لا شك أن الأشهر القليلة الأولى بعد ولادة الطفل تمثل تحديًا كبيرًا، فلا يقتصر الأمر على أنكِ مازلتِ تستقرين على روتين الرضاعة وتغيير الحفاضات والكثير من ليالي السهر الطويلة، بل إنكِ مازلتِ تتعافين أيضًا من الولادة نفسها؛ لذا ومع كل ما يحدث، ربما يكون الحديث عن العلاقة الحميمة هو آخر شيء يدور في ذهنك، ولكن يجب أن تنتبهي وتعرفي بعض المعلومات  التي يمكن أن تؤثر على حياتك وسلامتك بعد الولادة، فعلى سبيل المثال : متى تبدأ العلاقة الزوجية بعد تركيب اللولب، وإذا لم يكن اللولب مناسبًا فما الخيارات المتاحة ؟ وهل تعد الرضاعة الطبيعية مانعًا طبيعيًا لحدوث الحمل ؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في ثنايا هذا المقال الهام، فتابعي القراءة ..

كم من الوقت يجب الانتظار قبل ممارسة العلاقة الحميمة ؟!

يوصي معظم الأطباء بالانتظار ستة أسابيع بعد الولادة لممارسة الجنس مرة أخرى، مما يسمح لكِ بالشفاء العام ولجسمك بالتعافي من مشاكل محددة متعلقة بالولادة، مثل:

• تمزق المهبل أو بضع الفرج (شق يعمل على توسيع فتحة المهبل حتى يتمكن الطفل من المرور)
• شق القيصرية

ولا شك أن كل امرأن تُشفى بوتيرة مختلفة؛ لذا استمعي إلى جسدك، فإذا لم تكونين مستعدة لممارسة الجنس خلال ستة أسابيع – سواء جسديًا أو عاطفيًا – فكوني صبورة مع نفسك، وتحدثي مع زوجك عن مشاعرك وابحثي عن طرق أخرى للتواصل، فالتواصل الحميمي يشمل الاحتضان، والتدليك، والوقت الخاص مع بعضكما البعض كأن تذهبا في نزهة على الأقدام - أنتما الاثنان فقط - بينما يراقب شخص ما الطفل.

متى يمكن الحمل مرة أخرى ؟!

صدقي أو لا تصدقي، يمكنكِ الحمل مرة أخرى خلال شهر أو شهرين من الولادة، حتى قبل الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة ! لكن يوصي الأطباء بالانتظار لمدة ثمانية عشر شهرًا على الأقل قبل الحمل مرة أخرى، مما يمنح جسمك الوقت الكافي للاستعداد لحمل آخر، فالحمل بعد فترة وجيزة من الولادة يمكن أن يعرضك للكثير من المشكلات المتعلقة بالحمل، مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

وانتبهي ملكتي فقد وجدت إحدى الدراسات أن الإباضة الأولى للنساء اللاتي لم يرضعن هي حوالي ستة أسابيع، بعض النساء تم الإباضة حتى في وقت سابق.

لذا إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فإن الفوائد الهرمونية للرضاعة يمكن أن تكون بمثابة شكل "طبيعي" لتحديد النسل خلال الأشهر الأربعة إلى الستة الأولى بعد الولادة، حيث قد تكون الرضاعة الطبيعية فعالة بنسبة 98 بالمائة كشكل من أشكال تحديد النسل لدى النساء اللاتي:

• مازلن خلال أقل من ستة أشهر بعد الولادة
• مازلن يرضعن أطفالهم رضاعة طبيعية حصرية
• لم تبدأ الحيض بعد

ومع ذلك، فإن حوالي امرأة واحدة فقط من كل 4 نساء يستخدمن هذه الطريقة كوسيلة لتحديد النسل، ويفعلن ذلك بشكل صحيح، لكن لا شك أن هذا يزيد من خطر الحمل.

لذا ولمنع الحمل المبكر، من المهم استخدام وسيلة آمنة وموثوقة سواءًا كانت هذه الوسيلة لولبًا أم حبوبًا أو غيرهما، وهناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار وسائل منع الحمل، مثل نمط الحياة والتاريخ الطبي والخطط العائلية طويلة المدى والتأثير على الرضاعة الطبيعية.

اسألي نفسك هذه الأسئلة الثلاثة عند اختيار وسائل منع الحمل

1. ما الاجراءات التي سأحتاجها ؟

يتطلب كل شكل من أشكال تحديد النسل قدرًا مختلفًا من الجهد منك ليكون فعالاً، على سبيل المثال، لا تتطلب أجهزة اللولب والمزروعات سوى القليل من الصيانة لأنكِ لا تحتاجين إلى القيام بأي شيء بمجرد أن يقوم طبيبك بزرعها، بينما تتطلب الطرق الأخرى جهدًا واعيًا أكثر، مثل حبوب منع الحمل (التي يجب تناولها في نفس الوقت كل يوم)؛ لذا فتعلمي كيفية استخدام وسائل منع الحمل بشكل صحيح يمكن أن يستغرق وقتًا وممارسة؛ لأنه إذا استخدمتيها بشكل خاطئ، فقد لا تعمل ويمكن أن تصبحين حاملاً.

2. هل وسائل منع الحمل آمنة مع الرضاعة الطبيعية ؟

بعض أنواع خيارات تحديد النسل الهرمونية ليست آمنة للاستخدام عند الرضاعة الطبيعية، لذا من المهم مناقشتها مع طبيبك قبل استخدامها.

3. ما المدة المتوقعة للفصل بين الولادات؟

إذا كنتِ تخططين لإنجاب طفل آخر، ففكري في المدة التي تريدين الانتظار فيها قبل الحمل مرة أخرى، حيث تمنع بعض طرق تحديد النسل الحمل لفترات زمنية أطول من غيرها، على سبيل المثال يمكن أن تعمل اللوالب الرحمية والمزروعات لسنوات، في حين يمكن بدء وإيقاف الطرق العازلة بسهولة؛ لذا فإن التوقيت هو أمر يجب عليكِ مراعاته.

ما هي خيارات تنظيم النسل ؟!

لا يمكنكِ اتخاذ هذا القرار إلا بعد مناقشة العوامل المختلفة مع طبيبك، فهناك مجموعة متنوعة من الأساليب للاختيار من بينها، بما في ذلك:

• اللولب

يقوم طبيبك بوضع هذه الأجهزة البلاستيكية في جسمك لمنع الحمل لفترات طويلة من الزمن، ويمكنك الرضاعة الطبيعية أثناء استخدام اللولب أو الغرسة غير النحاسية، وعندما تكونين مستعدة للحمل مرة أخرى، يقوم طبيبك بإزالتها.

متى تبدأ العلاقة الزوجية بعد تركيب اللولب ؟!

عندما يتم تركيب اللولب، وتظل السيدة غير مطهرة من الحيض، فمن الأفضل بالتأكيد انتظار حدوث الطهر قبل ممارسة العلاقة الزوجية، وبمجرد أن تتم طهارتها من الحيض، يصبح الجماع ممكنًا دون الحاجة إلى انتظار إضافي، ومع ذلك إذا لاحظت السيدة نزول بعض الدم بعد التركيب، على الرغم من أنه ليس دم حيض، فمن الأفضل أيضًا أن تنتظر حتى يتوقف الدم تمامًا قبل ممارسة الجماع، وذلك للوقاية من حدوث الالتهابات وتكاثر البكتيريا.

• الطرق الهرمونية

تحتوي حبوب منع الحمل الشائعة واللصقة على هرمونات تمنعكِ من الإباضة والحمل، لكن إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فناقشي هذه الخيارات مع طبيبك للتأكد من أنها آمنة.

قد يؤثر هرمون الاستروجين الموجود في بعض وسائل منع الحمل على إمدادات الحليب لديك؛ على الرغم من أن بعض الدراسات تدعم هذا والبعض الآخر لا؛ لذا إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فمن المرجح أن يوصي طبيبك باستخدام خيارات منع الحمل التي لا تشمل هرمون الاستروجين، مثل حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون البروجسترون فقط (حبوب أحادية الهرمون مخصوص للرضاعة ).

• طرق الحاجز

الواقي الذكري والأغشية هي أمثلة على طرق الحاجز الشائعة، إنها تعمل عن طريق منع أو قتل الحيوانات المنوية لزوجك من الوصول إلى البويضة وتخصيبها.

• تنظيم الأسرة الطبيعي

باستخدام هذه الطريقة (وتسمى أيضًا طريقة الوعي بالخصوبة )، يمكنكِ تتبع الدورة الشهرية لمعرفة موعد التبويض لتجنب ممارسة الجنس دون وقاية.

نصائح لحياة جنسية صحية مع زوجك بعد الحمل

يمكنكِ التمتع بحياة جنسية صحية ومرضية بعد الحمل، وقد تساعدكِ هذه النصائح في تحقيق ذلك:

• تمهلي: في الأسابيع الأولى بعد السماح لكِ بممارسة الجنس، قد لا يكون جسمك مستعدًا للعودة إلى أنشطة ما قبل الحمل؛ لذا خذي الأمور يومًا بيوم، جربي الأنشطة الحميمة للإحماء لممارسة الجنس مرة أخرى، مثل التدليك.
• زيادة المداعبة: امنحي مهبلك وقتًا لإنتاج مادة التشحيم الطبيعية الخاصة به؛ لذا اجعلوا وقت المداعبة أطول.
• استخدمي مادة التشحيم: قد تحتاجين إلى القليل من المساعدة في عملية التزييت أثناء تعديل الهرمونات لديكِ؛ لذا ابحثي عن خيار يعتمد على الماء، يمكن أن تؤدي المزلقات ذات الأساس الزيتي إلى تهيج الأنسجة الحساسة.
• ممارسة تمارين كيجل: تساعد تمارين كيجل على إعادة بناء عضلات قاع الحوض، ويمكن أن يساعد ذلك في حل مشكلات ما بعد الولادة الشائعة، مثل سلس البول، كما يمكن أن يساعدك تمرين العضلات أيضًا على استعادة القوة والإحساس في المهبل، قومي ببناء قدرتك على التحمل من خلال القيام بحركات أطول.
• خصصي وقتًا لممارسة الجنس: مع وجود طفل جديد في المنزل، قد لا يكون لديكِ أنتِ وزوجك الكثير من الوقت للعفوية؛ لذا خصصي وقتًا لتكونوا معًا، وبهذه الطريقة، لن تتعجلي أو تشعري بالقلق.
• تحدثي مع زوجك: الجنس بعد الولادة مختلف، وليس سيئا، بل يمكن أن يكون الاختلاف أمرًا ممتعًا ومثيرًا، ولكن يجب أن تبقي الحوار مفتوحًا مع زوجك حول ما هو جيد وما هو ليس كذلك، سيساعدك هذا على الاستمتاع بالجنس مرة أخرى والتأكد من أنكِ لا تعانين من أي ألم غير ضروري.
• ضبط المزاج: افعلي كل ما يتطلبه الأمر لمساعدتك على الاسترخاء - الشموع، أو التدليك - افعلي ذلك!
• استثمري في وسائل المساعدة الجنسية بعد الولادة: مثل الوسادة الداعمة، والتي يمكن أن تخفف من نقاط الضغط وتساعدك على الشعور براحة أكبر في أوضاع معينة.
• اختاري الوضعية المناسبة: عند الحديث عن وضعيات العلاقة الحميمة، خذي وقتًا للعثور على الوضعيات التي تشعرك بالارتياح، قد تكون وضعية الوضع العلوي أو جنبًا إلى جنب أسهل في محاولاتك القليلة الأولى، حيث تضع هذه الأوضاع ضغطًا أقل على المناطق الحساسة وتمنحكِ التحكم في عمق الاختراق، وانطلقي بسرعة بطيئة ومريحة.
• قبل ممارسة الجنس: قومي بإفراغ المثانة، وإذا شعرتي بالحرقان بعد ذلك، ضعي ثلجًا ملفوفًا بمنشفة على المنطقة.

الأسئلة الشائعة

• هل النزيف أثناء ممارسة الجنس طبيعي بعد الولادة؟

في الأسابيع التي تلي الولادة مباشرة، من المحتمل أن تواجهين بعض النزيف المنتظم أثناء شفاء الرحم، وقد يسبب الجنس فقدان بعض الدم الإضافي، حيث قد يكون المهبل أكثر جفافًا وحساسية في الأسابيع الأولى بعد الولادة، مما يجعل العضلات أرق، مما قد يؤدي إلى تمزقها أو إصابتها، وقد يصبح المهبل ملتهبًا ومتورمًا، في هذه الحالات يعد النزيف أمرًا مألوفًا.

إذا لم يتوقف النزيف أثناء ممارسة الجنس خلال أربعة إلى ستة أسابيع أو تفاقم، راجعي طبيبك، حيث قد يكون لديكِ تمزق أو تهيج يحتاج إلى علاج قبل البدء في ممارسة الجماع مرة أخرى.

• هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟

إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية  حصرية - حوالي ثماني مرات في اليوم، ولا تطعمين الطفل أي تركيبة - فهذا يعد وسيلة جيدة لمنع الحمل لمدة شهرين تقريبًا، أو ثلاثة أشهر على الأكثر، وقد يستغرق الأمر وقتًا أطول للإباضة، يمكن للرضاعة الطبيعية أن تمنع الحمل في وقت مبكر، ولكن لا ينبغي الاعتماد عليها حصريًا كوسيلة لمنع الحمل.

• متى تبدأ العلاقة الزوجية بعد تركيب اللولب ؟

بعد تركيب اللولب، ينبغي تجنب الأمور التالية:

• إدخال أي شيء في المهبل لمدة 48-72 ساعة.
• استخدام السدادات القطنية والاستحمام أو السباحة في الماء الساخن وممارسة الجماع إلا بعد توقف الدم تمامًا.
• تناول كمية كبيرة من المسكنات مثل الباراسيتامول والأيبوبرفين والنابروكسين.
• ممارسة الرياضة الشاقة وتناول حبوب منع الحمل بدون استشارة طبية.

إذا أعجبكِ المقال ملكتي فلا تحرمينا مشاركتكِ لنا في التعليقات، وشاركي المقال أيضًا على وسائل التواصل الإجتماعي مع صديقاتكِ ليستفدن بإذن الله ..