هل هناك كتالوجًا أو وصفة مجربة للتعامل مع الحياة ؟! قبل أن تهزمنا الأحداث وتباغتنا الأيام بما لا نتوقعه ؟

في الحقيقة هناك الكثير من دروس الحياة التي يمكننا تعلمها ممن سبقونا، وأن نأخذ منها الحكمة والعبرة حتى لا تلقننا الحياة دروسًا قاسية، في هذا المقال سنتحدث عن 10 من دروس الحياة مهمة غالبًا ما يدركها الناس بعد فوات الأوان، في حين أن تعلم هذه الدروس مبكرًا يمكن أن يساعدنا على عيش حياة أكثر سعادة وذات معنى أكبر، وسواءًا كنتِ حديثة السن أو كبيرة في السن، لم يفت الأوان أبدًا للتعلم وإجراء التغيير.

دروس الحياة التي يمكن أن تحدث فارقًا

1. الصحة هي الثروة

إذا كان هناك شيئًا واحدًا سمعناه جميعًا مليون مرة لكننا ربما لا نقدره جيدًا، فهو أن "الصحة هي الثروة" فعندما نكون صغارًا، نشعر بأننا لا نقهر، نتمرن في صالة الألعاب الرياضية، نتناول الوجبات الغير صحية.. يبدو الأمر مألوفًا، أليس كذلك؟

نحن نعتبر صحتنا أمرًا مفروغًا منه حتى نواجه مشكلة ما أو نصل إلى عمر معين وندرك أن أجسادنا ليست منيعة كما كنا نعتقد.

نصيحة اليوم: الحفاظ على صحة جيدة لا يقتصر فقط على المظهر الجيد أو قدرتك على ارتداء الجينز المفضل لديك، بل يتعلق بالعناية بجسمك حتى يتمكن من الاعتناء بكِ.

تناولي الأطعمة المغذية، ومارسي الرياضة بانتظام، ولا تنسي الفحوصات السنوية.

تذكري أن جسمك مثل السيارة، إذا لم تحافظي عليها جيدًا، فلن تعمل لفترة طويلة.

تذكري

في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : «نعمتان مَغْبُونٌ فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ» (رواه البخاري) وفي الحديث الآخر «اغتنم خمسًا قبل خمس» وذكر منها «صحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك» .

فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يراه إلا المرضى الذين ينامون على الأسرة البيضاء يتألمون، ولو سألت أحدهم بكم تشتري الصحة، لقال بكل ما أملك، ولكن الصحة لا تشترى، بل هي نعمة من الله يُهديها لمن يشاء، ويبتلي بها من يشاء حين غيابها قليلًا أو فقدها.

نصيحة عملية: حددي موعدًا لتخطيط الوجبات وإعدادها أسبوعيًا للتأكد من حصولك على الأطعمة المغذية المتوفرة بسهولة، مما يقلل من إغراء الاختيارات غير الصحية.

2. تعلمي قول : لا

يكبر معظمنا وهو يريد إرضاء كل من حوله، نحن نقول نعم للعمل الإضافي، نعم لمساعدة صديق حتى عندما نكون مرهقين، نعم لكل دعوة إلى حفلة، لكن في بعض الأحيان، قول نعم للآخرين يعني قول لا لأنفسنا !

إليكِ درسًا غالبًا ما يتعلمه الناس بعد فوات الأوان: من المقبول تمامًا أن تقولي لا، لن ينتهي العالم إذا قمتي بذلك.

نصيحة اليوم : يجب إعطاء الأولوية لصحتك العقلية والعاطفية، إذا كنتِ تشعري بالإرهاق، فلا بأس في رفض هذا المشروع الإضافي في العمل أو تخطي الحدث الاجتماعي إذا لم تكوني مستعدة لذلك.

قول لا، لا يجعلكِ أنانية أو وقحة، إنه يظهر فقط أنكِ تحترمي وقتك وتقدري طاقتك؛ لذا امنحي نفسك الإذن بقول لا عندما تحتاجي إلى ذلك، صدقيني سيحدث ذلك فرقاً كبيراً في حياتك!

نصيحة عملية: تدربي على قول "لا" في المواقف الأقل أهمية لـ بناء ثقتك بنفسك، مما يجعل من السهل التراجع عند حدوث أشياء أكبر.

3. المال لا يشتري السعادة

قد يبدو هذا مبتذلاً، لكني أتذكر عندما حصلت على أول وظيفة ذات أجر كبير، لقد كنت في غاية السعادة - ملابس فاخرة، ووجبات عشاء باهظة الثمن، وأحدث الأدوات، لقد حصلت على كل شئ ولكن بعد أن تلاشت الإثارة الأولية، أدركت أنني لم أصبح أكثر سعادة، في الواقع شعرت بمزيد من التوتر أثناء محاولتي مواكبة نمط الحياة الجديد، وهنا أدركت أن المال لا يمكنه شراء السعادة حقًا، من المؤكد أنه يمكن أن يشتري الراحة ولكن ليس الفرح أو السلام الداخلي.

نصيحة اليوم : في كثير من الأحيان نطارد المال معتقدين أنه سيجعلنا سعداء، لكننا نتعلم من دروس الحياة أن السعادة الحقيقية تأتي من أشياء لا يمكن شراؤها بالمال مثل العلاقات ذات المعنى والعواطف.

لا تفهموني خطأ !

من المهم أن تكسبوا أموالًا بشكل جيد وتؤمني مستقبلك لكن تذكري أن الحياة هي أكثر من مجرد تجميع للثروة!

نصيحة عملية: خصصي وقتًا كل أسبوع لممارسة الهوايات أو الأنشطة التي تجلب لكِ السعادة، بغض النظر عن المكاسب المالية.

4. الفشل هو نقطة انطلاق للنجاح

معظمنا يخشى كلمة "الفشل" حيث نربطها بالهزيمة وخيبة الأمل، لكن هل تعلمي أن الشخصيات الناجحة ينظرون إلى الفشل على أنه فرصة للتعلم والنمو؟

على سبيل المثال : توماس إديسون -مخترع المصباح الكهربائي- فشل 1000 مرة قبل أن ينجح، وعندما سئل عن ذلك، قال ببساطة: "لم أفشل 1000 مرة، لكن المصباح الكهربائي كان اختراعًا بألف خطوة"

نصيحة اليوم : هذا التحول في المنظور يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا،فبدلًا من الخوف من الفشل، اعتبريه نقطة انطلاق نحو النجاح، في كل مرة تفشلي فيها، تتعلمي شيئًا جديدًا يقربك خطوة واحدة من هدفك.

لا تيأسي من الفشل واستمري، فقد يكون النجاح قاب قوسين أو أدنى.

نصيحة عملية: خذي وقتًا للتفكير في ما تعلمتيه بعد الفشل، وتعلمي وكيف يمكنك تطبيق هذه الدروس للمضي قدمًا.

5. اعتزي بأحبائك

يمكن أن تصبح الحياة محمومة، ووسط كل هذا الصخب والضجيج، غالبًا ما نأخذ أحبائنا كأمر مسلم به، نحن نفترض أنهم سيكونون موجودين دائمًا، ونترك الفرص للتعبير عن حبنا وامتناننا تفلت من أيدينا.

نصيحة اليوم : الحقيقة هي أنه لا يوجد شيء دائم، الحياة لا يمكن التنبؤ بها، ولا نعرف أبدًا ما يخبئه المستقبل، والدرس الذي يتعلمه الكثير من الناس بعد فوات الأوان هو أهمية الاعتزاز بأحبائنا بينما لا يزال بإمكاننا ذلك.

اجعليها نقطة انطلاق لتخبري عائلتك وأصدقائك عن مدى أهميتهم بالنسبة لكِ، اقضي وقتًا ممتعًا معهم، واصنعي ذكريات جميلة، ولا تفوتي أبدًا أي فرصة لإظهار حبك، ففي نهاية المطاف، هذه العلاقات واللحظات المشتركة هي التي تثري حياتنا حقًا.

تذكري

أنَّ رَجُلًا قال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا في اللهِ، قال: فأخبَرْتَه؟ قال: لا، قال: فأخْبِرْه. فقال: تَعلَمُ أنِّي أُحِبُّكَ في اللهِ، قال: فقال له: فأحَبَّكَ الذي أحبَبْتَني له. وقال خَلَفٌ في حَديثِه: فلَقِيَه.

نصيحة عملية: خصصي وقتًا محددًا كل أسبوع لتقضيه مع أحبائك، سواء كان ذلك لتناول وجبة معًا أو مكالمة هاتفية للتواصل.

6. لم يفت الأوان بعد لتعلم شيء جديد

عندما كنت في منتصف الثلاثينيات من عمري، اعتقدت أنني أكبر من أن أتعلم كيفية الطهي، لقد كنت دائمًا فظيعة في المطبخ، وافترضت أن السفينة قد أبحرت ولم يعد بإمكاني اللحاق بها ! ولكن عندما قامت صديقة لي بمساعدتي على تعلم الطبخ تغير كل شيء ! وعلى الرغم من ترددي الأولي، إلا أنني وجدت شغفًا جديدًا.

نصيحة اليوم : من دروس الحياة أنه لم يفت الأوان بعد لـ تعلم شيء جديد، غالبًا ما نعتقد بأننا تقدمنا في السن أو فات الأوان لبدء شيء جديد ولكن الحقيقة هي أن التعلم ليس له حدود عمرية، سواء كان الأمر يتعلق بتعلم لغة جديدة، أو حتى بدء مهنة جديدة - إذا كان لديك الاهتمام والتصميم، فافعلي ذلك، ربما تكتشفي موهبة أو شغفًا مخفيًا لم تكوني تعلمي بوجوده من قبل.

نصيحة عملية: قومي بالتسجيل في فصل دراسي أو ورشة عمل للمبتدئين لتعلم مهارة كنتِ ترغبي دائمًا في تعلمها، والتزمي بالحضور بانتظام.

7. الكمال غير واقعي

تلك الحياة المثالية التي تشاهديها على وسائل التواصل الاجتماعي.. ذلك الشخص الذي لديه صور سيلفي لا تشوبها شائبة، وديكور منزلي أنيق، ووجبات طعام مثالية؟ إنها غير موجودة، كل هذا وهم منسق بعناية !

الحقيقة هي أنه لا أحد يمتلك حياة كاملة مثالية، لدينا جميعًا صراعاتنا وتحدياتنا، بغض النظر عن مدى روعة الصورة التي تبدو على السطح، والسعي وراء وهم الكمال هذا يمكن أن يجعلنا نشعر باستمرار بعدم الكفاية وعدم الرضا.

نصيحة اليوم : إن الكمال أمر مبالغ فيه ! فالحياة فوضوية ولا يمكن التنبؤ بها، وهذا ما يجعلها جميلة، وبدلاً من السعي لتحقيق هدف مثالي بعيد المنال، احتضني رحلتك الفريدة بكل صعودها وهبوطها، فعيوبنا وصراعاتنا هي التي تجعلنا بشرًا ويمكن التواصل معنا.

نصيحة عملية: تدربي على اليقظة الذهنية أو تدوين النعم لتحويل تركيزك من الكمال إلى تقدير ما لديكِ ومن أنتِ.

8. أهمية حب الذات

حب الذات، مصطلح نسمعه كثيرًا هذه الأيام ولكن كم منا يفهم ذلك ويمارسه حقًا؟

حب الذات لا يعني أن تكوني نرجسيًة أو منغمسة في نفسك، يتعلق الأمر بالاعتراف بقيمتك والاهتمام باحتياجاتك الخاصة، يتعلق الأمر بوضع الحدود وعدم القبول بأقل مما تستحقي.

نصيحة اليوم : عاملي نفسك باللطف والرحمة، احتفلي بإنجازاتك، وتعلمي من أخطائك، وقبل كل شيء، أحبي نفسك دون قيد أو شرط.

نصيحة عملية: قومي بإنشاء روتين يومي للرعاية الذاتية، سواء كان ذلك بالقراءة أو التأمل أو المشي في الطبيعة، لتعزيز صحتك.

9. الحياة ليست سباقا

عندما كبرت، كنت دائمًا في عجلة من أمري، كنت أرغب في التخرج مبكرًا، والحصول على وظيفة جيدة، والزواج من فتى أحلامي – كل ذلك قبل أن تفعله صديقاتي، شعرت وكأن الحياة عبارة عن سباق وكنت أتنافس مع الجميع، لكن مع مرور الوقت، أدركت أن اندفاعي المستمر للمضي قدمًا كان يتركني متوترة.

نصيحة اليوم : الحياة ليست سباقًا، فكل شخص لديه وتيرته الخاصة ورحلته الفريدة، لا يوجد جدول زمني محدد من المفترض أن نتبعه، والحياة لا تتعلق بمن يصل إلى خط النهاية أولاً، بل تتعلق بـ الاستمتاع برحلة الحياة وتحقيق أقصى استفادة من كل لحظة.

لا تتعجلي في الحياة محاولة مواكبة الآخرين، لكن ركزي على طريقك الخاص، وأهدافك الخاصة لأنه في المخطط الكبير للأشياء، لا يتعلق الأمر بمن سينتهي أولاً، بل يتعلق بمن استمتع بالرحلة.

نصيحة عملية: قومي بالتوقف عن المقارنات عن طريق الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو إلغاء متابعة الحسابات التي تثير مشاعر عدم الكفاءة أو المنافسة.

10. لا بأس ألا يكون لديك كل الإجابات

غالبًا ما نشعر أنه من المفترض أن نفهم كل شيء ونشدد على اتخاذ القرارات الصحيحة واختيار الطريق الصحيح والتخطيط لمستقبلنا بشكل مثالي.

ولكن الحقيقة : أنه لا بأس ألا يكون لديكِ كل الإجابات، فالحياة لا يمكن التنبؤ بها ومليئة بالمفاجآت، وبغض النظر عن مدى تخطيطنا أو استعدادنا، ستكون هناك دائمًا تقلبات ومنعطفات تخرجنا عن المسار، والحقيقة هي أنه لا أحد اكتشف كل شيء، ولا بأس بذلك.

نصيحة اليوم : امنحي نفسك الإذن بأن تكوني غير متأكدة، لا بأس في عدم معرفة ما سيأتي بعد ذلك، لا بأس في الاستكشاف وارتكاب الأخطاء وتغيير رأيك، في الواقع من خلال هذه التجارب نتعلم وننمو.

نصيحة عملية: تبني عقلية النمو من خلال النظر إلى الشكوك والتحديات كفرص للتطوير الشخصي والمهني.