هل فكرتي كيف يتنفس جنينكِ داخل الرحم ؟! في الحقيقة يحتاج الأجنة إلى الأكسجين مثلنا تمامًا، لكنهم لا يتنفسون مثلنا في الرحم، وإنما يزود الحبل السري جنينكِ بالأكسجين حتى أول نفس بعد الولادة.

كيف يتنفس الأطفال في الرحم؟

بعد 5-6 أسابيع من الحمل، يتطور الحبل السري لتوصيل الأكسجين مباشرة إلى جسم الجنين النامي، حيث يتصل الحبل السري بالمشيمة المتصلة بالرحم، ويحتوي كلا الهيكلين على العديد من الأوعية الدموية، ويستمران في النمو والتطور طوال فترة الحمل.

يقوم الحبل السري والمشيمة معًا بتوصيل العناصر الغذائية من الأم إلى الطفل، كما أنها تزود الطفل بالدم الغني بالأكسجين اللازم للنمو.

وهذا يعني أن الأم تتنفس من أجل طفلها، ثم ينتقل الأكسجين الموجود في دمها إلى دم الطفل، كما تقوم الأم أيضًا بالزفير من أجل طفلها، حيث يتم إخراج ثاني أكسيد الكربون من الطفل عبر المشيمة إلى دم الأم، ويتم إزالته مع الزفير.

جدير بالذكر أن المواد التي تدخل إلى الطفل النامي مثل الأكسجين، لا تتفاعل أبدًا مع المواد التي تخرج من الطفل، مثل الفضلات، بل تنتقل عبر الحبل السري عبر وعائين دمويين منفصلين.

تطور الرئة في الرحم

عادة ما يكتمل نمو الرئة بعد 35-36 أسبوعًا من الحمل، ومع ذلك يختلف التطور ومن الممكن أن نخطئ في تقدير موعد الحمل بالطفل، وهذا هو السبب في أن الأطفال الخدج المتأخرين غالباً ما يعانون من صعوبات في التنفس.

وهنا يأتي دور المنشطات التي تساعد في تسريع نمو رئتي الجنين، فعندما يتعين على المرأة أن تلد مبكرًا، أو عندما تكون معرضة لخطر الولادة المبكرة، قد يوصي الأطباء بإعطاء المنشطات للأم لتحسين فرص بقاء الطفل على قيد الحياة خارج الرحم.

وحتى عندما تكون رئتا الجنين مكتملة النمو، فمن المستحيل أن يتنفس الجنين إلا بعد الولادة، حيث يحيط بالأطفال في طور النمو السائل الأمنيوسي، وتمتلئ رئاتهم بهذا السائل.

متى تكتمل رئة الجنين ؟!

يبدأ نمو الرئة في وقت مبكر من الحمل، ولكنه لا يكتمل حتى الثلث الثالث من الحمل، بين الأسبوع 24 إلى 36 من الحمل، تبدأ الرئتان في تطوير الحويصلات الهوائية - وهي أكياس الرئة الصغيرة التي تمتلئ بالأكسجين، وإلى أن يتم تطوير هذه الأكياس بشكل كامل، قد يواجه الطفل صعوبة في التنفس خارج الرحم.

تقلق النساء عند الولادة أحيانًا بشأن كيفية تنفس أطفالهن، خاصة عندما ينتقل الطفل عبر الحدود الضيقة لقناة الولادة، لكن يستمر الحبل السري بتزويد الطفل بالأكسجين حتى بعد ولادته.

حقائق سريعة عن كيفية تنفس الأطفال في الرحم

في الأسابيع الأولى من الحمل، يبدو الطفل النامي وكأنه كرة من الخلايا أكثر من كونه إنسانًا، في هذه الأسابيع الأولى ليست هناك حاجة للتنفس، ويعد الحبل السري هو المصدر الرئيسي للأكسجين للجنين، وطالما ظل الحبل السري سليما، فلا ينبغي أن يكون هناك خطر الغرق داخل الرحم أو خارجه.

كيف يمكنني مساعدة رئتي طفلي على التطور أثناء الحمل؟

يوصى عادةً بالستيرويدات لنمو الرئة للنساء اللاتي تتراوح أعمار حملهن بين 23 أسبوعًا إلى 34 أسبوعًا والمعرضات لخطر الولادة المبكرة في غضون سبعة أيام؛ لذا قد يوصي الأطباء بالستيرويدات للنساء الحوامل في الفترة من 34 إلى 36 أسبوعًا.

حقنة الرئة

تعد حقنة الرئة واحدة من أهم العلاجات المتاحة لتحسين نمو الرئة للأطفال حديثي الولادة المعرضين لخطر الولادة المبكرة، حيث يمكن للستيرويدات المستخدمة بين الأسبوعين 23 و34 من الحمل أن تسرع نمو الرئة بشكل كبير، مما يمنح الطفل فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة ! 

عادةً ما يتم إعطاء العلاج بالستيرويد على شكل حقنتين في العضل، بفاصل 24 ساعة، وبالإضافة إلى المساعدة في نمو الرئة، تساعد الستيرويدات أيضًا على نمو الأعضاء الأخرى عند الأطفال المبتسرين، كما تشمل الفوائد الأخرى لاستخدام الستيرويد انخفاض خطر النزيف في الدماغ وانخفاض خطر الإصابة بحالة خطيرة في الأمعاء تسمى التهاب الأمعاء والقولون الناخر (NEC).

كيفية دعم رئتي طفلك النامية

إن تناول نظام غذائي متوازن وتناول فيتامينات ما قبل الولادة أثناء الحمل سيساعد على نمو رئتي طفلك بشكل طبيعي، حيث وجد الباحثون أن أهم العناصر الغذائية لنمو رئة الطفل قبل الولادة هي الفيتامينات A وD وE والسيلينيوم وحمض أوميغا 3 الدهني DHA.

• لحم البقر والبيض والأسماك والبطاطا الحلوة والجزر والسبانخ والمانجو كلها مصادر ممتازة لفيتامين أ.
• بالنسبة لفيتامين د، اختاري الحليب المدعم والحبوب والأسماك الدهنية مثل السلمون.
• تحتوي الخضروات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكسرات على الكثير من فيتامين E، في حين تعد المأكولات البحرية والجوز أيضًا مصادر جيدة للسيلينيوم.
• الأسماك هي أفضل مصدر لأحماض أوميجا 3 الدهنية أيضًا لكن تأكدي من تجنب الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق مثل سمك أبو سيف واتبعي الإرشادات الحالية للاستهلاك الآمن للأسماك أثناء الحمل.

متى تتصلين بالطبيب؟

تمثل الولادة المبكرة أكبر تهديد لنمو رئتي طفلك، لذا اتصلي بالطبيب على الفور إذا لاحظتي أيًا من علامات الولادة المبكرة:

• زيادة الإفرازات المهبلية عن المعتاد
• تغيير في نوع الإفرازات – مثل إذا كان هناك تسرب من السوائل المائية أو إذا أصبحت الإفرازات مائية أو مخاطية أو دموية (حتى لو كانت وردية اللون أو ملطخة بالدم)
• أي نزيف مهبلي أو بقع
• ألم في البطن يشبه تقلصات الدورة الشهرية، أو حدوث أكثر من أربع انقباضات في ساعة واحدة (حتى لو لم تكن مؤلمة)
• زيادة الضغط في منطقة الحوض (الشعور بأن طفلك يدفع للأسفل)
• ألم أسفل الظهر، خاصة إذا كان خفيفًا أو منتظمًا، أو لم تكونين تعانين من آلام الظهر من قبل

يمكن أن تكون هذه الأعراض مربكة لأن بعضها (مثل ضغط الحوض أو آلام أسفل الظهر) شائع أثناء الحمل، وقد تكون الانقباضات المبكرة المتفرقة هي انقباضات براكستون هيكس.

ولكن من الأفضل دائمًا توخي الحذر، لذا اتصلي بالطبيب على الفور إذا كان لديكِ أي أعراض غير عادية في أي وقت أثناء الحمل.