الولادة صعبة، ومرهقة، وتتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، أليس كذلك ؟

كل الأوصاف السابقة مناسبة لوصف المخاض الذي ستواجهه الأم، لكن هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تجعل هذه العملية أكثر سلاسة وأقل إرهاقًا وقلقًا، يبدأ الأمر قبل وصولك إلى غرفة الولادة، من خلال التخطيط المسبق وإعداد عقلك وجسمك للرحلة الشاقة التي ستخوضينها أنتِ وطفلك لتلتقيا أخيرًا وجهًا لوجه.

نصائح للحامل في الشهر الثامن لتسهيل الولادة

هناك عديد من الأشياء التي يمكنكِ القيام بها الآن، وستؤتي ثمارها مستقبلًا بإذن الله في المخاض، سنقدم لكِ نصائح للحامل في الشهر الثامن لـ تسهيل الولادة بدءًا من التمارين الرياضية إلى التعلم عن الولادة، ولا شك أن الاختيارات التي تقومين بها الآن ستؤدي إلى تسهيل المخاض لاحقًا.

• التمرين

بالنسبة للعديد من النساء، قد يكون من المغري أن يقُلنٌ : "أنا اتناول الطعام لشخصين"، لكن الفكرة هنا تكمن في أن الحفاظ على وزن صحي ليس مهمًا فقط لصحتك ولصحة طفلك، بل إنه يجعل الولادة أقصر، كما أن الحفاظ على اللياقة البدنية يحسن القدرة على التحمل، مما يساعدكِ على تحمل المخاض بشكل أفضل.

• التعلم عن الولادة

في بعض الأحيان تكون معرفة ما يمكن توقعه هي نصف المعركة؛ لذا سيساعدكِ حضور دروس الولادة على فهم مراحل المخاض بشكل أفضل وما سيمر به جسمك.

• تمارين كيجل

ستستخدمين الكثير من العضلات أثناء المخاض لـ تحريض الولادة، لذا فأنتِ بحاجة لتقويتها مما قد يحدث فرقًا كبيرًا في المخاض وفي التعافي أيضًا؛ وهذا ما ستقدمه لكِ تمارين كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض، عليكِ أولاً أن تكتشفي مكان العضلة، اذهبي إلى الحمام وحاولي إيقاف تدفق البول، ولكن افعلي ذلك دون شد عضلات البطن أو المؤخرة أو الفخذين.

طرق تسهيل المخاض

• جربي أوضاعًا مختلفة

لا تخافي من التحرك، سيساعد الوقوف والحركة رأس الطفل على الضغط على عنق الرحم، مما يزيد من اتساعه، بالإضافة إلى ذلك فإن التحرك سواء كان الركوع أو القرفصاء أو الوقوف، يساعد على تحريض الولادة وتوسيع الحوض عندما يكون رأس الطفل جاهزًا للمرور.

• التدليك

اطلبي من زوجك أن يقوم ببعض التدليك أثناء المخاض، فتحفيز المنطقة التي تعاني من الألم يمكن أن يساعد في تخفيف رسائل الألم المرسلة إلى الدماغ، قومي بالتبديل بين تدليك الرأس في الساعات القليلة الأولى إلى أسفل الظهر عندما تشتد حدة الانقباضات لاحقًا.

• التخيل

مارسي هذا في وقت مبكر، تخيلي المخاض والولادة، تدربي على تصور المكان الذي تحبي أن تكوني فيه، مثل البحيرة مع الشمس الدافئة على وجهك والنسيم البارد، تصوري الرمال تحت أصابع قدميك، قد تتصور بعض النساء أن عنق الرحم ينفتح مثل زهرة متفتحة عندما تأتي الانقباضات، مما يمكن أن يساعد في الحفاظ على التركيز أثناء الانقباضات.

• التنفس

التنفس العميق والطويل يساعد على استرخاء الجسم بأكمله وبالتالي تقليل الانزعاج، وكلما كنتِ أكثر توتراً، كلما شعرتي بمزيد من الألم.

جدير بالذكر أنه يتم تشجيع النساء مؤخرًا على الاستفادة من أدوات مثل كرات الولادة أو أحواض المياه إذا كانت متوفرة في أجنحة الولادة، فهي عوامل تساهم بالتأكيد في خلق جو جيد لمساعدة النساء على الاسترخاء، كما أن اليقظة الذهنية وكيف يمكنكِ التحكم في مشاعرك أثناء المخاض أمر مهم للغاية !

وبينما تقتربي من هذه المهمة الضخمة المقبلة، فلن تكوني وحدك في اتخاذ القرارات، حيث سيكون لديكِ الدعم طوال العملية برمتها، وأثناء المخاض النشط، حيث ستكوني وجهًا لوجه مع الممرضة طوال الوقت.

• صرف انتباهك

في حالات الولادة لأول مرة، يستمر المخاض النشط في المتوسط من 12 إلى 14 ساعة؛ لذا عندما تبدأ الانقباضات - ستشعرين بها أولاً في أسفل ظهرك أو على شكل تقلصات في أسفل البطن - حاولي أن تظلي هادئة، فإذا بدأتي بالقلق منذ البداية، وحساب الانقباضات، والتنفس من خلال كل ألم، فسوف ترهقي نفسك؛ لذا بدلًا من ذلك انغمسي في أنشطة أخرى، مثل المشي أو الاستمتاع بالاستحمام أو خبز الكعك، أي شيء يريحكِ سيساعد في تسريع الأمور.

ماذا افعل إذا اقترب المخاض ؟

• تناولي وجبة خفيفة بعناية

إن تناول وجبة خفيفة في المراحل المبكرة من المخاض، بينما لا تزالين في المنزل سيساعد في الحفاظ على مستوى الطاقة لديكِ، لكن تجنبي الأطعمة الدهنية أو التي يصعب هضمها لأن المعدة الممتلئة للغاية قد تجعلكِ تشعرين بالغثيان وتتسبب في القيء خلال المراحل النشطة اللاحقة من المخاض، كما يمكن أن تؤدي تقلصات العضلات والتنفس السريع أثناء المخاض إلى فقدان السوائل بسرعة.

كما أنه من المهم شرب السوائل الصافية أثناء المخاض وإعطاء السوائل الوريدية حسب الحاجة، وفي كلتا الحالتين يعد البقاء رطبة أمرًا مهمًا للحفاظ على القدرة على التحمل أثناء المخاض.

• خذي حماما

يمكن للألم أن يسبب لكِ توترًا في العضلات في جميع أنحاء الجسم، مما يسبب المزيد من الانزعاج لذا فإن الاستحمام بالماء الدافئ يمكن أن يخفف من هذا التأثير، وجهي رأس الدش نحو جزء صغير من ظهرك أو في أي مكان تكون فيه الانقباضات شديدة، يعد الاستحمام أمرًا جيدًا في أي مرحلة من مراحل المخاض.

• ادخلي إلى الحوض

إن الغطس في حمام دافئ يمكن أن يعمل العجائب لزيادة الراحة أثناء المخاض، تجد بعض النساء أن انعدام الوزن الذي يعانون منه في الماء يمكن أن يوفر لهم الراحة ويسمح لهم بتغيير وضعيتهم بسهولة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعد توجيه نفاثات الجاكوزي الموجودة في الحوض نحو أسفل ظهرك على تخفيف الانقباضات الشديدة أثناء الولادة.

كما أن الغمر في الماء خلال المرحلة الأولى من المخاض قد يؤدي إلى تقصير فترة المخاض؛ لذلك حتى لو كنتِ لا تخططين للولادة في الماء، فإن استخدام حوض الاستحمام للاسترخاء في المراحل المبكرة من المخاض قد يكون هو الشيء الوحيد الذي يساعد على استمرار الأمور بلطف.

• حقنة الإيبيدورال

إذا كنتِ في مرحلة المخاض النشط واتسعت حجم فتحة عنق الرحم لأكثر من 3 سنتيمترات، فإن حقنة الإيبيدورال لن تطيل أمد الولادة بشكل كبير أو تزيد من فرص حدوث عملية قيصرية، لكن في الواقع إذا كنتِ متوترة فإن المخدر الذي يتم حقنه في المساحة الموجودة خارج الحبل الشوكي يمكن أن يسرع التمدد عن طريق إرخاء عضلاتك.

• الولادة في المنزل لأطول فترة ممكنة

في المنزل، سيكون لديكِ الحرية في التحرك في محيطك المريح وتناول الطعام والشراب، ما لم يكن من الضروري البقاء في المستشفى لأسباب طبية، فكري في البقاء في المنزل حتى تستمر انقباضاتك لمدة دقيقة واحدة ويفصل بينها ثلاث إلى خمس دقائق.

• فكري بإيجابية وحافظي على تركيزك

كلما زادت الرسائل الإيجابية التي تعطيها لنفسك بشأن أي مهمة، أصبح الأمر أسهل؛ لذا من المفيد أن تذكري نفسك بقوتك والسبب الرائع وراء المخاض، وهو طفلك! 

• تطبيق الحرارة والبرودة

قد تخفف زجاجة الماء الساخن أو وسادة التدفئة أو كيس يمكن وضعه في الميكروويف على أسفل بطنك أو ظهرك من بعض الانزعاج، كما أن الكمادات الباردة على ظهرك قد تخفف أيضًا من آلام الظهر.

• استمري في الحركة

يمكن أن تساعد الحركة على تحريض الولادة وتخفيف الانزعاج، أما إذا كانت حركتك مقيدة بإجراءات طبية، فحاولي التفاوض مع طبيبك، على سبيل المثال، تتطلب المراقبة الإلكترونية المستمرة للجنين لنبض قلب الطفل أحزمة حول بطن المرأة متصلة بآلة، مما يجعلها تجلس في السرير، اسألي عما إذا كانت هناك حاجة للمراقبة المستمرة لأسباب طبية، فإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن المراقبة المتقطعة ستمنحكِ حرية المشي أو الجلوس على كرة الولادة أو الاستحمام في حوض الاستحمام.

الولادة في الماء

هل من الآمن ولادة طفل في الحوض؟

الأبحاث تقول نعم.

لقد وجدت دراسات متعددة أن الولادة في الماء آمنة ومفيدة لبعض الأمهات والأطفال، حيث أن البقاء لفترة طويلة في الماء الدافئ مع غياب الجاذبية على عجان الأم يجعل الأنسجة أكثر مرونة، كما قد يكون لهذا تأثير في تقليل خطر تمزق قاع الحوض.

هل يمكن للطفل أن يغرق؟

الجواب هو لا.

من المهم ملاحظة أنه في الولادة المائية التي تتم بحضور ممرضات قابلات معتمدات، لا يتم إبقاء الرضع تحت الماء بعد الولادة، بل يتم إحضارهم ببطء إلى السطح بواسطة الأم أو القابلة، كما أن العديد من ردود الفعل الطبيعية تمنع الطفل من التنفس تحت الماء.

الأسباب الأربعة الرئيسية التي تجعل الأطفال حديثي الولادة لا يأخذون أنفاسهم الأولى تحت الماء هي:

• يؤدي النقص الخفيف في الأكسجين الذي يسمى نقص الأكسجة إلى تأخير التنفس.
• تمتلئ رئتا الجنين بالسوائل بالفعل.
• لدى الأطفال منعكس الغوص، حيث يحبسون أنفاسهم عند غمرهم في الماء.
• يحد هرمون البروستاجلاندين E2 من قدرة الطفل على التنفس بعد الولادة مباشرة.

أي الأمهات يمكنها الولادة في الماء؟

في حين أن الماء يمكن أن يكون مفيدًا لكل أم تقريبًا في المخاض، إلا أنه يمكن استبعاد بعض النساء من الولادة في الماء في ظل ظروف معينة.

فالولادة في الماء ليست آمنة للجميع، وهناك العديد من الأسباب التي قد تمنع المرأة من الولادة في الماء، لذا يجب عليها مناقشة هذا الخيار مع طبيبها إذا كانت مهتمة بذلك.

فيما يلي بعض المؤهلات التي يجب أن تتوفر في المرأة للولادة في الماء:

• الجنين وضعيته مقلوب الرأس.
• أن يكون عمر الحمل 37 أسبوعًا على الأقل.
• لا توجد مخاطر طبية، مثل النزيف المهبلي المفرط، أو الحمى، أو معدل ضربات قلب الجنين غير المطمئن، أو تسمم الحمل أو سائل العقي السميك (حركة الأمعاء الأولى للطفل).
• الأ يكون توأمًا.