افرازات الحمل اللزجة هي إفرازات مهبلية تبدو وكأنها مخاط، على الرغم من أنها تعتبر أمرًا طبيعيًا لدى النساء الحوامل، إلا أنها قد تصبح مقلقة إذا صاحبتها رائحة كريهة أو تغير في القوام واللون، بالإضافة إلى ذلك إذا كانت الإفرازات مصحوبة بحكة أو دم في منطقة المهبل، فقد يكون تدخل الطبيب ضروريًا.

هل من الطبيعي وجود إفرازات تشبه الهلام أثناء الحمل؟

غالبًا ما تكون الإفرازات اللزجة أثناء الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية، ولكن من المهم الانتباه إلى اللون والقوام لاكتشاف ما إذا كانت تشير إلى مشكلة أكثر خطورة، ففي بعض الحالات، قد تكون الإفرازات اللزجة علامة على حدوث مضاعفات الحمل مثل الإجهاض، أو الحمل خارج الرحم، أو تشوهات الجنين؛ لذلك من المهم الإبلاغ عن أي أعراض غير عادية إلى طبيبك.

متى يمكن أن تشتبهي في وجود مشكلة طبية؟

• تورم وألم في منطقة المهبل
• الحكة والحرقان أثناء التبول
• الحكة مع إفرازات تشبه الهلام
• إفرازات سميكة تشبه الحليب الرائب أو الجبن بدلاً من أن تكون متدفقة.
• الإفرازات ذات رائحة كريهة وتعطي رائحة قوية
• تغير في اللون أو القوام، مع وجود دم

ما الذي يسبب افرازات الحمل اللزجة؟

مع تقدم الحمل، ينتج جسمك المزيد من هرمون الاستروجين وكذلك الدم الزائد الذي يتدفق إلى الرحم ومنطقة المهبل؛ لذلك تكون الغدد المخاطية في عنق الرحم أكثر نشاطًا من المعتاد وتفرز مخاطًا زائدًا، ويكتسب الإفراز المخاطي الزائد قوامًا يشبه الهلام لأنه يمتزج مع خلايا المهبل وعنق الرحم الميتة والبكتيريا الطبيعية التي تعيش في المهبل.

تساعد الإفرازات المهبلية المتزايدة أثناء الحمل على منع انتقال العدوى من المهبل إلى الرحم، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، إذا كانت الإفرازات المهبلية الشبيهة بالهلام واضحة أو بيضاء، فمن المحتمل أن تكون طبيعية، أما إذا تغير لونها أو كانت لها رائحة كريهة، فقد يكون ذلك علامة على الإصابة بالعدوى المهبلية، ومن الضروري استشارة طبيبك إذا كانت لديكِ أي مخاوف.

ومع اقتراب موعد ولادتك، قد تكون الإفرازات المهبلية مختلفة عن الإفرازات التي كانت لديكِ قبل ذلك، يحدث هذا بسبب وجود سدادة مخاطية من المهبل، وهي عبارة عن كتلة من مخاط عنق الرحم تسد عنق الرحم أثناء الحمل؛ لتحمي الطفل من الالتهابات والجراثيم الأخرى، وعندما يستعد جسمك للمخاض، تنحل السدادة المخاطية وتمر عبر المهبل، قد تخرج عندما تصلين إلى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل افرازات مثل الهلام أو الخيوط ويمكن أن تخرج مرة واحدة أو بكميات صغيرة ملطخة بالدم .

متى تكون الإفرازات المهبلية علامة تحذيرية للعدوى؟

يمكن أن تكون الإفرازات المهبلية أيضًا علامة على وجود عدوى أخرى، مثل:

• عدوى الخميرة: قد تعانين من التهاب الفرج والمهبل، تشمل الأعراض الأخرى الإفرازات المهبلية مع الحكة، وتهيج منطقة المهبل، ورائحة المهبل الكريهة، والإحساس بالحرقان أثناء التبول، كما يمكن أن يسبب الألم أثناء الجماع، كل هذه الأعراض قد تشير إلى إصابتك بعدوى الخميرة التي عادة ما تسببها الفطريات (المبيضات البيضاء). 
• التهاب المهبل البكتيري: من المحتمل أن يكون لديكِ إفرازات رمادية أو بيضاء ذات رائحة مريبة مع أعراض أخرى، مثل التهيج والحكة والإحساس بالحرقان في المهبل، قد يكون ذلك بسبب التهاب المهبل الجرثومي الناجم عن فرط نمو البكتيريا.

فإذا وجدتي أن الإفرازات اللزجة ناتجة عن عدوى، فلا تحاولي العلاج الذاتي لكن راجعي طبيبك للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين، لأن عدوى الأم غير المعالجة يمكن أن تؤثر سلبًا على الطفل. 

كيف يتم علاج الإفرازات الهلامية الناتجة عن العدوى المهبلية؟

يعتمد علاج الالتهابات المهبلية والإفرازات على سبب العدوى..

• بالنسبة لعدوى الخميرة، يمكن وصف الأقراص المضادة للفطريات والمراهم والكريمات والتحاميل.
• بالنسبة للعدوى البكتيرية، يمكن وصف أقراص أو كريم، أو جل.

سيقترح طبيبك الجرعات وفقًا لشدة العدوى. 

كيفية التعامل مع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل؟

يمكنكِ اتخاذ بعض التدابير لـ الحفاظ على صحة المهبل ومنع المزيد من الالتهابات والمضاعفات..

• ارتدي بطانات اللباس الداخلي لامتصاص الإفرازات، فقط إذا كانت أكثر من اللازم، وتأكدي من تغييرها بشكل متكرر لأن الاستخدام لفترة طويلة قد يؤدي أيضًا إلى زيادة العدوى البكتيرية.
• ارتدي ملابس داخلية مصنوعة من القطن والنسيج القابل للتنفس.
• تجفيف الأعضاء التناسلية بعد التبول أو البراز، وكذلك بعد الاستحمام.
•  قومي دائمًا بمسح المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف أثناء التنظيف.
• اختاري منتجات النظافة النسائية غير المعطرة، بما في ذلك الفوط اليومية والصابون وورق التواليت.
• تجنبي السراويل الضيقة والجوارب الطويلة لأنها قد تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى.
• تجنبي الغسل والسدادات القطنية وحمامات الفقاعات ومواد المرحاض المعطرة.
• قومي بتضمين نظام غذائي صحي ولا تتناولي السكريات الزائدة لأنها قد تعزز عدوى الخميرة.
• حاولي تضمين الأطعمة والمكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك والتي قد تساعد في منع الاختلالات البكتيرية في المهبل.

جمهور الملكة يسأل

1. كيف تبدو الإفرازات في بداية الحمل؟

عادةً ما تكون الإفرازات المهبلية شفافة، أو بيضاء حليبية، أو رقيقة، أو عديمة الرائحة، أو ذات رائحة خفيفة، ثم تبدأ التغييرات بالحدوث في وقت مبكر من أسبوع إلى أسبوعين من الحمل، وتصبح بارزة مع تقدم الحمل.

2. هل الإفرازات الشفافة التي تشبه الهلام علامة على الحمل؟

إنها ليست بالضرورة من علامات الحمل لأن الإفرازات الهلامية يمكن أن تحدث أيضًا في حالة الالتهابات المهبلية التي قد تتطور من الخميرة والبكتيريا.

3. هل إفرازات الحمل المبكر قابلة للتمدد؟

عادةً ما يكون سائل عنق الرحم زلقًا ومطاطًا خلال فترة الخصوبة، إنه وقت الإباضة عندما تتمكن الحيوانات المنوية من تخصيب البويضة، وبالتالي قد تلاحظين أن إفرازاتك واضحة وسميكة ومطاطة .

4. لماذا ألاحظ إفرازات تشبه الهلام بعد ممارسة الجنس؟

الإفرازات الهلامية بعد ممارسة الجنس هي مجرد نتيجة للجفاف المفرط في المهبل وليست مشكلة خطيرة، قد تواجهين أيضًا حكة وحرقان في المهبل مع الإفرازات؛ لذا خذي حمامًا دافئًا أو دوشًا قبل ممارسة الجنس، واستخدمي مزلقًا، وأضيفي الرطوبة إلى روتينك اليومي باستخدام مرطب إضافي، وتجنبي استخدام الصابون الذي يجفف في المناطق الخاصة.

5. لماذا تظهر لدي إفرازات مهبلية كل يوم؟

من الطبيعي ظهور كمية من الإفرازات المهبلية يوميًا، حيث تتكون الإفرازات المهبلية بشكل أساسي من الخلايا والبكتيريا وتساعد في الحفاظ على المهبل نظيفًا وصحيًا.

6. هل يمكن أن يسبب التوتر الزائد إفرازات مهبلية؟

يمكن أن يسبب التوتر زيادة في مستويات الهرمونات، مثل الكورتيزول، مما قد يعطل توازن هرمون الاستروجين والبروجستيرون في الجسم، هذا الخلل في مستويات الهرمون يمكن أن يزيد أو يقلل من كمية أو تماسك الإفرازات المهبلية.

الخاتمة

يمكن أن تكون الإفرازات الهلامية أثناء الحمل طبيعية إذا لم تكن مصحوبة بعلامات وأعراض مثيرة للقلق، فقد تكون الإفرازات المخاطية الزائدة بسبب زيادة تدفق الدم ومستويات هرمون الاستروجين هي السبب وراء الإفرازات الطبيعية.

لكن قد تتطلب الإفرازات ذات الرائحة الكريهة، التي يصاحبها الإحساس بالحرقان أو الحكة في المهبل، وتغيرات اللون مثل وجود دم في الإفرازات، اهتمام الأطباء، ومن الأفضل علاجها قبل الولادة لتجنب المضاعفات.