لا شك أننا لن نجد أصدق ولا أكثر بلاغة من آيات الله - عز وجل- التي وصفت الحمل واعراض الحمل المرهقة في ايجاز "حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ"

رغم هذا الوهن، فهناك الكثير من الامتيازات لإنجاب الأطفال، إلى جانب الامتيازات الأكثر وضوحًا (أنكِ أصبحتي أمًا وهؤلاء أبنائك وأحبابك الأعزاء)، لكن هل تعلمين أن بعض التغييرات التي تأتي مع الولادة مفيدة لجسمك وعقلك وحتى حياتك الجنسية !

واحدة من أكبر الامتيازات: أن الحمل فرصة للتركيز حقًا على صحتك، فبمجرد حدوث الحمل يهتم الجميع بكِ وبصحتك ! تبدأ الفحوصات ومراقبة جسدك عن كثب للتأكد من أن صحتك جيدة قدر الإمكان، كما أن فحوصات ما بعد الولادة وقتًا رائعًا للتركيز على صحتك في المستقبل، تابعي القراءة لمعرفة المزيد !

1. دورات شهرية أقل ألمًا

أخبار جيدة للنساء اللاتي يعانين من تقلصات الدورة الشهرية المؤلمة: قد يجلب لكِ إنجاب الأطفال بعض الراحة على المدى الطويل، حيث تجد العديد من النساء أن تقلصات الدورة الشهرية أقل إيلامًا - أو حتى غير موجودة - بعد ولادة طفلهن الأول.

وفي الحقيقة الأطباء ليسوا متأكدين من السبب، لكن النساء اللاتي مررن بـ ولادة مهبلية يشعرن براحة أكبر من أولئك اللاتي مررن بـ ولادة قيصرية، وهو عامل يشير إلى أن تمدد الرحم أثناء الولادة يمكن أن يكون ميزة محتملة للحمل، أما إذا كانت التقلصات لا تزال شديدة ولم تتحسن بعد ولادة طفلك (أو إذا كنتِ قلقة بشأن أي تغيير في الدورة الشهرية)، فتحدثي إلى طبيبك، الذي قد يرغب في إجراء اختبار لكِ بحثًا عن مشكلة كامنة مثل مرض التهاب الحوض أو بطانة الرحم.

2. انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي

تمتد الفوائد الصحية للحمل إلى الرضاعة الطبيعية أيضًا، حيث تشير الدراسات إلى أن كليهما يمكن أن يقلل من خطر إصابة المرأة بـ سرطان الثدي، وهناك سببان لذلك:

أولاً: المزيد من حالات الحمل تعني دورات أقل، وهذا بدوره يحد من تعرضك لهرمون الاستروجين والبروجستيرون حيث تعمل هذه الهرمونات -التي ينتجها المبيضان- على تحفيز نمو الخلايا ويمكن أن تزيد من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي.

ثانياً: التغيرات التي تتعرض لها خلايا الثدي أثناء الحمل والرضاعة قد تجعلها أكثر مقاومة للتحول إلى خلايا سرطانية، لكن تتضاءل فائدة الحمل الوقائية عندما تصلين إلى سن الثلاثين، ولهذا السبب يتم حث الأمهات الأكبر سناً على الرضاعة الطبيعية لأطول فترة ممكنة حتى يتمكنٌ من الاستفادة من الحماية التي توفرها الرضاعة الطبيعية ضد سرطان الثدي.

3. انخفاض خطر الإصابة بسرطانات أخرى

إن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي ليس هو الفائدة الوحيدة في الوقاية من السرطان من خلال إنجاب الأطفال، فالتحولات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية تحمي أيضًا من سرطان المبيض وبطانة الرحم، وكلما زاد عدد مرات الحمل الكاملة، زادت الفائدة ! 

لكن لا تشعري أنكِ بحاجة إلى إنجاب الكثير من الأطفال لتحقيق أقصى قدر من الفوائد الصحية ! حيث تظل أفضل الطرق لـ تقليل خطر الإصابة بالسرطان كما هي:

• عدم التدخين وتجنب التدخين السلبي.
• ممارسة الرياضة بانتظام.
• تناول نظام غذائي صحي (بما في ذلك تناول الكثير من الخضار).

4. علاقة حميمة أفضل

هرمونات الحمل مسؤولة عن بعض اعراض الحمل المزعجة، بما في ذلك الانتفاخ وحرقة المعدة والكلف وشعر الوجه الزائد، ولكن هناك عرض واحد يجب أن يجعلكِ تبتسمي: هرمون التستوستيرون والإستروجين، والهرمونات الجنسية التي ينتجها طفلك، والبروجستيرون، الذي يفرزه جسمك أثناء الحمل، كل هذا قد يعزز الدافع الجنسي لديكِ.

وخلال الثلث الأول من الحمل وكذلك الثاني، يضخ كل تدفق الدم الزائد إلى منطقة الحوض، مما يجعلها أكثر حساسية - مما قد يسهل عليكِ الوصول إلى النشوة الجنسية.

على الرغم من أن متعة ممارسة الجنس يمكن أن تتلاشى في الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة (عندما تؤثر هرمونات الرضاعة الطبيعية وقلة النوم وواجبات رعاية الطفل على الرغبة الجنسية لديك)، إلا أن تمارين كيجل يمكن أن تساعد في الحفاظ على تدفق الدم إلى هناك، افعليها في كل مكان، ليلاً ونهارًا.

5. انخفاض خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد

قد يكون مرض التصلب المتعدد -الذي يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي- في ارتفاع ويرجع ذلك جزئيًا،كما يعتقد الخبراء إلى أن العديد من النساء لديهن عدد أقل من الأطفال ! لكن إنجاب طفل يقلل من خطر الإصابة بـ اضطراب المناعة الذاتية هذا إلى النصف، وفقًا لدراسة أسترالية صغيرة، وكل حمل يوفر المزيد من الحماية، حيث تقلل الأمهات اللاتي لديهن أربعة أطفال أو أكثر من مخاطر تعرضهن لهذا المرض بنسبة مذهلة تبلغ 95 بالمائة.

خلال فترة الحمل، يتكيف الجهاز المناعي للمرأة لتجنب مهاجمة الطفل، ويعتقد الخبراء أن انخفاض النشاط المناعي قد يقلل من الالتهاب الذي يسبب تلف الأعصاب، وبعد الولادة تظل بعض خلايا طفلك في جسمك وقد تقلل من نشاط الجهاز المناعي — وخطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد.

وعلى الرغم من أن الأطباء كانوا ينصحون النساء المصابات بمرض التصلب العصبي المتعدد بعدم إنجاب الأطفال، إلا أنهم يعتقدون الآن أن الحمل يقلل بالفعل من خطر الانتكاس.

6. انخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

السكتة الدماغية هي السبب الرئيسي للوفاة بين النساء في عديد من البلاد، ولكن وجدت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية -بعد انقطاع الطمث -كن أقل عرضة للإصابة بسكتة دماغية من أولئك اللاتي لم يرضعن أبدًا !

في الواقع إن الرضاعة الطبيعية لطفل واحد فقط لمدة ستة أشهر على الأقل يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وكذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

وما السبب ؟! تقول إحدى النظريات: قد يكون للأوكسيتوسين الذي يتم إطلاقه أثناء الرضاعة خصائص صحية للقلب تمنع الإصابة بالسكتة الدماغية.

7. تعزيز المزاج

قد يكون الحمل عبارة عن رحلة متقلبة من العواطف متأثرة بالهرمونات، ولكن بمجرد أن تصبحي أمًا، تميل هذه الحالة المزاجية إلى الاستقرار - على الأقل بعد الأسابيع القليلة الأولى (وإذا لم يحدث ذلك، فراجعي الطبيب، الذي قد يقوم بفحصك) للتأكد من عدم إصابتك بـ اكتئاب ما بعد الولادة.

ومن المحتمل أيضًا أن تشعري بموجات من الحب والمشاعر الطيبة الأخرى عندما تحملين طفلك الصغير أو ترضعينه، وذلك بفضل هرمون الأوكسيتوسين، الذي يلعب دورًا كبيرًا أثناء الرضاعة.

8. تحسين صحة القلب

اختاري أن ترضعي طفلك طبيعياً، وستحصلين أيضاً على الحماية من أمراض القلب ! تشير الدراسات إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة بنسبة 10٪ تقريبًا إذا كان لديكِ تاريخ من الرضاعة الطبيعية، وذلك لأن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تساعدكِ على فقدان الوزن الزائد أثناء الحمل، وتحفز إطلاق هرمون يسمى الأوكسيتوسين، والذي له تأثير في تقليل التوتر الذي له دور كبير بالتأكيد في التأثير على صحة القلب.

9. تطوير مهارات تعدد المهام في ذهنك

الحمل يغير دماغك ! على الرغم من أنه قد يبدو أنكِ أصبحتِ أكثر نسيانًا على المدى القصير، إلا أنه على المدى الطويل، فإن بنية فترة ما بعد الولادة والتغيرات الوظيفية في دماغك تجعلها أكثر قدرة على الاعتناء بحياة إنسان وتحمل مسؤولياته ! وهذا يعني أن عقلك أفضل في التخطيط والتنظيم العاطفي والتحفيز والبصيرة، أنتِ أفضل في العمل وإدارة المهام المنزلية وإدارة العلاقات.

إذا كان لديكِ أكثر من طفل واحد، فقد تكونين أيضًا أكثر إنتاجية من النساء اللاتي لم ينجبن أطفالًا أبدًا ! نظرًا لأنكِ تتعلمي القيام بمهام متعددة في المنزل، فستكوني أكثر قدرة على القيام بذلك في جوانب أخرى من حياتك.