الحمل رحلة جميلة وملية بالمشاعر الطيبة، لكن رغم ذلك يتخلل هذه الأوقات الجميلة بعض أعراض الحمل الغير مريحة للأم، ولكن دعيني انقل لكِ من تجربتي مع الحمل: لقد كانت الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل مربكة ومخيفة ومليئة بغثيان الصباح، ثم جاء الثلث الثاني من الحمل حيث شعرت فيه بالراحة، أما بحلول الثلث الثالث من الحمل فقد أصبح الأمر مرهقًا.

ورغم أن الحمل -كما قلت- تجربة مقلقة؛ لشعورك بمسؤوليتك تجاه جنينك، إلا أنها جميلة أيضًا، ويقولون مع الجمال تأتي التضحية.. لذا إليكِ بعض التضحيات التي يتعين عليكِ القيام بها خلال الثلث الثالث من الحمل، لكنكِ لن تندمي عليها - لأنه في النهاية، طفلك الجميل يستحق العناء.

تضحيات حاسمة في الثلث الثالث من الحمل

1. السفر

لا ينصح بالسفر خارج البلاد خلال هذه الفترة، حيث يشير الإجهاد الجسدي الناجم عن السفر إلى ارتفاع احتمالية الإجهاض أو الولادة المبكرة، ولكن يمكنكِ قضاء هذا الوقت في التخطيط للسفر المحلي إذا لزم الأمر، ومع ذلك كوني مستعدة لاستراحات الحمام وحالات الطوارئ الطبية في جميع الأوقات.

2. الترفيه

في هذا الوقت قد تنتابك الغفوة أكثر مما تتخيلين، لا تقلقي، فالنوم ضروري بالنسبة لكِ في هذه المرحلة، حيث أن الجسم الذي يتمتع براحة جيدة يخلق بيئة صحية للجنين !

 كل ما تحتاجينه هو الاسترخاء في هذه المرحلة؛ لذا لا تفكري كثيرًا إذا فاتتك وجبة عشاء أو مشاهدة برنامج تلفزيوني، فيمكنكِ تعويض ذلك لاحقًا.

3. لا وقت للرفاهية

سوف تقضين معظم الثلث الثالث من الحمل في زيارة الأطباء، وفي حين قد يسبب لكِ ذلك الانزعاج في تلك المرحلة، الإ أنه في الحقيقة سيساعدك على أن تكوني أكثر استعدادًا أثناء الولادة، حيث تتضمن هذه الزيارات الطبية المنتظمة تصوير الموجات فوق الصوتية ونصائح التغذية، كما أنها بمثابة طريقة رائعة للحفاظ على صحتك وصحة طفلك.

4. اجازة من العمل

ربما تتعطلين قليلًا عن مسيرتك المهنية، لكن أخذ اجازة من العمل سيتيح لكِ الراحة في المنزل، وخلال هذا الوقت، يمكنكِ النوم أو ممارسة الرياضة أو وضع خطط للأشهر القليلة المقبلة، قومي بإعداد قائمة أمنيات الولادة - مما يجعلكِ مستعدة للمخاض، ستساعدكِ هذه الإجازة على أن تكونين أكثر هدوءًا أثناء المخاض لأنكِ أكثر استعدادًا.

5. تحفيز المخاض

يدعي الكثير من الناس أن تحفيز المخاض سيكون له آثار ضارة على الطفل، ومع ذلك، إذا نصحك طبيبك بذلك، فثقي به، لكن لا تفعلي ذلك إلا بتوصية الطبيب.

6. لا للوجبات السريعة

نحن نعلم كيف تتغلب عليكِ الرغبة الشديدة في تناول الطعام أثناء الحمل، وقد يبدو عدم السماح لكِ بتناول الوجبات السريعة أمرًا محزنًا، ولكن عندما ستشهدين تلك الطفلة الجميلة بين ذراعيك، سيبدو الأمر يستحق التضحية تمامًا؛ لذا قومي باستبدال حلوى السكر بسلطة الفواكه !

7. النوم بشكل مريح

الثلث الثالث من الحمل هو الوقت المناسب لتوقع زيادة الأرق والاستيقاظ ليلاً، كما أنه من الشائع أن تستيقظي عدة مرات في الليل، عادةً بسبب بعض المضايقات مثل آلام الظهر، والحاجة إلى التبول، وتشنجات الساق، وحرقة المعدة، وحركة الجنين، كما أن الأحلام الغريبة شائعة أيضًا في الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل.

فقط تذكري أن أفضل ما يمكنكِ فعله خلال هذا الوقت هو الراحة، اسندي قدميك على عدد قليل من الوسائد واستمتعي بفيلم أو عرض جيد، سوف يشكركِ جسدك بعد الولادة.

نصائح للفصل الثالث من الحمل من أم لثلاثة أطفال

1. احصلي على باديكير وقصة شعر

إذا كان هذا هو طفلك الأول، فقد لا تكونين مستعدة لما بعد ولادة طفل؛ لذا وقبل أسبوعين من موعد ولادتي، أحصل على جلسة باديكير لتدليل قدمي المتورمة (من منا لا يحب التدليك الجيد للقدم؟).

أقوم أيضًا بقص شعري لأنني أعلم أن ذلك لن يحدث بمجرد وصول حبيبتي الصغيرة، وكأم للمرة الأولى، كنت مرعوبة من الأبخرة والمواد الكيميائية التي يحتمل أن تكون في الهواء في الصالونات، ولكن مع طفلي الثالث، لم أكن متوترة بنفس القدر، لكن على الرغم من عدم وجود دليل على أن التعرض القصير للأبخرة في الصالونات يضر بطفلك، إلا أن الروائح قد تسبب لك الغثيان؛ لذا ابحثي عن صالون يتبع أفضل ممارسات النظافة ويكون جيد التهوية، ولا تحصلي على أي خدمة تشعرك بالانزعاج، وإذا كنتِ قلقة بشأن الأبخرة أو المواد الكيميائية المحتمل استتخدامها في الخدمات، فتحدثي مع طبيبك.

2. احصلي على تدليك ما قبل الولادة

لم يسبق لي أن حصلت على تدليك ما قبل الولادة، ولكن إذا حملت مرة أخرى، فسأستثمر بالتأكيد في تدليك واحد على الأقل، بسبب التغيرات الهيكلية والعضلية التي تحدث في جسم المرأة أثناء الحمل، قد تعاني من آلام في العضلات، أو ليالي بلا نوم، أو آلام في الظهر.

وهنا يمكن أن يساعد التدليك قبل الولادة في تخفيف الضغط وتقليل القلق والاكتئاب والتورم؛ لذا تحدثي أيضًا مع طبيبك حول ما إذا كان التدليك مناسبًا لكِ أو إذا كان لديكِ أي موانع، وربما سيفيدكِ أن يمنحكِ زوجك بعض التدليك حيث سيفيد ذلك في تقليل اكتئاب ما قبل الولادة ويحسن علاقتكما، وكم سيكون لطيفًا الاستلقاء على الأريكة مع زوجك والتحدث عن اليوم بينما يقوم بتدليك قدمك وساقيك بخفة، ولا تنسي أن الزيت الجيد سيساعد يدي شريكك على الانزلاق والحفاظ على رطوبة البشرة.

3. ابحثي عن استشارية رضاعة

إذا كنتِ ترغبين في الرضاعة الطبيعية، فإنني أوصي بشدة بالبحث عن استشارية رضاعة معتمدة، حيث ستقوم مستشارة الرضاعة بتشجيعك وتمكينك في كل خطوة من رحلة الرضاعة الطبيعية.

تحدثي إليها عن أي أدوية تتناولينها، وتاريخ جراحات الثدي، ومشاكل العقم، وتجارب الرضاعة الطبيعية السابقة، سيساعدك هذا أنتِ واستشارية الرضاعة على العمل معًا لوضع أهداف واقعية والاستعداد لأي عقبات محتملة في الطريق.

4. خذي حمام دافئ

الحمام المسائي الدافئ يكون دائمًا على قائمة مهامي، أحب إضافة ملح إبسوم (يجب أن تحتوي العبوة على نسب مناسبة) لتخفيف الألم وملعقة من زيت جوز الهند للمساعدة في الحفاظ على بشرتي ناعمة.

تحدثي إلى طبيبك بشأن درجة حرارة الماء، وإذا كان الجو حارًا في الخارج، فبدلاً من الاستحمام بالكامل، أقوم بإذابة بعض ملح إبسوم في القليل من الماء الساخن، وتحويل الماء إلى بارد، ونقع قدمي للاسترخاء وتقليل التورم، وتبريد نفسي قليلاً.

5. قراءة كتب الولادة والرضاعة

إذا لم تحضري دروسًا حول الولادة أو الرضاعة الطبيعية، فإنني أوصي بشدة بقراءة بعض الكتب التحضيرية، وحتى لو تمكنتِ من حضور فصل دراسي، يمكن للكتب أن توفر معلومات إضافية أو تكرر ما تعلمته بالفعل، مما يساعدك على الشعور بثقة أكبر.

6. اذهبي في مواعيد مع زوجك

قد يصبح قضاء وقت ممتع مع زوجك دون انقطاع شيئًا من الماضي قريبًا، لذا تأكدوا من قضاء بعض الوقت الإضافي معًا قبل وصول طفلك الصغير.

لا تفهميني خطأ: لا يزال بإمكانك الذهاب في مواعيد خاصة مع زوجك بعد ولادة طفلك، ولكن ديناميكية عائلتك ستتغير بالتأكيد، لقد كان هذا تحولًا صعبًا بالنسبة لي لأنني شخص يحب قضاء الوقت مع زوجي، وأحب قضاء الوقت وجهًا لوجه مع أصدقائي.

فبعد أن يذهب الأطفال إلى السرير، غالبًا ما نلعب أنا وزوجي لعبة ما، أو نشاهد عرضًا، أو نستمع إلى كتاب صوتي، أو ندردش فقط.

وإذا كان لديكِ أطفال آخرون، فخططي لقضاء وقت إضافي مع العائلة أيضًا، فعندما كنت حاملاً بطفلي الثالث، أخذت كلا من أطفالي الأكبر سناً في "مواعيد" معي فقط، لقد قمنا بأي نشاط أرادوا القيام به، لقد كانت طريقة رائعة لتعزيز علاقتي بهم قبل وصول الطفل الجديد.

7. تنظيم أغراض طفلك

إن تنظيم مستلزمات طفلك الأساسية وغرفته (أو منطقته في غرفتك) سيساعد في تخفيف رغبة التعشيش التي قد تزداد بشدة في الوقت الحالي.

لدي هذه العربة لتنظيم الحفاضات والمناديل المبللة وغيرها من مستلزمات التغيير، وأحتفظ بملابس النوم، والملابس الداخلية، والحفاضات، وغيرها من الملابس منفصلة بشكل أنيق في أدراج خزانة ملابسي.

8. خططي لرعاية أطفالك

عندما يكون لديكِ أطفال أكبر سنًا، ستحتاجين إلى تحديد من سيعتني بهم أثناء المخاض أو في المستشفى، تحدثي إلى الأصدقاء وأفراد العائلة والجيران، وقومي بإعداد خطة وخطتين احتياطيتين فقط في حالة فشل الخطة الأولى.

9. قومي بتخزين أساسيات ما بعد الولادة

عندما عدت إلى المنزل من المستشفى، كنت ممتنة جدًا لأنني قمت بالفعل بتخزين مستلزمات ما بعد الولادة لذلك لم أضطر إلى مغادرة المنزل بعد أيام قليلة فقط من الولادة للحصول على أي شيء!

بعض الأشياء التي كانت في متناول يدي كانت سراويل ما بعد الولادة، ورذاذ العجان، وأكياس الثلج، والبيجامات المريحة، وحمالات الصدر المخصصة للرضاعة، والملابس الداخلية التي تستخدم لمرة واحدة، وبطانات اللباس الداخلي، والفوط.

مع كل حمل، اكتسبت المزيد من المعرفة حول كيفية الاستعداد لقدوم طفلي وما الذي يمكن أن يساعدني على الشعور بأفضل ما لدي، أعلم مدى صعوبة الأسابيع 28 إلى 40 من الحمل - ومدى بطء الشعور بها - لكن آمل أن تساعد بعض هذه النصائح في منحك التفاؤل خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل.

والآن أخبرينا ملكتي .. هل لديكِ نصائح خاصة بكِ لمشاركتها معنا؟