ربما يكون أول تساؤل يخطر ببال أي أم جديدة هو أين يعيش الجنين، وهل هو محمي ؟ وماذا عن تقلصات الرحم التي تؤلمني ؟

حسنًا ملكتي دعينا نوقف حالة الذعر ونبعد القلق عن خاطرك بأن تعرفي أن الله -سبحانه وتعالى- قد خلقنا واعتنى بكل لحظة منذ بداية خلقنا بشكل فائق الدقة والرحمة ! فقد جعل خالقنا الرحم وهو ذلك العضو المجوف ليحمي ويوفر الدعم الغذائي لبويضتك، منذ لحظة إخصابها حتى تتطور إلى جنين سليم معافى بإذن الله جاهز للولادة، وهذا بداية ليطمئن قلبك .. ودعينا نستكمل بقية الإجابات بشكل علمي مفصل !

ما هي تقلصات الرحم؟

تحدث تقلصات الرحم - انقباضات الرحم- عندما تتمدد أربطة الرحم مما يؤدي إلى تقلص الرحم، وتعد تقلصات الرحم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أمرًا شائعًا ولكنها لا تدوم طويلاً ولا تكون مؤلمة للأمهات.

وبشكل عام فإن تقلصات الرحم هي انقباضات عضلية تحدث في الرحم للمساعدة في حدوث الولادة حيث يتقلص الرحم المحيط بالطفل، وتعمل هذه الانقباضات على دفع الجنين، كما تعمل على تمدد عنق الرحم ليحدث التوسيع عند فتحة عنق الرحم، فعندما ينزل رأس الطفل إلى الحوض، يندفع باتجاه عنق الرحم الذي يُفتح لتتم ولادة الطفل من خلاله.

متى تحدث انقباضات الرحم خلال الحمل ؟

تحدث انقباضات الرحم خلال الأشهر الثلاثة الأولى والأخيرة من الحمل، حيث قد تعانين من تقلصات وتنقبض بطنك وتصبح صلبة عند اللمس، ثم تسترخي، فهذه انقباضات (تقلصات) لعضلات الرحم تعرف باسم تقلصات براكستون هيكس.

يمكن أن تكون هذه الانقباضات الطبيعية خفيفة، أو يمكن أن تكون قوية بما يكفي لإيقافك عما تفعلينه، كما يمكن أن تبدأ انقباضات براكستون هيكس في وقت مبكر من الأسبوع العشرين من الحمل، ولكنها تبدأ عادةً بين الأسبوعين الثامن والعشرين والثلاثين.

هل تقلصات الرحم  تضر بالجنين في الثلث الأول من الحمل ؟

تكون الانقباضات التي تحدث عادة في الأشهر الثلاثة الأولى طبيعية تمامًا وغير مقلقة على الأم أو الجنين، فهي غير مؤلمة وطويلة الأمد، يمكن أن تشعري بانقباض الرحم وكأنه ملتف وتتقلص عضلات البطن لبضع ثوان ثم تعود إلى وضعها الطبيعي، تطول مدة كل انقباض للرحم من 10 ثوانٍ إلى 20 ثانية أو لدقيقة واحدة إذا كانت أطول، لكن احذري فإن تقلصات الرحم في الأشهر الثلاثة الأولى، المصحوبة بنزيف وألم في البطن تمثل علامات خطيرة على الأمهات الحوامل لذا يجب مراجعة الطبيب للفحص والمشورة.

هل تقلصات الانغراس من علامات الحمل المبكرة ؟

تحدث تقلصات انغراس البويضة في الأسبوع الرابع من الحمل تقريبًا، فخلال هذه الأسابيع المبكرة لا يزال طفلك الصغير يُعرف باسم الكيسة الأريمية - وهي كرة من الخلايا سريعة الانقسام -هذه الكرة بحجم حبة الخشخاش- وقد أكملت الرحلة من قناتي فالوب إلى منزلها الجديد، لتتصل بالرحم ويتم زراعتها فيه.

في هذا الوقت يزداد سمك رحمك استعدادًا لتغذية طفلك الذي ينمو، ثم تحدث تقلصات الانغراس، عندما تحفر الكيسة الأريمية المتنامية في بطانة الرحم.

كيف تشعري بتقلصات الانغراس ؟

إن تقلصات الانغراس لا تشبه تقلصات الدورة الشهرية، وليس من المحتمل أن تخلطي بين الاثنين حيث وصفت النساء اللواتي يعانين من تقلصات الانغراس أنها شعور بالوخز أو الشد، يمكنكِ أيضًا التفريق بين الاثنين بناءً على التوقيت.

متى يحدث الانغراس (وأي تقلصات مرتبطة به) ؟

من ستة إلى 12 يومًا بعد الإباضة
ثمانية إلى تسعة أيام بعد الإخصاب

لكن لن يحدث التقلص في نفس الجدول الزمني لتقلصات الدورة الشهرية، كما يمكنكِ أيضًا الشعور بالراحة بسهولة لأن تقلصات الانغراس يجب ألا تكون مؤلمة ولكن إذا كنتِ تعانين من تقلصات الرحم المؤلمة بين الدورات الشهرية - بغض النظر عما إذا كنتِ تحاولي الحمل أم لا - يجب عليكِ الاتصال بطبيبك.

هل ألم بداية الحمل مثل ألم الدورة ؟

يمكن للمرأة أن تعاني من الانقباضات والآلام بطرق مختلفة، فقد تشعرين بتقلصات في أسفل معدتك ويمكن أن تبدأي بالشعور بألم الدورة الشهرية، كما قد يكون لديكِ ألم خفيف في أسفل الظهر أو ألم في الفخذ الداخلي تشعري به أسفل ساقيك.

هل يتغير مكان عنق الرحم ؟

في بداية الحمل سيصبح عنق رحمك لينًا وعاليًا في المهبل، وهذا من أول الأشياء التي تحدث بعد الإخصاب ثم سيتصلب عنق الرحم بعد ذلك ولكنه يظل مرتفعًا.

مع تقدم الحمل سيصبح عنق الرحم أكثر ليونة مرة أخرى، مما يساعد على السماح بالولادة، وعندما يلين عنق الرحم فإنه يُفتح ويتوسع.

تقلصات الجنس

إذا كان حملك طبيعيًا وغير معقد، فإن الشعور بـ النشوة في العلاقة الحميمة - مع أو بدون إيلاج - لا تزيد من خطر الولادة المبكرة، وبالمثل من غير المحتمل أن يؤدي الجنس أثناء الحمل إلى تحفيز المخاض حتى مع اقتراب موعد ولادتك، ولكن قد تعانين من انقباضات براكستون هيكس أو حتى اكتشاف بقع خفيفة بعد ذلك.

وإذا كانت الأمور بخير يجب أن تهدأ هذه التقلصات في غضون ساعتين، أما إذا كانت مصحوبة بأي أعراض مزعجة (مثل النزيف، أو الألم، أو الإفرازات المهبلية، أو انخفاض في حركات الجنين) فاتصلي بطبيبك.

ما هي أسباب تقلصات الرحم في بداية الحمل ؟

1. تمدد الرحم

خلال الأسابيع الأولى من الحمل، من المحتمل ألا تلاحظي أن الرحم ينمو أو يتوسع، ولكن بحلول الأسبوع الثاني عشر يتمدد الرحم وينمو إلى حجم حبة الجريب فروت، أما إذا كنتِ حاملاً بتوأم أو أكثر فقد تشعرين أن رحمك يتمدد بشكل أسرع.

قد تشمل أعراض تمدد الرحم وخزًا أو آلامًا أو انزعاجًا خفيفًا في الرحم أو منطقة أسفل البطن، وهذا جزء طبيعي من الحمل وأقوى علامة على الحمل وعلى أن كل شيء يسير بشكل طبيعي، لكن احترسي من وجود بقع دم أو تقلصات مؤلمة، وأبلغي طبيبك بهذه الأعراض.

2. الغازات أو الإمساك

يعد الإمساك والغازات أمرًا شائعًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل حيث تزداد مستويات الهرمونات في الجسم أثناء الحمل، مما قد يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم وإرخاء عضلات الأمعاء لذا قد تشعري بضغط إضافي في الرحم نتيجة لذلك.

تشمل الأعراض أيضًا برازًا صلبًا وجافًا أو حركات أمعاء أقل من المعتاد، كما تعاني بعض النساء أيضًا من الانتفاخ أو الغازات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وكل هذا يعتبر جزءًا طبيعيًا من الحمل.

نصيحة اشربي ما لا يقل عن 10 أكواب من الماء يوميًا للمساعدة في تخفيف آلام الغازات والانتفاخ، وللإمساك تناولي الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف، كما يمكنكِ أيضًا التحدث مع طبيبك حول تناول ملين البراز الآمن للحمل.

3. الإجهاض

الإجهاض هو ما يعني فقدان الحمل قبل 20 أسبوعًا، تشمل الأعراض المحتملة ما يلي:

1. نزيف مهبلي 
2. آلام الرحم أو الحوض
3. ألم أسفل الظهر
4. وجع بطن
5. تمرير الأنسجة أو الإفرازات عبر المهبل

أخبري طبيبك إذا كنتِ تعانين من أعراض الإجهاض، فبمجرد أن يبدأ الإجهاض لا يوجد علاج لإنقاذ الحمل، ولكن في بعض الحالات تكون هناك حاجة إلى الأدوية أو الجراحة.

4. الحمل خارج الرحم

يحدث الحمل خارج الرحم عندما تلتصق البويضة المخصبة في مكان آخر غير داخل الرحم وعادة ما يكون ذلك في قناتي فالوب، قد تشعري بألم حاد أو طعن مزمن في أحد جانبي الرحم أو البطن أو كليهما.

تشمل الأعراض الأخرى:

• نزيف مهبلي أثقل أو أخف من دورتك الشهرية العادية
• ضعف أو دوار أو إغماء
• عدم الراحة في الجهاز الهضمي أو المعدة

ملكتي اعلمي أن الحمل خارج الرحم يمثل حالة طبية طارئة؛ لذا اطلبي المساعدة الطبية فورًا إذا كنتِ تعتقدين أنكِ تعانين من حمل خارج الرحم.

كيفية إدارة آلام الرحم في بداية الحمل

يعتمد علاج آلام الرحم على أعراضك، من غير المحتمل أن يكون ألم الرحم الخفيف الذي يختفي بعد بضع دقائق أو ساعات أمرًا يدعو للقلق ورغم ذلك يمكنكِ علاج انزعاج الرحم الخفيف في المنزل عن طريق الاستحمام بماء دافئ (وليس ساخنًا) والراحة وشرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى، وأخبري طبيبك عن الأعراض التي تعانين منها حيث قد يوصي بنوع آخر من العلاج يكون آمنًا لحملك.

وبالطبع  يتطلب الألم الحاد أو الشعور بالطعن المزمن المصحوب بأعراض مثل النزيف أو ضيق التنفس أو الحمى أو القشعريرة رعاية طبية طارئة؛ لذا أخبري الطاقم الطبي أنكِ حامل وأبلغي عن أي أعراض مثل الدوخة أو الغثيان أو الإغماء على الفور، سيقوم الطاقم الطبي بتقييم الأعراض الخاصة بكِ وقد يقوم بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية.

متى تطلبي المساعدة

اطلبي المساعدة إذا كنتِ تعانين من ألم حاد أو مزمن في الرحم إلى جانب أعراض أخرى مثل:

• نزيف مهبلي
• دوخة
• ارتفاع درجة الحرارة
• قشعريرة

إذا اختفى الألم من تلقاء نفسه، فمن المحتمل ألا يكون سببًا للقلق ولكن لا يزال يتعين عليكِ إخبار طبيبك.

كلمة الملكة

لا يعني ألم الرحم الخفيف أثناء الحمل المبكر دائمًا أن هناك خطأ ما في الحمل، ومع ذلك يجب إبلاغ طبيبك بأي ألم مصحوب بظهور بقع أو نزيف، فقد تكون هذه علامات على بدء الإجهاض، ويمكن لطبيبك تقييم أعراضك في أي وقت خلال فترة الحمل لتحديد ما إذا كنتِ بحاجة إلى رعاية طبية.