء الحوامل تغييرات في صورة أجسامهن تشعرهن بعدم الرضا عن أنفسهن، ولا نريد اغفال ثقافات كل مجتمع، فبعض البلاد يعتبرن النحافة معيارًا للجمال، مما يدفع البعض -وهذا مبرر غير مقبول- للتخلي عن هدفهن الصحي مثل توفير التغذية لجنين يتطور، والهوس في قياس أنفسهن بمعايير الجمال الغير قابلة للتحقيق، لكن يجب أن تتعلق النساء الحوامل بمشاعر إيجابية حول أجسامهن بناءً على ما يمكن أن تفعله أجسامهن (إنجاب حياة جديدة) بدلاً من مجرد المظهر.

كيف يغير الحمل دماغ المرأة

نعلم الكثير عن الروابط بين صحة الأم الحامل وسلوكها ومزاجها، وتأثير تلك العوامل على تطور الطفل من الناحية العقلية والنفسية بمجرد ولادته، ولكن كيف يؤثر الحمل على دماغ الأم؟!

حسنًا وفقًا لما يقوله العالمة النفسية "لورا إم. غلين" من جامعة تشابمان : "الحمل هو فترة حاسمة لتطوير الجهاز العصبي المركزي للأمهات، ومع ذلك نعرف عنها القليل "

والفكرة تكمن في أنه لا يوجد وقت آخر في حياة المرأة تخضع فيها لتقلبات هرمونية ضخمة مثلما يحدث خلال الحمل، وهنا تشير الأبحاث إلى أن الهرمونات قد تعد عقل المرأة لـ متطلبات الأمومة، مما يساعدها على أن تصبح أقل توترًا وأكثر حساسية لاحتياجات طفلها، وعلى الرغم من أن تلك الفرضية لم تتم اختبارها بعد، لكن تفترض "لورا إم. غلين" أن هذا قد يكون هو السبب في أن الأمهات يستيقظن عندما يتحرك الطفل في حين أن الآباء ينامون.

كما تؤكد دراسات أخرى صحة شكوى شائعة بين النساء الحوامل: "عقل الأم"، أو انخفاض الذاكرة قبل وبعد الولادة، "قد يكون هناك تكلفة لتلك التغيرات العقلية والعاطفية المتعلقة بالإنجاب، ولكن الفائدة هي أنها تجعل الأم أكثر حساسية وفعالية كأم".

ما هي المشاعر التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على نفسية الحامل ؟

تعتبر تقلبات المزاج أمرًا طبيعيًا أثناء الحمل، ومع ذلك قد تكون بعض الأعراض إشارة إلى وجود مشاكل في الصحة النفسية يجب التعامل معها إذا استمرت، أكثر هذه الأعراض شيوعًا تشمل النوم بكثرة أو نقص النوم، مشاكل التركيز، القلق، الحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق، ومشاعر الذنب والعار وعدم القيمة.. ودعينا نوضح تفصيليًا أكثر المشاعر المحتمل حدوثها لـ نفسية الحامل..

• الاكتئاب

​هو الشعور بالحزن أو الاكتئاب أو التهيج لمدة أسابيع أو أشهر متتالية، قد يكون لدى المرأة اكتئاب قبل الحمل، ولكن يمكنه أيضًا أن يبدأ خلال الحمل لأسباب عدة - على سبيل المثال، إذا لم تكن الأم سعيدة بالحمل أو تواجه الكثير من الضغوط في العمل أو في المنزل.

هل هناك علامات معينة للاكتئاب ؟!

تميل النساء عمومًا إلى منح اهتمامًا أكبر للأطفال خلال فترة الحمل، إلا أن النساء الحوامل اللواتي يعانين من الاكتئاب قد يظهرن في الواقع انخفاضًا في اهتمامهن بالأطفال، خصوصًا عندما يكن في حالة توتر، ولحسن الحظ يمكن أن يحسن علاج الاكتئاب انتباه النساء الحوامل وربما يعزز رابطتهن مع أطفالهن الخاصين.

• القلق

​هو الشعور بالقلق أو الخوف من الأمور التي قد تحدث، إذا كنتِ تعاني من القلق بشكل كبير، فيمكن أن يضيف الحمل أنواعًا جديدة من القلق إليكِ! حيث القلق من أنكِ لن تكوني أمًا جيدة أو من أنكِ لا تستطيعين تحمل تكاليف تربية طفل وغيرها.

• مشكلات صحية نفسية أخرى

تشمل

- اضطراب ثنائي القطب (فترات من الاكتئاب ذات الطاقة المنخفضة والهمجية ذات الطاقة العالية).
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- نوبات هلع (استجابات جسدية مفاجئة وشديدة مع شعور بالخوف الغامض والشلل).
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- اضطرابات الأكل (أو فقدان الشهية).

كيف يمكنني الحصول على المساعدة؟

إذا شعرتي بالقلق أو الاكتئاب، تحدثي مع طبيب أو مستشار أو معالِج، واحصلي على المساعدة فورًا، فكلما بدأ العلاج في وقتٍ مبكر، كلما ستشعري بتحسن أسرع.

كما يجب أن تتحدثي مع طبيبك عن صحتك العامة وعن أي مشكلات صحية نفسية قد واجهتيها في الماضي، فمن الأفضل أن يعرف طبيبك تاريخك الطبي الكامل، في حال حدث أي شيء خلال أو بعد الحمل.

كيف يمكن للنساء حماية صحتهن العقلية خلال فترة الحمل؟

من خلال الـ نصائح التالية :

1. البحث عن الدعم

لا تترددي في البحث عن الدعم الاجتماعي والعاطفي من الأصدقاء والعائلة، حيث قد تجدين الراحة والتثبيت عندما تشاركين تجاربك ومشاعرك مع أشخاص يهتمون بك.

2. التواصل مع الزوج

قد تتغير العلاقة مع الزوج خلال الحمل؛ لذا يجب على الزوجين البقاء متصلين ومنفتحين للحديث عن مشاعرهم وتجاربهم، وربما تخصيص وقت لمواعيد الزوجين يمكن أن يساعد في الحفاظ على القرب والتواصل.

3. التفكير الإيجابي

حاولي تغيير تفكيرك ليكون أكثر إيجابية، قد تظهر مشاعر القلق والشك أثناء الحمل، لكن حاولي التفكير في الأمور بمنظور مشرق وركزي على الجوانب الإيجابية.

4. العناية بالجسم

يشمل ذلك تناول وجبات صحية، وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة (بناء على توجيهات طبيبك)، والحصول على قسط كاف من النوم؛ فالرعاية الجيدة للجسم يمكن أن تساهم في تحسين الصحة العقلية.

5. الاسترخاء والتأمل

ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تهدئة العقل وتقليل مستويات التوتر.

6. طلب المساعدة المهنية

إذا كنتِ تعانين من مشاكل صحية نفسية خلال الحمل، فلا تترددي في طلب المساعدة من محترفي الصحة النفسية مثل الاخصائيين النفسيين أو المعالجين، حيث قد يكون لديهم الأدوات والمهارات لمساعدتك في التعامل مع التحديات.

7. الاهتمام بالاحتياجات الشخصية

لا تنسي أخذ وقت لنفسك، حتى وإن كانت لفترة قصيرة يوميًا، للاسترخاء والاستمتاع بأنشطتك المفضلة، بعد ذلك ستجد النساء أنهن أكثر قدرة على تحمل أعباء الحمل إذا كن قادرات ومستعدات لطلب ما يحتاجنه.

8. تعلمي المزيد

البحث والتعلم حول التغيرات الجسدية والنفسية أثناء الحمل يمكن أن يساعدك في تفهمها ومعالجتها بشكل أفضل.

وأخيرًا من الضروري أن تتذكري أنه من الطبيعي أن تواجهين تحديات نفسية أثناء الحمل، ولكن الاستجابة لهذه التحديات بطريقة صحية والبحث عن الدعم اللازم يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحتك العقلية خلال هذه الفترة المهمة.